الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

الخادم الذي أنقذ النمل

2020-10-30

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش خادم يافع في منزل رجل ثري. كان الفتى ذكيًّا نشيطًا مطيعًا، وكان سيده يحبه حبًّا عظيمًا. وفي يومٍ من الأيام، نزل ضيف في بيت الرجل الثري، وراح يتأمل الفتى الذي كان منهمكًا في تنظيف أرض باحة المنزل. وكان ذلك الضيف خبيرًا في قراءة الطالع بمجرد التدقيق في وجه الناس. وقد نصح الضيف صاحب المنزل أن يطرد خادمه الحبيب فورًا لأنه قرأ على وجهه علامات تنذر بالشؤم. ضحك صاحب المنزل من كلام صديقه، لكن الأخير راح يلح عليه مؤكدًا أن الأمر لا يحتمل المزاح. قال: "أقرأ شيئًا بشعًا في وجه ذلك الفتى. إنه قادر على قتل شخص آخر. إذا لم تطرده فورًا، سوف تندم لاحقًا". ظل الضيف يلح ويلح ويلح، حتى رضخ له صاحب المنزل في النهاية، وطرد خادمه الحبيب آسفًا.

 اضطر الفتى المسكين إلى مغادرة المنزل الذي عاش فيه سنين طويلة. راح يسير على غير هدى والدموع تملأ عينيه. وفجأة، بدأ المطر يهطل في قوة. أسرع يحتمي بشجرة كبيرة على ضفة جدول الماء. ومن مكانه تحت الشجرة، راح يتأمل منسوب ماء الجدول الذي أخذ يواصل الارتفاع في استمرار. لاحظ أن عددًا كبيرًا من النمل يطفو على الماء، فرق قلبه لهذه الكائنات الضعيفة الصغيرة التي لا تملك حماية نفسها من هذا الخطر المحقق على حياتها، فكسر غصنًا من الشجرة، ومده إلى الماء حتى تستطيع النملات أن تتسلقه إلى بر الأمان. وبعدما أنقذها جميعًا، سارعت النملات الصغيرات بالاختباء.

وأخيرًا، توقف المطر. لكن الفتى لم يستطع أن يعبر جدول الماء بعدما ارتفع منسوب الماء فيه بشكل خطير. فقرر أن يعود إلى المنزل وأن يحاول أن يثني سيده عن قرار طرده، أو أن يسمح له بالبقاء حتى يجد سيدًا آخر. تعجب الرجل لرؤية خادمه ثانية، أما الضيف الذي كان السبب الرئيسي في طرده من المنزل، فقد دعاه للدخول بسرعة وقال: "اسمع، يجب أن أخبرك بشيء ما. قد يبدو ما أقوله أمرًا عجيبًا، لكن حظ هذا الفتى قد تغير من النقيض إلى النقيض. بل يبدو أنه قد يصبح موظفًا حكوميًا من الدرجة الرفيعة عندما ينمو. أحيانًا، يتغير نصيب المرء وعلامات وجهه عندما يفعل فعلًا خيِّرًا. لا بد أن هذا هو ما حدث. لا شك عندي أنه فعل شيئًا طيبًا عندما كان خارج المنزل". وبعدما انتهى الضيف من كلماته، أخبر مضيفه أن يعيد الخادم إلى المنزل، وأن يكرمه ويتيح له أن يدرس ويجتهد في الدراسة حتى يصبح شابًّا ناجحًا.

لم يكذب صاحب المنزل خبرًا، فسره أن يسمع نصيحة ضيفه هذه المرة، وبدلًا من أن يعيد الفتى كخادم في منزله، أرسله إلى المدينة كي يتعلم. درس الفتى الذكي بكل جد، واستطاع أن يجتاز اختبار الخدمة الحكومية وأن يصبح موظفًا حكوميًا ذا رتبة رفيعة. وسر سيده بنجاحه سرورًا عظيمًا، وزوجه ابنته، وعاشت العائلة في سعادة وسلام.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;