الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

زوجة الابن الوفية والنمر

2020-11-20

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاشت امرأة مع والد زوجها وطفلها الرضيع. كانت الأسرة تعاني من الفقر، لكن المرأة الشابة كانت تتفانى في خدمة والد زوجها. وفي يوم من الأيام، ذهب والد زوجها إلى السوق كعادته، لكنه لم يعد إلى المنزل حتى مع تأخر الوقت. شعرت المرأة بالقلق الشديد، فحملت رضيعها على ظهرها، وخرجت لتبحث عنه.

عندما وصلت إلى منطقة جبلية منعزلة، رأت ضوئين لامعين. اقتربت المرأة منهما، واكتشفت في النهاية أنهما عينا نمر مفترس. كان النمر يتأمل شخصًا نائمًا تحت بروز صخري. شعرت المرأة برعب لا حد له، وأرادت أن تطلق العنان لساقيها كي تفر من ذلك الخطر المحقق، لكنها لم تستطع أن تفعل ذلك، لأنها اكتشفت أن الشخص النائم الذي يتأمله النمر في نهم ليس سوى والد زوجها. كان النمر على وشك الانقضاض على فريسته، لكن المرأة ركضت تجاهه وصاحت: "لا!" ثم لفت ذراعيها حول عنق والد زوجها وقالت: "لا تأكل هذا الرجل. اسمع، سوف أعطيك هذا الطفل". قالت هذا، ثم وضعت رضيعها على الأرض، وحملت والد زوجها على ظهرها، وركضت هاربة بأسرع ما يمكنها. كانت في حالة من الرعب والفزع الشديدين، حتى أنها لم تكن تدري أو تستوعب ما تفعله، كانت في حالة من الذهول التام. ولذلك عندما عادت إلى المنزل، وهدأت قليلًا، أدركت أنها أعطت رضيعها للنمر لتوها، فصُعقت، وانعكست صدمتها وحزنها على دموعها المريرة وبكائها الشديد.

في الصباح، استيقظ والد زوجها وقال: "قابلتُ صديقًا قديمًا في السوق أمس، لكنني لا أتذكر مطلقًا كيف عدت إلى المنزل. أخشى أنني شربت الكثير من الخمر حتى ثملت تمامًا. لكن بالمناسبة، أين الرضيع؟ أنا لا أرى حفيدي الحبيب". روت له المرأة بعينين دامعتين وقلب منكسر ما حدث في الليلة السابقة. صُدم صدمة شديدة مما سمع، ثم انطلق يهرع خارج الحجرة راكضًا في اتجاه التل. تبعته المرأة وهي تبكي. لكنهما لم يستطيعا أن يجدا أي شيء، لا الرضيع ولا النمر. فتركا المكان، وعادا إلى المنزل مفطوري القلب.

وفي الطريق إلى المنزل، سمعا بعض القرويين يقولون: "ياله من أمر عجيب! كيف صعد الرضيع إلى هناك؟!". دُهشت المرأة مما سمعت، وهرعت تسألهم عن أمر الرضيع. فأخبروها أن السيد "كيم"، أحد سكان القرية، وجد رضيعًا أعلى كومة من أجولة الأرز في مخزن منزله في الصباح. هرع الجد والأم إلى منزل السيد "كيم"، فوجدا الرضيع غارقًا في نومٍ عميق فوق أجولة الأرز، كان هو نفس الرضيع الذي أعطته الأم إلى النمر في الليلة السابقة. ضمته إلى صدرها في شوق وسعادة لا توصف، فسألها السيد "كيم" إن كانت هي الأم الحقيقية لذلك الرضيع. فقصت له تجربتها الشنيعة في الليلة السابقة، فتأثر الرجل كثيرًا، وعرف أن النمر أيضًا تأثر ولا بد بوفائها الشديد وتفانيها المذهل لوالد زوجها. فأمر خدمه بإرسال مائة جوال من الأرز إلى منزل الأسرة. نما الرضيع في منزل مليء بالحب والتفاني والدفء، وأصبح جنرالًا قويًّا حكيمًا يدافع عن بلاده بشجاعة وبسالة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;