الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

عاشق الطعام الذي صار بطلًا

2021-05-07

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش رجل يعشق الطعام، ويتناول كميات ضخمة منه. فكان لا يتناول الأرز في طبق عادي، بل في وعاء ضخم. ولم يكن والداه يستطيعان توفير ما يكفي من الطعام لإطعام ابنهما النهم الذي كان يتناول من الطعام ما يكفي حصانًا عفيًّا كل وجبة. وذات يوم، قال والده: "أي بني، لقد صرت كبيرًا بما يكفي لتكسب عيشك دون الاعتماد علينا. اذهب ولا تعد إلا عندما تتعلم كيف تعتني بنفسك جيدًا بدون مساعدة".

وهكذا، غادر الابن في رحلة طويلة. عندما وصل إلى القرية المجاورة لقريته، قرصه الجوع. وبينما كان يبحث عن طريقة يحصل بها على بعض الطعام، سمع أهل القرية يتهامسون عن نمر ما. كانوا يشكون خوفهم من ذلك النمر المفترس الذي يزور القرية كل ليلة ليلتهم ضحية جديدة. ولما كان الجوع قد بلغ من بطلنا مبلغه، فلقد سأل أهل القرية ما إذا كانوا سيطعمونه إذا صاد لهم ذلك النمر المخيف. وعدوه أن يفعلوا، وإن لم يصدق أي منهم أن ذلك الشاب اليافع قادر على اصطياد نمر شرس. ذهب الشاب إلى الجبل، وقد أحضر معه مجرفة وبعضًا من زيت السمسم. حفر الشاب حفرة عميقة ثم تسلق شجرة قريبة. ثم دهن جذع الشجرة بزيت السمسم. وانتظر حتى حل الليل. عندما خرج النمر في رحلته الليلية المعتادة، لفتت رائحة زيت السمسم النفاذة انتباهه، فاتجه إلى الشجرة التي كان جذعها قد دُهن بزيت السمسم وحاول أن يتسلقها، لكنه انزلق إذ أغرق الزيت جسده فجعله زلقًا تمامًا، وسقط في الحفرة العميقة التي حفرها الشاب. سقط النمر على رأسه، وأصدر صوت ارتطام رأسه بقاع الحفرة صوتًا عاليًا، وفي الصباح التالي، قاد الشاب أهل القرية كي يروا بأعينهم جثة النمر الميت في الحفرة. كانت سعادة أهل القرية بالغة، وقد احتفلوا بالبطل الشاب وأعدوا له وليمة عامرة بما لذ وطاب من أصناف الطعام المتنوعة، فأكل حتى شبع، وغادر القرية.

توقف الشاب في القرية التالية، ودخل نزلًا في القرية كي يطلب بعض الطعام. لكن صاحب النزل قال له: "المعذرة يا سيدي. لا يوجد لدينا أي طعام. وذلك بسبب عصابة من اللصوص الذين عكفوا على سرقة كل ما في القرية كل يوم منذ فترة، وسوف يأتون إلى هنا الليلة أيضًا كعادتهم. إنها مسألة وقت فقط قبل أن نتضور جميعنا جوعًا بسببهم". فهم الشاب في تلك اللحظة السبب الذي جعل جميع أهل هذه القرية متجهمين كئيبي المنظر. وواتته فكرة ذكية، فطلب المساعدة من أهل القرية، الذين أكدوا له أنهم سوف يفعلون أي شيء قد يساهم في تخليصهم من عصابة اللصوص الخبيثة. وفي الليل، كما هو متوقع، جاءت العصابة إلى القرية. لكن الشاب كان في انتظارهم عند بوابة القرية، فصرخ فيهم قائلًا: "ارحلوا عن هنا. إن جنودي مستعدون لمهاجمتكم فورًا. إذا رفضتم المغادرة على الفور، فسوف يبدأون في ذبحكم فورًا، دون رحمة ولا شفقة، ولا تلومن إلا أنفسكم!". ضحك أفراد العصابة ساخرين منه في البداية، لكن ضحكاتهم لم تدوم عندما رأوا مشاعل النار تلمع من بعيد. وكان الشاب قد اتفق مع أهل القرية أن يقفوا بعيدًا بمشاعل يرفعونها وهم يصيحون إذا سمعوا صوت صياحه. وفي الظلام، لم يستطع أفراد العصابة رؤية الناس، كل ما رأوه كان مشاعل كثيرة بعيدة، وصوت جمع من الناس يزمجرون في غضب. بدأ أفراد العصابة المذعورون في الفرار، فصاح فيهم بطلنا بصوت جهوري: "إياكم أن تفكروا حتى في الاقتراب من هنا ثانية!". فرح أهل القرية فرحة عارمة برحيل العصابة، واكتملت سعادتهم بعدما تأكدوا أنه كان رحيلًا إلى غير رجعة، إذ لم تحاول العصابة الاقتراب منهم ثانية. وقد احتفلوا ببطلنا، وأقاموا له الولائم.

هنا تعلم بطلنا كيف يكسب عيشه ويضمن الحصول على كميات الطعام المهولة التي تشبع شهيته الكبيرة. فكان يساعد الناس بكل ما أوتي من قوة كي يحلوا المشاكل والمصاعب التي يعرضون لها، فيحصل في المقابل على الطعام والمال. وكان سعيدًا للغاية لأنه أخيرًا سيتمكن من العودة إلى والديه ليخبرهم أنه استطاع أخيرًا أن يكسب عيشه بنفسه، وأن يستقل بحياته على أفضل وجه ممكن كما أرادا.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;