الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top
التهويدة
هناك طائفة واسعة من الأغاني المخصصة لوقت نوم الأطفال، وهي أغانٍ مميزة يستطيع الجيد منها أن يجعل حتى الكبار يشعرون بالراحة ويستغرقون في النوم. وقد يكون السبب في ذلك هو أن أجساد الكبار تتذكر أثر تلك الأغاني المخدر، فيستجيب لها كما استجاب لها في طفولته. حاولوا أن تتخيلوا معي أنفسكم في الصغر وأنتم تنامون في فراش هادئ، بينما يربت أحدهم برقة على بطونكم ويغني لكم أغنية أطفال بصوت حنون هادئ. لا شك أن مجرد تخيل تلك الصورة كفيلٌ ببث الخدر في أطرافنا وبث النعاس في عيوننا. وحسبما يقوله العلماء، فإن أغاني الأطفال الهادئة تساعد على تهدئة ضربات قلوبهم وتخفيف آلامهم وشعورهم بعدم الراحة، مما يقلل من عدد المرات التي يسوء فيها مزاجهم فيبكون ويصرخون، أو يتقلبون كثيرًا في أثناء نومهم. كما يقول العلماء إن الأطفال الذين يستمعون إلى أغاني الأطفال الهادئة يكسبون مزيدًا من الوزن مقارنة مع أقرانهم ممن لا يستمعون إلى تلك الأغاني. وقد يظن البعض أن أفضل الأغاني بالنسبة إلى الأطفال هي تلك التي يغنيها المطربون المتخصصون، ولكن الأغاني التي تغنى للطفل مباشرة بواسطة شخص يحب الطفل ويرعاه أفضل كثيرًا من الأغاني المسجلة أو التي تحتوي على الموسيقى فقط. فأغاني الأطفال ليست مجرد أغانٍ، بل هي صورة من صور التعبير عن الحب.
تصف الأغنية مدى الاهتمام بالطفل. فتقول بعض كلماتها:
عندما ينام طفلي، فلا تدع الكلب ينبح أو الديك يصدر أي صوت
عندما ينام طفلي، غطوه ببطانية من الزهور وأرقدوه على حشية طرية
سيصبح مواطنًا مخلصًا، وابنًا بارًّا، وأخًا لطيفًا
وهي أغنية شديدة اللطف لهؤلاء الذين نموا وهم يستمعون إلى كلماتها. وفي جزيرة جيجو، كان الناس يربون الأطفال في سلة تُدعى «كوضُك 구덕». وهو سرير أطفال مصنوع من الخيزران بشبكة تغزل من الألياف الخشنة كي ينام الطفل عليها. وبما أن الشبكة المذكورة تكون معلقة أعلى الفراش، فإن فرص تعرض الصغير للدغ الحشرات تقل كثيرًا. كما أن الشبكة تضمن تهوية أفضل للصغير في الصيف، وتعزله عن الأرض الباردة في الشتاء. وعندما تعمل الأم في الحقل، تضعه في الـ«كوضُك» حتى تستطيع أن تهزه لتهدئته بقدمها في الوقت الذي ترعى فيه المحصول وتغني له أغاني الأطفال الجميلة بصوتها.
لم يعد من الممكن رؤية أسرة الأطفال المصنوعة من الخيزران، إذ أصبحت من آثار الماضي التي لا تُرى إلا في المتاحف أو القرى التراثية السياحية. ولكن الشائع بين الأمهات اليوم هو سرير «كوضُك» التقليدي المطور المصنوع من المعدن. وتقول أمهات اليوم إن أسرة الأطفال المصنوعة من المعدن ممتازة لهز الأطفال وتهدئتهم. ولا شك أنها من أفضل الهدايا بالنسبة للأمهات الجدد، إذ تسهل عليهم الكثير من مهامهم وتوفر لهم فرصًا للراحة. وآخر أغانينا اليوم هو مقطع من أغنية البانسوري «شيم تشونغ غا»، ويصف المقطع هز الأب ابنته «شيم تشونغ» حتى تنعس وتنام. وفي الأغنية، نرى كيف توفيت والدة «تشونغ» فور ولادتها، مما ترك الأب الضرير في موقف لا يحسد عليه، إذ وجد نفسه مسؤولًا عن رعاية رضيعة وحده، وكانت رضيعته تصرخ من الجوع طلبًا للبن أمها التي تركتها إلى الأبد. وبمجرد شروق الشمس، سارع الأب الضرير إلى نسوة القرية يرجوهن أن يرضعن صغيرته، وقد تقاسمت النسوة مهمة إرضاع الصغيرة فيما بينهن حتى لا تجوع ثانية. وكان كرمهن عاملًا مساعدًا للأب، إذ وجد في نفسه القدرة على القيام ومواصلة الطريق الشاق الذي ينتظره. وفي ختام حلقتنا اليوم، سنستمع إلى الجزء الذي يرجو فيه الأب الضرير النسوة لإرضاع صغيرته، ثم يهز صغيرته حتى تنام.

المقطوعات المقدمة في حلقة هذا الأسبوع
  • «كوانغ يانغ جاجانغا 광양 자장가» أو أغاني الأطفال من منطقة جولا الجنوبية بصوت «كيم ضُك-نام».
  • واحدة من الأغاني التي تغنى أثناء هزِّ الكوضُك بصوت «كانغ دنغ-جا 강등자».
  • «مقطع من أغنية البانسوري «شيم تشونغ غا» بصوت «صُنغ تشانغ-سون».

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;