الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الاقتصاد

التحول الهيكلي في صناعة البيع بالتجزئة في كوريا

#قضية اقتصادية l 2021-03-22

ⓒ YONHAP News

تشهد سوق التجارة الإلكترونية في كوريا تغييرات جذرية بعد الإدراج الناجح لشركة التجارة الإلكترونية الكورية العملاقة "كوبانغ" في بورصة نيويورك، حيث انضمت أكبر بوابة إلكترونية في البلاد "نيفر" إلى مجموعة "شين سي غيه"، وهي مشغل أكبر سلسلة متاجر خصم "إي مارت" في البلاد، لتشكيل تحالف ضد "كوبانغ". وإلى جانب "شين سي غيه"، قدمت مجموعة "لوتيه" العملاقة للبيع بالتجزئة، وشركة الاتصالات المتنقلة رقم 1 في كوريا "إس كيه تيليكوم"، وشركة الأسهم الخاصة "إم بي كيه بارتنرز"، عروضا أولية يوم 16 مارس لشراء شركة "إي باي كوريا"، وهي مشغل التجارة الإلكترونية رقم 3 في كوريا الجنوبية. هكذا تنخرط حاليا الشركات الكبرى للبيع بالتجزئة وشركات تكنولوجيا المعلومات في كوريا في سباق محتدم للسيطرة على سوق التجارة الإلكترونية المحلية. نستضيف السيد "لي إين تشول" مدير معهد "ريال غود إيكونومي" للبحوث الاقتصادية. 


مدير معهد "ريال غود إيكونومي" للبحوث الاقتصادية السيد "لي إين تشول":

شركة "إي باي" كوريا هي ثالث أكبر منصة للتجارة الإلكترونية في كوريا، بعد نيفر، بحصة سوقية تبلغ 17 بالمائة، وكوبانغ بحصة 13 بالمائة. في الوقت الحالي، يشكل مركز التسوق التابع لشركة شين سي غيه عبر الإنترنت 3 في المائة فقط من سوق التجارة الإلكترونية المحلية، لكن استحواذها على موقع إي باي كوريا قد يرفع الرقم إلى 15 في المائة، مما يمكن أن يجعلها ثاني أكبر لاعب في قطاع التجارة الإلكترونية في البلاد. في هذه الأثناء، تحتاج لوتيه بشدة للتغلب على شين سي غيه. وإذا فشلت لوتيه في الاستحواذ على إي باي كوريا، فيُخشى من القضاء عليها في السوق. أيضا شركة إس كيه تيليكوم، التي تشغل مركز التسوق عبر الإنترنت "ستريت 11"، متحمسة للاستحواذ على إي باي كوريا. وإذا اشترت موقع إي باي كوريا، فستبلغ حصتها 18 في المائة من السوق، لتصبح المشغل رقم 1، متغلبة على نيفر. من جانبه، صندوق الأسهم الخاص "إم بي كيه بارتنرز" يراقب أيضا شراء إي باي كوريا، حيث سيساعده الاستحواذ على توسيع نطاق أعمال التجارة الإلكترونية لسلسلة متاجر الخصم "هوم بلاس" التابعة له. هكذا من الواضح أن موقع إي باي كوريا قد ظهر كمتغير مهم ضمن قواعد اللعبة في سوق التجارة الإلكترونية سريعة التطور في كوريا. ولذلك اعتمادا على من يستحوذ عليه، سيتغير تماما مشهد التجارة الإلكترونية في كوريا.

من خلال الاستحواذ على موقع إي باي كوريا، الذي سجل معاملات بقيمة 18 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، تسعى تلك الشركات إلى خلق تآزر مع أعمالها القائمة. في البداية، كان سعر موقع إي باي في كوريا، المقدر بحوالي 4.4 مليار دولار، مرتفعا للغاية، لكن اتضح أن العديد من الشركات شاركت في العطاءات الأولية لـ إي باي كوريا. وعلى ما يبدو، أدى نجاح كوبانغ في بورصة نيويورك إلى زيادة قيمة إي باي كوريا إلى حد كبير.

مدير معهد "ريال غود إيكونومي" للبحوث الاقتصادية السيد "لي إين تشول":

 قرع مؤسس كوبانغ ورئيسها التنفيذي "كيم بوم سوك" جرس الافتتاح في بورصة نيويورك يوم 11 مارس. في اليوم الأول من الإدراج، أغلقت أسهم كوبانغ عند 49 دولارا، بزيادة 41 بالمائة عن سعر الطرح العام الأولي البالغ 35 دولارا. واستنادا إلى سعر إغلاق اليوم، تجاوزت القيمة السوقية للشركة 88 مليار دولار، لتصبح بذلك ثاني أكبر شركة محلية بعد سام سونغ للإلكترونيات. من خلال الإدراج، تمكنت كوبانغ من جمع حوالي 4.6 مليار دولار من الاكتتاب العام الأوليّ، لتصبح صاحبة أكبر اكتتاب عام أولي في الولايات المتحدة لهذا العام. كان الاكتتاب العام الأولي لشركة كوبانغ هو الأكبر أيضا من آسيا في الولايات المتحدة منذ شركة "علي بابا" الصينية في عام 2014. والآن، من المتوقع أن تستثمر كوبانغ أرباحها في توسيع مراكز التسليم الخاصة بها. وبالتالي من غير المستغرب أن منافسيها المحليين يحاولون جاهدين إبقاءها تحت السيطرة.

تأسست كوبانغ في عام 2010 برأسمال قدره 2.7 مليون دولار. وبعد حوالي عشر سنوات فقط من تأسيسها، وبقيمة سوقية تبلغ 63 مليار دولار، حققت ظهورا بارزا في بورصة نيويورك. تُظهِر الأرقام أن قيمة الشركة زادت 24 ألف مرة، ولكن على الرغم من النجاح الملحوظ الذي حققته كوبانغ، لا تزال هناك العديد من العقبات أمامها. فمثلا، تم تأسيس شركة أمازون الأمريكية العملاقة للتجارة الإلكترونية في عام 1994، عندما لم يكن الناس على دراية بمفهوم "التسوق عبر الإنترنت". وقد استحوذت أمازون على بعض الشركات في سياق توسيع أعمالها التجارية. والآن، صار لا غنى عن أمازون للمستهلكين الأمريكيين. أما بالنسبة لكوبانغ، فإن لديها عددا من المنافسين الأقوياء، كما أن المستهلكين الكوريين يقارنون بين ما لا يقل عن أربعة إلى خمسة متاجر عبر الإنترنت وغير متصلة بالإنترنت قبل الشراء. وأيضا، قامت بعض الشركات المحلية بالفعل بتكوين تحالف ضد كوبانغ.

مدير معهد "ريال غود إيكونومي" للبحوث الاقتصادية السيد "لي إين تشول":

 اتفقت نيفر وشين سي غيه على صفقة مقايضة أسهم بقيمة 250 مليار وون، أي ما يعادل 221 مليون دولار. وبموجب الصفقة، قامت نيفر بتبادل أسهم بقيمة 150 مليار وون مع إي مارت، و100 مليار وون مع شين سي غيه. ونتيجة لذلك، ستمتلك نيفر 2.96% من إي مارت، و6.85% من شين سي غيه، بينما ستمتلك إي مارت وشين سي غيه حصة مجتمعة تبلغ 0.4% في نيفر. بلغت قيمة الصفقات السنوية لشركتي شين سي غيه ونيفر حوالي 44 مليار دولار. الأولى لديها 20 مليون عميل والثانية لديها 54 مليونا. من المتوقع أن يكون لصفقة مبادلة الأسهم تأثير كبير على صناعة التجزئة المحلية. من الواضح أن هذه الشركات تسعى بقوة إلى التحالف في مواجهة كوبانغ التي أدى إدراجها في بورصة نيويورك إلى هز سوق التجارة الإلكترونية في كوريا.

وفقا لهيئة الإحصاءات الكورية، وصلت معاملات التسوق عبر الإنترنت في كوريا الجنوبية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في عام 2020، بزيادة 20 بالمائة عن العام الأسبق. ويُعزى هذا النمو إلى حقيقة أن العديد من الناس صاروا يقضون وقتا أطول في المنازل ويشترون احتياجاتهم عبر الإنترنت بسبب وباء كورونا. ومن المعتقد أن هذه ليست ظاهرة مؤقتة، حيث إن توجهات المستهلكين قد تغيرت تماما بالفعل. وفي حين أن سوق التجارة الإلكترونية في كوريا أصبحت أكبر، فإن الحصة السوقية للمشغل رقم 1 لم تتجاوز 20 بالمائة، وهو ما يعني أن الباب لا يزال مفتوحا لأي عوامل جديدة. ولهذا السبب انخرطت شركات التجارة الإلكترونية الكورية في سباق شرس. وبالنظر إلى طبيعة هذا السباق الذي سيأخذ فيه الفائز كل شيء، فإن الأمر الأكثر أهمية هو الحجم، وبالتالي فإن تلك الشركات تبذل جهودا شاملة لتوسيع حجم أعمالها.

مدير معهد "ريال غود إيكونومي" للبحوث الاقتصادية السيد "لي إين تشول":

 كانت كوريا الجنوبية خامس أكبر سوق للتجارة الإلكترونية في العالم خلال العام الماضي، بعد الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان، ولكن تشير التقديرات إلى أن كوريا ستحتل المرتبة الثالثة في غضون السنوات الثلاث القادمة، بعد الصين والولايات المتحدة، حيث تنمو صناعة التجارة الإلكترونية في كوريا بسرعة، بفضل تكنولوجيا المعلومات المتقدمة في البلاد والبنية التحتية للإنترنت، بالإضافة إلى التعاون بين عمالقة البيع بالتجزئة المسلحين برؤوس أموال وقدرة على التسليم. وبعد الاستحواذ على إي باي كوريا، سيقود اللاعبون الرئيسيون السوق لتسهيل النمو المرتفع. من بين أكبر 10 أسواق تجارة إلكترونية عالمية، كوريا الجنوبية وروسيا هما السوقان الوحيدتان اللتان لم تسيطر عليهما أمازون أو علي بابا.

ويقول الخبراء إن المنافسة الشرسة بين كبار شركات التجارة الإلكترونية ستتيح للمستهلكين شراء البضائع بأسعار معقولة لبعض الوقت. ولكن من المشكوك فيه ما إذا كان هذا الاتجاه سوف يستمر، حيث تميل المنصات عبر الإنترنت إلى الاحتكار، مما يثير في الواقع مخاوف بشأن حدوث بعض الآثار الجانبية.

مدير معهد "ريال غود إيكونومي" للبحوث الاقتصادية السيد "لي إين تشول":

 يشعر الكثيرون بالقلق من أن هيكل السوق الاحتكاري قد يترسخ بمجرد اكتمال عمليات الاندماج والاستحواذ من قبل تجار التجزئة ذوي الأسماء الكبيرة. الآثار الجانبية اللاحقة، بما في ذلك زيادة الرسوم، ستؤثر على الشركات الصغيرة والمستهلكين. سيكون من الضروري أيضا معالجة مشكلة ظروف العمل السيئة لعمال التوصيل الذين يتعين عليهم التعامل مع حجم التسليم المتزايد. لذلك يجب أن يرى العمال والإدارة والحكومة الجانب المظلم لمعركة التجارة الإلكترونية، وأن يتعاونوا جميعا من أجل حل تلك المشاكل على المدى الطويل.

بعد انتهاء حرب التجارة الإلكترونية الحالية في كوريا، من المتوقع أن يهيمن لاعب أو لاعبان على السوق، في حين أن أولئك الذين تخلفوا عن المنافسة قد يجدون صعوبة حتى في البقاء على قيد الحياة. ولذلك يتحول الانتباه إلى الفائز النهائي في سباق سوق التجارة الإلكترونية الكورية.


مصطلح اقتصادي مثير للاهتمام، ومصطلح هذا الأسبوع هو "Hackathon". وهذا المصطلح مركب من كلمتين: "hacking" أي "قرصنة إلكترونية"، و"marathon"  أي "سباق للجري". ويشير هذا المصطلح إلى حدث يقوم فيه المخططون والمصممون وغيرهم من المشاركين في تطوير البرامج بتنظيم فريق لطرح أفكار جديدة وإنشاء تطبيقات أو خدمات ويب أو نماذج أعمال بناء على تلك الأفكار وبسرعة. تستخدم كلمة "hacking"، أو "قرصنة"، عادة لوصف الهجمات الإلكترونية غير القانونية. لكن مبرمجي الكمبيوتر يستخدمون هذه الكلمة أيضا للإشارة إلى البرمجة الصعبة. أما القرصنة غير القانونية فتسمى غالبا "cracking"، أي "اختراق". والكثير من شركات تكنولوجيا المعلومات تنظم "هاكاثون". فمن المعروف أن "فيس بوك" تحقق أقصى استفادة من "هاكاثون"، كما تعقد العديد من شركات تكنولوجيا المعلومات الكورية أيضا هاكاثون للبحث عن ابتكارات جديدة. لكن الهاكاثون لا يخلو من مشاكل، فغالبا ما يتعين على المشاركين فيه البقاء مستيقظين طوال الليل. وبسبب قلة النوم، قد لا يتمكنون من إظهار قدراتهم بشكل أفضل عند تطوير خدمات جديدة، كما أنهم يتعرضون لضغوط شديدة حيث يتوجب عليهم الحصول على نتائج قوية خلال فترة زمنية قصيرة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;