ⓒ Getty Images Bank

'إنه يوم الخميس مجددًا. والأمطار تهطل كما هو متوقع. رائع! الشيءُ الذي يحتاجُهُ ذلك الأحمقُ هو يومٌ كاليومِ. ربما يتمتمُ لنفسِهِ وهوَ يتأملُ المطرَ عبرَ النافِذَةِ قائلًا إنه يومٌ مناسبٌ للقتلِ. ربما يظهرُ اليوم. لا، يجِبُ أن يظهرَ اليوم'.

'لم يكن من السهل أن أعثرَ على وسيلةٍ لأموت، طالما الانتحارُ ليس خيارًا مطروحًا. ثم قرأت مقالةً عن حالات القتل المتسلسلةِ أثناء بحثي عن طريقة للموت. وجدتُها! كل ما عليّ فعلُهُ هو أن أعرضَ نفسي للخطر. لن يكونَ قتلُ شخصٍ واحدٍ إضافيٍّ مشكلةً بالنسبةِ لقاتل قتل عدةَ أشخاصٍ من قبلُ بالفعل. لم تكن خطةً محكمة، ولكنني قدرتُ أنها تستحقُ المحاولة، بما أن حالات القتلِ كلَّها كانت في حيِّي. كان غرضي بسيطًا. أن يقتلَني قاتلٌ متسلسل. وعندها، ستدفعُ شركةُ التأمين 600 مليون وون لها-رين. كل ما عليَّ فعلُهُ الآن هوَ أن أخرجَ لأتجولَ في أيام الخميسِ الماطرة. قابلتُ القاتلَ في المحاولةِ الرابعة'.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

في نهاية القصة، يُقتلُ الراوي على يد القاتل المتسلسل وتحصلُ ابنتُهُ على مبلغِ التأمينِ الضخمِ تمامًا كما أراد. ولكنها ليست نهايةً سعيدة. كان من الممكنِ أن يُمسكَ الراوي بالقاتل، ولكن الكاتب اختار نهاية مأسوية لقصته، وهو ما يعني أن الراوي لم يكن أمامه أي خيار آخر. وقد كتبت هذه القصة بعد الأزمة الاقتصادية التي أصابت كوريا في عام 1997، وهي ترينا كيف كانت الأوضاع شديدة الصعوبة على الناس في ذلك الزمن. والعنوان الساخر للقصة "سررت بلقائك أيها القاتل" يؤكد على معاناة الكوريين وصراعاتهم للبقاء في سنوات ما بعد الأزمة.

'أمسكَ القاتلُ بالهاتفِ بالقربِ من أذني لفترةٍ طويلةٍ كي أسمعَ صوتَ ها-رين للمرةِ الأخيرة. كان يجب أن أقولَ لها: وداعًا. حاولتُ أن أحركَ شفتي، ولكنَّ القاتلَ أخذ الهاتفَ مني. لم أستطع أن أخبرَها بأنني أحبُّها. تأملتُ القاتلَ بعينيِّ الغائمتين. حاولتُ استغلالَ آخرَ ما تبقى لي من قوةٍ لأقولَ له شيئًا، كان هذا آخر شيءٍ أقولهُ في هذا العالم: "سررتُ بلقائكَ، أيها القاتل"'.

---

الكاتبة "صو مي-إيه 서미애"

- وُلدت في مقاطعة "كيونغ سانغ" الشمالية في عام 1965.

- أول أعمالها: قصة بعنوان "أزهرت الفاوانيا"، وقد نشرت عام 1986 في مسابقة الكتابة الربيعية في "ديه جون".