ⓒ Getty Images Bankشهر رمضان هو شهر مقدس للمسلمين حول العالم، حيث يصومون من الفجر حتى الغروب، ويمارسون العبادات للتقرب إلى الله.
ومع تنامي حجم الجاليات المسلمة في الدول غير الإسلامية مثل كوريا الجنوبية، أصبح شهر رمضان يحظى باهتمام متزايد في تلك البلدان.
وبمناسبة اقتراب شهر رمضان المبارك، سنتحدث عن كيف سيبدو رمضان في كوريا الجنوبية في عام 2025 مع التركيز على الجوانب الاجتماعية والدينية والثقافية، إلى جانب بعض التوقعات لرمضان هذا العام.
تشهد كوريا الجنوبية المعروفة باقتصادها القوي وثقافتها الفريدة، تزايدا ملحوظا في عدد المسلمين المقيمين فيها.
ووفقا لإحصاءات حديثة، يبلغ عدد المسلمين في كوريا الجنوبية حوالي 200 ألف شخص، معظمهم من العمال المهاجرين والطلاب الدوليين، بالإضافة إلى عدد متزايد من الكوريين الذين يعتنقون الإسلام.
وتتمركز الجالية المسلمة في كوريا الجنوبية بشكل رئيسي في العاصمة سيول، وخاصة في منطقة "إي تيه وان" التي تعتبر مركزا إسلاميا نشطا.
ويوجد في منطقة "إي تيه وان" المسجد المركزي والعديد من المطاعم الحلال التي تلبي احتياجات المسلمين، كما تنتشر المساجد في المدن الأخرى، مثل "بوسان" و"ديه جون".
ويعد مسجد سيول المركزي الذي تم بناؤه في عام 1976، أقدم وأكبر مسجد في كوريا الجنوبية، وبالإضافة إلى ذلك هناك العديد من المراكز الإسلامية التي توفر خدمات تعليمية واجتماعية للمسلمين، منها تعليم القرآن الكريم وتنظيم الفعاليات الدينية.
ومن المتوقع أن يبدأ شهر رمضان لهذا العام يوم الأول من شهر مارس القادم، وينتهي يوم التاسع والعشرين. ومع ذلك، فإن بداية ونهاية شهر رمضان تعتمد على رؤية الهلال، والتي قد تختلف قليلا من بلد إلى آخر.
وفي كوريا الجنوبية، تختلف ساعات الصيام بشكل كبير عن الدول الإسلامية بسبب موقعها الجغرافي، وسوف تكون ساعات النهار في شهري مارس وأبريل معتدلة نسبيا مقارنة بفصل الصيف.
ومن المتوقع أن تتراوح ساعات الصيام في كوريا بين 13 و14 ساعة يوميا، حيث يبدأ الفجر حوالي الساعة الخامسة صباحا وتغرب الشمس في حوالي الساعة السابعة مساء.
ويعتبر شهرا مارس وأبريل في كوريا من أشهر الربيع، حيث يكون الطقس معتدلا مع درجات حرارة تتراوح بين 10 درجات و20 درجة مئوية. وهذا الطقس المعتدل يسهّل على الصائمين أداء العبادات دون معاناة من الحرارة الشديدة أو البرودة القاسية.
وعادة، تقوم الجمعيات الإسلامية والمراكز الثقافية بتنظيم إفطارات جماعية في المساجد والمطاعم الحلال، وتعتبر هذه الفعاليات فرصة للجالية الإسلامية للالتقاء والتعارف، بالإضافة إلى تعريف غير المسلمين بتقاليد رمضان.
وخلال شهر رمضان، تزداد الجهود الدعوية في كوريا، حيث تقام محاضرات وندوات عن الإسلام باللغتين الكورية والإنغليزية، إلى جانب توزيع كتيبات ومطبوعات تشرح تعاليم الدين الإسلامي.
وتعتبر رمضان شهر العطاء، ولذا تقوم الجالية المسلمة في كوريا بتنظيم حملات خيرية لجمع التبرعات وإرسالها إلى الدول الفقيرة أو لدعم المحتاجين داخل كوريا.
ومع تزايد عدد المسلمين في كوريا الجنوبية، أصبحت الثقافة الإسلامية أكثر وضوحا في المجتمع الكوري. فخلال رمضان تقوم بعض وسائل الإعلام الكورية بتغطية فعاليات الشهر، مما يسهم في زيادة الوعي بالإسلام والتقاليد الإسلامية.
ومن المتوقع أن يكون رمضان هذا العام في كوريا الجنوبية فرصة للجالية المسلمة لممارسة عباداتها في بيئة متعددة الثقافات. وعلى الرغم من التحديات التي قد يواجهها المسلمون، إلا أن الدعم المقدم من المراكز الإسلامية والجهود الدعوية سوف يساعدان في تعزيز وجود الإسلام في كوريا الجنوبية.
ومع تزايد الوعي بالإسلام وتقاليده، نتمنى أن يصبح رمضان حدثا بارزا في التقويم الثقافي الكوري في السنوات القادمة.