الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

حكايات كورية - دجاجة مصبوغة بالأسود

2019-08-30

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش بائع متجول في قرية صغيرة. كان رجلًا طماعًا، وكان دائم البحث عن طريقة يجني بها الكثير من المال. وفي يومٍ من الأيام، بلغت مسامعه شائعة مفادها أن أسعار الدجاج الأسود سترتفع ارتفاعًا كبيرًا. وكان الدجاج الأسود نادرًا في تلك الأيام، وكان الناس يحبونه لاعتقادهم أنه مفيدٌ جدًا للصحة. رأى الرجل أنه سوف يستطيع أن يجني الكثير من المال أخيرًا إن هو استطاع توفير بعض الدجاج الأسود. لكن الأمر كان مستحيلًا، فالدجاج الأسود فائق الندرة، والحصول عليه ليس بالأمر السهل. بينما كان يفكر في حل لتلك المعضلة، رأى بعض الدجاج الأبيض يلهو في باحة منزله الخلفية. رأى أنها لا تختلف كثيرًا من حيث الشكل عن الدجاج الأسود النادر، وخطرت له فكرة: ماذا إن جعل الدجاجات البيضاء تبدو سوداء؟ خرج إلى الباحة وأمسك بدجاجة منها وطلاها بطلاء أسود، وجلس ينتظر أن يجف الطلاء، وسر سرورًا عظيمًا حين رأى دجاجته البيضاء وقد تحولت إلى طائر أسود فاحم السواد. راح يصفق يديه في جذل، وخرج إلى السوق ليختبر نجاح فكرته. وإذا نجحت الفكرة، أي إذا استطاع أن يبيع الدجاجة المصبوغة بسعر مرتفع، فسوف يصبغ بقية الدجاجات ويبيعها بنفس الطريقة.

حمل الرجل دجاجته المصبوغة وذهب إلى السوق، حيث استطاع أن يبيعها بخمس أضعاف ثمن الدجاج الأبيض. شعر الرجل بفرحة عارمة، ورأى أنه عبقري من عباقرة عالم التجارة. شعر الرجل أنه قد وجد طريقه إلى الثراء السهل السريع أخيرًا، وقرر أن يمر بالحانة ليكافئ نفسه بكأس من الشراب قبل أن يعود إلى منزله في وقت متأخر من الليل.

كانت هناك مفاجأة سارة أخرى في انتظار بطلنا في منزله. فقد كانت ابنته تنتظره في المنزل مع زوجها. شعر بالسعادة مجددًا، فلم يكن قد رأى ابنته وزوجها منذ فترة طويلة، قال لنفسه إنه يوم حظه ولا شك. أعدت ابنته المائدة، وجلست الأسرة لتناول الطعام معًا. وفي مركز المائدة، وُضعت دجاجة شهية الرائحة. استمتع الرجل بتناول الدجاجة اللذيذة، وكان التفكير في أن ابنته التي قد اشتاق إليها كثيرًا هي من أعدت له تلك الدجاجة بنفسها يجعله يستشعر مذاقها الشهي أكثر وأكثر. قالت الفتاة: "أبي! لقد ابتعت هذه الدجاجة اليوم خصيصًا لك، إنها دجاجة سوداء نادرة، وأرجو أن تغذيك وتقوي صحتك".

ظن الزوجان الشابان أن الرجل سيسر بسماع ذلك، لكن تعبيرًا عجيبًا ارتسم على وجهه، وعجز حتى عن إجبار نفسه على الابتسام. توقف الرجل عن تناول الطعام ونظر إلى الدجاجة فجأة. ثم سأل ابنته عن المكان الذي ابتاعت الدجاجة منه. فأجابت بكل بساطة: "لقد ابتعتها من السوق، من البائع أحدب الظهر". هوى قلب الرجل بين قدميه، فلقد تذكر أن الرجل الذي ابتاع منه الدجاجة المصبوغة كان أحدب الظهر. شعر فجأة أنه قد فقد شهيته، وأمر ابنته بإزالة الطعام فورًا. لكن الفتاة أصرت على أن يتناول والدها المزيد من الدجاجة التي اشترتها خصيصًا له. قالت له: "أبي! لم لا تأكل  المزيد من هذه الدجاجة؟ إنه طعام صحيّ للغاية. إنها ثمنها يبلغ عشر أضعاف ثمن الدجاج الأبيض العادي!". صُعق الرجل، فصاح في ابنته: "ماذا؟ عشر أضعاف؟ من الرجل أحدب الظهر؟ لماذا دفعت كل هذه النقود لشراء دجاجة؟ يالك من فتاة غبية! إنها دجاجتي، مجرد دجاجة بيضاء بعتها للرجل أحدب الظهر بعد أن صبغتها باللون الأسود، وتلقيت منه خمسة أضعاف السعر العادي، لكنك دفعتِ عشرة أضعاف السعر الأصلي!". راح الرجل يتحدث في غضب شديد وهو يضرب بقبضتيه على المائدة، فلم يكن هناك شيء آخر يستطيع فعله، لقد سقط ضحية خدعته! 

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;