الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

أسطورة أزهار البلسم

2020-10-16

ⓒ Getty Images Bank

توارثت النساء الكوريات حب تلوين أظفارهن باستخدام زهور تعرف بزهور البلسم، وهي عادة تقليدية عمرها مئات السنوات، ولتلوين الأظافر، تسحق النساء أوراق الزهور المذكورة، ثم تخلطنها بالخل، وتبللن قطع القطن النظيف بها، ثم يلففن القطن المصبوغ على أظفارهن. وفي اليوم التالي عند إزالة القطن، كن يجدن أظفارهن قد صبغت بلون أحمر جميل. وليس الأحمر هو اللون الوحيد الذي كان يتاح للشابات الكوريات في الماضي، فقد تكون أزهار البلسم حمراء، أو برتقالية، أو وردية، فكن يخترن اللون الأنسب لهن ليستعرضن جمال أياديهن. لكن هذه العادة التقليدية المبهجة جاءت من أسطورة حزينة للغاية.

تعود الأسطورة إلى القرن الثالث عشر، عندما كان الملك "تشونغ-صُن" يحكم مملكة كوريو الكورية. في ذلك الوقت، استطاعت مملكة "يوان" المنغولية التغلب على كوريو، وأُرسل الملك الكوري إلى الصين كأسير سياسي. وفي ليلة من الليالي، رأى الملك في منامه حلمًا غريبًا. رأى امرأة شابة تعزف الكاياغم، وهي آلة وترية كورية تراثية، وبينما كانت تعزف للملك، راح الدم يقطر من أصابعها.

عندما استيقظ الملك، استدعى كل الخادمات في القصر الصيني الذي كان أسيرًا به، فوجد إحداهن قد ربطت أصابعها بقماش أبيض. اكتشف الملك الأسير أن الخادمة المذكورة هي إحدى النساء الكوريات اللاتي أخذن كسبايا قهرًا. كانت قد صبغت أظفارها بأزهار البلسم الجميلة، تمامًا كالمرأة التي رآها في حلمه. عزفت الشابة التي صبغت أظفارها باللون الأحمر على الكاياغم للملك كما فعلت في منامه، وعكست الموسيقى التي عزفتها شوقها لبلادها وأمنيتها الصادقة أن يعود الملك إلى بلاده سالمًا. تأثر الملك تأثرًا شديدًا بوفائها، وشعر بشفقة كبيرة على هذه الفتاة التي أخذت في سن صغيرة إلى بلاد غريبة، وأجبرت على مفارقة أسرتها.

بعد ذلك بفترة، ساعد الملك الإمبراطور "ووجونغ" على اعتلاء عرش منغوليا، فأُطلق سراحه أخيرًا، وأصبح بإمكانه أن يعود إلى مملكته. تذكر الملك الفتاة الوفية التي أخذت ضمن الحاشية الصينية، وأراد أن يأخذها معه، لكنه سمع أنها قد ماتت بالفعل. شعر الملك بحزن عظيم عندما سمع ذلك الخبر، وتذكر كيف كانت تلف أصابعها بالقماش. وعندما عاد إلى مملكته، أمر رجاله بزراعة زهور البلسم الملونة في حديقة القصر إحياء لذكراها. ومنذ ذلك الوقت، انتشرت أزهار البلسم في البلاد، وأصبح صباغة الأظفار بها تقليدًا منتشرًا تتوارثه الأجيال. وكان يعتبر عناية جمالية خاصة في الماضي عندما لم تكن مستحضرات التجميل متوفرة كما هي الآن. كما أحب الناس في الماضي تلك العادة أيضًا لأنهم ظنوا أن اللون الأحمر كان كفيلًا بإخافة الأرواح الشريرة، وبالتالي فكان صباغة الأظفار به يعني منه الأمراض والحظ السيء. ولا تزال هذه العادة منتشرة إلى الآن، ويقال إن أمنية الشخص الذي يصبغ أظفاره بهذه الطريقة في الحب ستتحقق إذا لم ينمحِ اللون قبل هطول أول ثلوج في الموسم.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;