ربما تكونوا قد سمعتم أن تناول الكثير من الأطعمة المصنوعة من حبوب القمح يضر بالصحة، حيث إن تناول الكثير من القمح يمكن أن يكون عاملاً مسبباً لمشكلات صحية متعددة مثل تكون دهون البطن الحشوية، وزيادة حب الشباب، والقولون العصبي، ومرض السكري، ومشكلات المفاصل والتهابها، وأمراض القلب وغيرها. إذن، ما هي الأسباب التي تجعل من تناول القمح شيئا خطيرا على الصحة هكذا؟
أولا: يَرفع القمح مستوى السكر في الدم بدرجة أكثر من السكر العادي. ووفقا لبعض الخبراء، فإن أكل قطعتين من خبز التوست يمكن أن يرفع معدل السكر في الدم بنفس الدرجة مثل أكل ملعقتين كبيرتين من السكر الأبيض المكرر. وتجدر الإشارة إلى أن دقيق القمح يتكون من 92% من الكربوهيدرات و8% من البروتينات. والإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات يساعد على زيادة الوزن والبدانة بشكل سريع، لأنها ترفع مستويات السكر في الدم بسرعة.
ثانيا: يحتوي القمح على مركبات تسمى "exorphins" لها تأثير ضار على المخ يشبه تأثير الأفيون، وهذا يفسُر حب الناس لمنتجات القمح من المعكرونة والكعك وغيرها من الأطعمة وإدمانهم عليها وصعوبة تخليهم عنها، وعندما يتناولون أحدها يعودون بسرعة لتناول المزيد والمزيد، في حين أن تناول اللحوم والخضروات يشعر الإنسان بالرضا والشبع.
ثالثا: يسبب الإفراط في تناول القمح الدهون الحشوية في البطن، ولدهون البطن أسباب متعددة أحدها تناول القمح لأنه يزيد السعرات الحرارية، ومن بينها أيضا زيادة مستويات السكر في الدم والتهاب الأمعاء، وتتحد كل هذه العوامل لتزيد من دهون البطن، وهي شيء خطير خاصة عندما تتراكم في الأمعاء وحول أجهزة الجسم الداخلية حيث تُطلِق جزيئات التهابية داخل نظام الجسم كله.
ومن جهة أخرى، يقول أخصائي الأمراض المعوية الدكتور "جون هانتر" إن أجسامنا اعتادت هضم اللحوم والخضروات والفواكه بشكل أساسي وليس الحبوب، وهكذا تزداد حساسيتنا تجاه القمح، وتَضعُف قدرة المعدة على هضمه حتى بالنسبة لمن لا يعانون من مشكلة صحية.
إذا تناولتم كمية كربوهيدرات أكثر مما يحتاجه الجسم، فسوف تُخزّن كمية السعرات الحرارية الزائدة في الجسم ويؤدي ذلك إلى زيادة الوزن. لذا يُنصح باختيار الحبوب الكاملة مثل خبز القمح الكامل والمعكرونة السمراء والأرز الأسمر معظم الوقت، لأنها غنية بالألياف التي تساهم في الشعور بالشبع لوقت أطول، كما أنها تُعتبَر أغذية صحية أكثر من النشويات البيضاء، وأيضا هي مصدر جيد للفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، وغيرها.