أغلب دور السينما في كوريا كانت شديدة الازدحام وتؤمها جماهير غفيرة جدا خلال الأسابيع الأخرى بصورة ملفتة للنظر والسبب كان هو أن 620 دار ومسرح سينما في مختلف أرجاء البلاد كانت تعرض الفيلم الكوري الذي كسر كل الأرقام القياسية وحقق إيرادات ضخمة للغاية وهو فيلم الخيال العلمي"الوحش الأسطوري" . كسر الفيلم حاجز ال10 مليون دولار في أقل من 3 أسابيع من عرضه وصار بذلك هو أسرع فيلم كوري في تاريخ السينما الكورية يستطيع تحقيق ذلك.
فيلم الوحش الأسطوري وهو ثالث أفلام المخرج الكوري البارع بونغ جوون هو ، يدور حول أسرة عادية مكونة من 5 أفراد تملك كشكا متواضعا على ضفة النهر لبيع بعض السلع السريعة لرواد الشاطئ ، وفي يوم من الأيام تنقلب حياة الأسرة رأسا على عقب ، عند ظهور وحش ضخم أثار الرعب والفزع بين رواد النهر ، وذلك عندما اختطف الوحش الكاسر الابنة الوحيدة للأسرة ، وهي فتاة مراهقة جميلة ، ولكن الأسرة تقرر عدم الاستسلام للأمر الواقع والتصدي بكل ما تملك من أفكار وعزيمة للوحش في محاولة لإنقاذ الفتاة منه ، وهنا تدور العديد من المغامرات المثيرة التي هي عبارة عن خليط مدهش من الغموض والإثارة والمغامرات والرعب والضحك والكوميديا.
ولم يهمل الفيلم الجانب السياسي ، فقد كان للفيلم إيحاءات سياسية واضحة ، حيث أوضح الفيلم أن الوحش الغريب نفسه تكون بسبب قيام القوات الأمريكية العسكرية المرابطة في كوريا الجنوبية بصب مواد كيمائية سائلة وسامة في نهر الهان في فترة سابقة وقد تفاعلت تلك المواد مع المواد الموجودة في قاع النهر مما أدى إلى تخلّق كائن وحشي غريب ، وقد جاءت هذه الفكرة من حادثة أو شائعة سابقة ، وجهت فيها اتهامات لشركة أمريكية متخصصة في صناعة الحوانيت اللازمة لدفن الموتى ، وتابعة للقاعدة الأمريكية في كوريا الجنوبية ، بدفن مواد كيمائية في قاع النهر.
النجاح المدوي الذي حققه الفيلم كان بسبب تضافر عدد من العوامل من إخراج وتمثيل وتصوير و ميزانية مجزية ، ولكن السبب الأكثر أهمية هو التكنولوجيا الإلكترونية الرقمية المدهشة التي استعملت في تصوير وتجهيز الفيلم وما اشتمل من حركات ومغامرات مثيرة بسبب طبيعة الموضوع نفسه وبسبب روعة تصميم الوحش نفسه والتحكم المدهش في حركاته بإتقان ذكرنا بالأفلام الأمريكية العظيمة من أمثال كونج كونج والفك المفترس وحديقة الديناصورات وحديقة الجورسيه .
فيلم " الوحش الاسطوري" هو رابع فيلم في التاريخ الكوري يكسر حاجز ال10 مليون مشاهد ، ولم يقتصر نجاحه داخل كوريا وحدها ، فقد حققت عائدات عرضه في الخارج حتى الآن زهاء 7 مليون دولار ، وهو أول فيلم في التاريخ الكوري يستطيع ذلك .