الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

ثلاث عملات يوميًا

2020-09-11

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش رجلٌ اسمه "دول-سيه" في قرية صغيرة. وكان يكسب رزقه من جمع الحطب والمساعدة في أعمال الفلاحة. وفي يوم من الأيام، كسب ثلاث عملات من بيع الحطب الذي جمعه. وبينما كان عائدًا إلى منزله في ذك اليوم، رأى عِفريتًا. اعترض العِفريتُ طريقه وطلب منه أن يعيره ثلاث عملات، وكأنه كان يعرف مسبقًا أن "دول-سيه" كسب ثلاث عملات ذلك اليوم. شعر "دول-سيه" بخوف شديد، ولم يكن أمامه إلا أن يلبي طلبه. وبعد أن أخذ العفريت العملات الثلاث، وعده أن يعيدها إليه في اليوم التالي، واختفى.

في اليوم التالي، أتى العفريت إلى منزل "دول-سيه" وهو يحمل العملات الثلاث. تفاجأ "دول-سيه" الذي لم يكن يتوقع أن يسترد ماله. لكن العفريت أوفى بوعده على غير المتوقع. ثم حدث شيءٌ غريب. ففي اليوم الذي يليه، جاء العفريت مجددًا إلى منزل "دول-سيه" وقال: "مرحبًا! يجب أن أعيد إليك المال الذي استعرته، تفضل". قال هذا ثم ألقى ثلاث عملات في حديقة منزل "دول-سيه" كما فعل في اليوم السابق. أدرك "دول-سيه" بعد فترة أن العفريت يتذكر أنه استعار المال، لكنه عاجز عن تذكر أنه أعاده بالفعل. فظل يأتي كل يوم كي يدفع ثلاث عملات إلى "دول-سيه" قائلًا إنه يعيد المال الذي استعاره. وبفضل ذاكرة العفريت الضعيفة، استطاع "دول-سيه" أن يجمع قدرًا كبيرًا من المال حتى صار من الأثرياء.


وفي يوم من الأيام، زار العفريت "دول-سيه" مجددًا، وطلب منه أن يلعب معه مباراة مصارعة، لكن هذا كان في منتصف الليل، وكان "دول-سيه" غارقًا في نوم عميق، فلم يجبه حتى وعاد إلى النوم دون أن يفكر في الأمر. ولا بد أن هذا الأمر أغضب العفريت كثيرًا، وقد عبر عن هذا الغضب بإلقاء أكوامٍ كثيرة من الحجارة على حقل "دول-سيه". ولما رأى "دول-سيه" هذا، لم يستطع أن يمنع نفسه من الضحك، وقال بصوت عالٍ كي يسمعه العفريت: "آه! الحمد لله! أنا سعيد لرؤية كل هذه الأكوام من الحجارة المنثورة على أرض حقلي. كم يسعدني أن الأرض مغطاة بالحجارة، وليس بفضلات الماشية". ولما سمع العِفريت هذا، ظن أنه أساء التقدير، فجمع الحجارة ورحل.

وفي اليوم التالي، كانت أرض حقل "دول-سيه" مغطاة بفضلات الماشية، وهو أمر عظيم الفائدة للأرض الزراعية بالطبع. وبفضل العِفريت الأحمق ضعيف الذاكرة، حصل "دول-سيه" على محصول وفير ذلك العام. وكما نسي العفريت أنه رد دينه من قبل، فقد ظل يغطي حقل "دول-سيه" بالسماد الطبيعي كل ربيع. وبهذا، استطاع "دول-سيه" أن يجني أوفر المحاصيل كل ربيع. 

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;