الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

من يدفع ثمن القطن؟

2020-04-10

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش أربعة تجار يكسبون عيشهم من بيع القطن. كانوا يخزنون كمية كبيرة من القطن في مخزن خاص لبيعه في فصل الشتاء البارد عندما يزيد الطلب على القطن من أجل إعداد الملابس الثقيلة لبث الدفء. لكن بعد فترة، غزت الفئران المخزن ودمرت مخزون القطن عن آخره. بعد تفكير عميق في الأمر، اقترح أحد التجار، وكانت له لحية كثّة، أن يربي الأربعة قطًا كي يساعدهم في التخلص من الفئران. أعجبت الفكرة التجار الآخرين، وقرروا أن يتشاركوا في شراء قطة. وبما أنهم تشاركوا في دفع ثمنها، فقد اتفقوا على أن يعتني كلٌ منهم برجل من أرجل القطة.

وفي يوم من الأيام، كسرت إحدى أرجل القطة أثناء مطاردتها لأحد الفئران في المخزن. كان الرجل ذو اللحية الكثة هو المسؤول عن الرجل المكسورة حسب الاتفاق، ولذلك، غمس بعض القطن الناعم في زيت الفلفل الصيني، قبل أن يضمد رجل القطة المكسورة بها، وهو علاج تقليدي مشهور لضمادات العظام المكسورة. لكن، يبدو أن القطة كان قد أصابها الحظ السيء، ففي أحد الأيام، كانت تغفو في كسل أمام المدفأة، لكن بعض شرارات النار طارت من المدفأة باتجاه القطة. اشتعلت ضمادة القطن المغموسة بالزيت على الفور، وهرولت القطة المفزوعة المسكينة باتجاه المخزن البارد والضمادة لا تزال مشتعلة. قفزت وسط كومة كبيرة من القطن، أمسكت النيران بكومة القطن التي اشتعلت بدورها، قبل أن تنتشر النيران في المخزون كله. استطاعت القطة أن تطفئ النيران المشتعلة في ضمادتها، لكن بقية القطن في المخزن اشتعل تمامًا، حتى تحول -بعد وقت قصير- إلى رماد.

ولا تسل عن ذهول تجار القطن الأربعة حين اكتشفوا أنهم فقدوا رأس مالهم بالكامل. لام التجار الثلاثة التاجرَ الرابعَ صاحب اللحية الكثة، لأنه هو من استخدم زيت الفلفل الصيني لعلاج القطة، لكنه احتج قائلًا إنه لا يمكن اعتبار الأمر خطأه. لم يستطيع الأربعة التوصل إلى اتفاق بشأن من يجب أن يتحمل تكلفة الخسائر، فذهبوا إلى قاضي القرية. استمع القاضي إلى القصة كاملة، وفكر قليلًا قبل أن يقول: "آه نعم… لا شك أن التاجر الذي عالج القطة يتحمل جزءًا من المسؤولية لأنه غمس الضمادة في الزيت، لكنني سمعت أن كلًا منكم مسؤولٌ عن إحدى أرجلها، أليس كذلك؟ كلٌ منكم يتحمل مسؤولية رِجل من أرجل القطة. ويجب ألا ننسى أن القطة عندما ركضت متجهة إلى المخزن والنيران مشتعلة بضمادتها إنما ركضت باستخدام الأرجل الثلاثة الصحيحة، فهي لم تكن تستطيع استخدام رجلها المكسورة المشتعلة على أي حال! ولذلك، أرى أن الثلاثة الآخرين أيضًا يتحملون جزءًا من مسؤولية تدمير المحصول. وأرى أن أربعتكم يجب أن تتقاسموا الخسائر بالتساوي".

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;