ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش رجل ثري اسمه "هوانغ". وفي يوم من الأيام، جاء رجل إلى السيد "هوانغ" واستأذنه في اقتراض 3 آلاف عملة من النيانغ. والنيانغ هو اسم عملات كانت تستخدم في كوريا في الماضي البعيد. ولا عجب أن "هوانغ" رد السائل دون تردد، فمن قد يرغب في إقراض مبلغ ضخم كهذا لرجل غريب؟ حتى الرجل الغريب نفسه لم يتعجب من موقف السيد هوانغ أو يستنكره، بل قال: "سيدي. أنا أفهمك. أفهمك تماما. فمن قد يقرض المال لرجل غريب لا يعرفه؟ كيف يثق به؟ ولكنني لم آت لأطالبك بشيء ليس في استطاعتك، بل جئتك بضمان للقرض". وما إن قال الرجل هذا، حتى أخرج قطعة من الذهب على شكل عجل. ولما رأى السيد "هوانغ" العجل الذهبي اللامع، الذي يبهر لمعانه البصر، زالت شكوكه حيال الرجل الغريب. ورأى أنه لا ضير من إعارته مبلغ ضخم كهذا، فلا أحد سيخاطر بفقدان هذه التحفة الثمينة المبهرة. وهكذا، أخذ منه العجل الذهبي ضمانًا لا يسترد حتى يرد الدين وفائدة الدين، ووعده الرجل الغريب برد الدين والفائدة خلال شهر واحد لا أكثر.

بعد رحيل الرجل، راح السيد "هوانغ" يتأمل التحفة الذهبية ويتساءل عن قيمتها. فأرسل يستدعي ابن أخيه الذي يعمل في استخراج الذهب، وطلب منه أن يقدر ثمنها. كان ينتظر أن يسمع مبلغًا ضخمًا مبهرًا. لكن ابن الأخ كان خبيرًا في الذهب، وعلم من نظرة واحدة أن ما يمسكه عمه ليس سوى ذهب مزيف غير حقيقي. وأخبر عمه بالفعل أنه مجرد تقليد للذهب، لا تتجاوز قيمته 10 نيانغ بحال. ولا تسل عن صدمة السيد "هوانغ" الشديدة حين سمع ذلك، وكيف شعر بالغضب. ومن يلومه؟ فلقد اكتشف لتوه أنه وقع ضحية لخداع رجل كاذب.

في اليوم التالي، أقيم حفلٌ كبير في أحد منازل القرية. وقد حضرها الكثيرون من سكان القرية والقرى المجاورة. وكان الناس قد حرصوا على حضور الحفل الكبير لتناول ما لذ وطاب من المأكولات الشهية التي تقدم في تلك الحفلات. وفي وسط الوليمة، بدأ رجل في الصراخ بصوتٍ عالٍ وهو يضرب بيديه على صدره. اجتمع الناسُ وراحوا يسألونه عن السبب في كل هذا. فقال: "لقد أقرضت رجلًا ما ثلاثة آلاف نيانغ، واحتفظت بقطعة ذهبٍ أعطانيها كضمان للدين. لكن أحد اللصوص قد سرقها أمس. ما العمل الآن؟ كيف أتصرف؟ ماذا أفعل إذا جاء صاحب القطعة الذهبية ليرد دينه ويسترد وديعته؟ لا أظن أنني سوف أتمكن من دفع ثمنها مهما فعلت، فهي ثمينة نادرة لا تقدر بمال. إذا وجد أيٌّ منكم هذه القطعة الذهبية التي لها هيئة كهيئة العجل، فسوف أعطيه مكافأة سخية".

وهكذا انتشرت الشائعات في القرية كالنار في الهشيم، حتى بلغت مسامع الرجل الكاذب الذي استعار المال من السيد "هوانغ" بحيلته الكاذبة الماكرة. فكر بينه وبين نفسه: "إن السيد هوانغ يظن أن القطعة الذهبية مصنوعة من الذهب الحقيقي! إذا أعدت له المال، وطلبت منه أن أستعيد الذهب، فلسوف يعطيني الكثير من المال تعويضًا عنه ولا شك". وهكذا، اقترض الرجل الكاذب المال من شخص آخر وأتى للسيد "هوانغ" متظاهرًا بأنه سوف يرد المال ويستعيد وديعته. راقب النصاب السيد "هوانغ" وهو يعد المال بحرص بالغ، وراح يمني نفسه بمبلغ التعويض الضخم الذي سيفوق ذلك المبلغ بكل تأكيد. لكن، على خلاف ما توقعه، وجد أن السيد "هوانغ" قد أخرج العجل الذهبي وأعاده إليه. أدرك النصاب من النظرة الأولى أنه نفس العجل الذهبي الذي كان قد أعطاه للسيد هوانغ متظاهرًا بأنه تمثال ذهبي ثمين، وأدرك أيضًا أن السيد هوانغ استطاع أن يخدعه! لكن لا مفر، فماذا يستطيع أن يفعل سوى أن يكظم غيظه ويأخذ وديعته ويخرج في صمت؟