الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

التاريخ

أول قمة بين الكوريتين عام 2000

2018-07-05

تطورات شبه الجزيرة الكورية

أول قمة بين الكوريتين عام 2000


في العاشر من ديسمبر عام 2000، فاز رئيس كوريا الجنوبية آنذاك "كيم ديه جونغ" بجائزة نوبل للسلام. كان الرئيس الأسبق الذي توفي في عام 2009، هو أول مواطن كوري، والوحيد، الذي يفوز بتلك الجائزة المرموقة. وقد فاز بها عن عمله من أجل تحقيق السلام والمصالحة بين الكوريتين، من خلال عقد أول قمة بينهما في عام 2000. وقد ألمح الرئيس الأسبق "كيم ديه جونغ" إلى إمكانية عقد تلك القمة خلال خطاب تنصيبه في يوم 25 فبراير عام 1998.


Effect الرئيس "كيم ديه جونغ": "أولا، أقترح تبادل المبعوثين الخاصين بين الكوريتين لتنفيذ الاتفاق الأساسي بينهما. كما أنني على استعداد لعقد قمة بين الكوريتين، إذا كانت كوريا الشمالية تريد ذلك".


كان كيم مدافعًا عن التوحيد بين الكوريتين منذ أن كان مرشحا للرئاسة في عام 1971، وقد شدد على الحاجة إلى تنفيذ ما يسمى بـ"سياسة الشمس المشرقة"، داعيا الكوريتين إلى الابتعاد عن العداء ومواجهات الحرب الباردة. وفي عام 2000، عين وزير الثقافة آنذاك "بارك جي وان" كمبعوث خاص لعقد القمة بين الكوريتين. عن هذا الموضوع يحدثنا السيد "بارك" الذي أصبح الآن نائبا برلمانيا.


وزير الثقافة الأسبق "بارك جي وان 박지원":

كان الرئيس "كيم" قد ذكر الحاجة إلى عقد قمة بين الكوريتين عندما كان زعيم حزب المعارضة، واقترح عقد قمة بين الكوريتين خلال خطاب تنصيبه. بعد ذلك، تقدمت المناقشات للقمة بوتيرة سريعة. وفي ذلك الوقت، قالت كوريا الشمالية إنها لا تريد أن تتناقش مع وكالة المخابرات في كوريا الجنوبية لأنها عرقلت الحوار بين الكوريتين. وقالت بيونغ يانغ، إنها تريد مسؤولا أقرب من الرئيس الكوري الجنوبي ليصبح مبعوثا خاصا. وعندما عينني الرئيس كمبعوث خاص، أخبرته أن وزير التوحيد سوف يكون أكثر ملاءمة لأنني لست خبيراً في الشؤون بين الكوريتين. لكن الرئيس شرح لي موقف كوريا الشمالية الذي ذكرته قبل قليل، فقررت تولي المنصب. ومن ثم اتصلت بالمسؤولين الكوريين الشماليين وحققنا أخيرا القمة.  


في مارس 2000 أجرى "بارك" أول اتصال سري في سنغافوره مع "سونغ هو كيونغ" الذي كان يشغل منصب نائب رئيس اللجنة الكورية الشمالية للسلام في آسيا والمحيط الهادئ.


وزير الثقافة الأسبق "بارك جي وان 박지원":

في ذلك الوقت، لم تكن كوريا الشمالية تثق في اقتراح القمة الذي طرحه الرئيس الكوري الجنوبي أو في سياسته حول كوريا الشمالية، رغم أنها تعتقد أن "كيم ديه جونغ" كان مختلفًا عن سابقيه. في اجتماع في سنغافوره، سألني الجانب الكوري الشمالي أسئلة متنوعة حول إعلان الرئيس "كيم" في برلين، وقد شرحت الإعلان بالتفصيل إلى "سونغ"، وقال المسؤول الكوري الشمالي إنه شعر وكأنه يستمع إلى صوت رئيس كوريا الجنوبية. شعرت بسعادة غامرة بذلك. وحينها تأكدت من أن القمة سوف تصبح حقيقة واقعة.


في زيارته الرسمية إلى ألمانيا يوم 9 مارس، قال الرئيس "كيم" إن الحكومة الكورية الجنوبية تريد مساعدة كوريا الشمالية من أجل التعايش السلمي وإجراء تبادلات مشتركة. وبفضل إعلان برلين، بدأت بيونغ يانغ تثق في حكومة سيول. وبعد ذلك، أجرى "بارك" العديد من المناقشات المغلقة مع كوريا الشمالية في بكين قبل توقيع اتفاق نهائي يوم 8 أبريل. وبعد يومين، أدلى بإعلان مهم. وفي الساعة العاشرة من صباح يوم 10 أبريل، أعلنت حكومة سيول أن الكوريتين اتفقتا على عقد قمة هي الأولى من نوعها منذ تقسيم كوريا، خلال الفترة من من 12 إلى 14 يونيو في بيونغ يانغ. وفي الوقت نفسه، أصدرت كوريا الشمالية إعلانًا خاصا حول القمة بين الكوريتين.


ش3) وزير الثقافة الأسبق "بارك جي وان 박지원":

طلبت كوريا الشمالية أن يقوم وفد كوريا الجنوبية بزيارة مجاملة للجثة المحنطة لمؤسس كوريا الشمالية الراحل "كيم إيل سونغ". بالطبع، قلنا إننا لا نستطيع فعل ذلك أبداً. وبسبب الاختلاف في الرأي، تم تأجيل موعد القمة يوما واحدا. على السطح، قالت كوريا الشمالية إن مطار "سون آن" في بيونغ يانغ لم يكن جاهزا بسبب أعمال الإصلاح المفاجئة. لكن القضية الحقيقية كانت رفض زيارة المجاملة. 


ووسط تصاعد التوتر والخلافات، اتخذ رئيس كوريا الجنوبية قرارا جريئًا بالمضي قدما في زيارته إلى كوريا الشمالية. 


"كيم ديه جونغ": آمل صادقا في أن تؤدي زيارتي إلى بيونغ يانغ إلى تمهيد الطريق للسلام والمصالحة بين الكوريتين. كما آمل أن يساعد ذلك على القضاء على مخاطر الحرب ووضع حد للحرب الباردة في شبه الجزيرة الكورية حتى يتمكن 70 مليون شخص في الكوريتين من العيش بأمان وسلام.


في الساعة 9:18 من صباح يوم 13 يونيو عام 2000، استقل الرئيس "كيم" طائرة إلى كوريا الشمالية، حيث تم فتح الطريق الجوي بين الكوريتين لأول مرة منذ 55 عاًما.


وزير الثقافة الأسبق "بارك جي وان 박지원":

كان من المفترض أن نعلن بيانًا عند وصولنا إلى بيونغ يانغ. لكن كوريا الشمالية أخبرتنا ألا نفعل ذلك. فوجئت بهذا الطلب الوقح، وقلت إنه ينبغي علينا الاتصال بكوريا الشمالية وإصدار البيان كما هو مخطط له. لكن مسؤولي المخابرات الكوريين الجنوبيين قالوا إن الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ إيل" قد يخرج إلى المطار شخصيا ليحيي رئيسنا، وهذا هو السبب في أنهم أبلغونا ألا نعلن البيان. كل هذا كان يحدث بينما كنا على متن الطائرة. كنت متوترا للغاية. وعندما وصلت الطائرة إلى بيونغ يانغ، دخل مسؤولو وزارة الخارجية الكورية الشمالية للطائرة عبر باب خلفي. سألتهم ما إذا كان "كيم جونغ إيل" سيأتي إلى المطار، فقالوا إنهم لا يعرفون. وخرج الوفد الكوري الجنوبي من الطائرة واصطف. وفجأة، رأيت "كيم جونغ إيل" يقف هناك بينما صعد مسؤول كوري شمالي إلى الطائرة لمرافقة الرئيس كيم والسيدة الأولى من الطائرة. وعندما تصافح القائدان أخيراً، انهمرت الدموع من عيني.


تصافح قائدا الكوريتين للمرة الأولى منذ توقيع اتفاقية الهدنة في عام 1953. وكانت تلك بالفعل لحظة دراماتيكية. وانتشرت الأخبار حول تلك القمة التاريخية غير المسبوقة بين الكوريتين في جميع أنحاء العالم. وأعرب أفراد الشعب الكوري الجنوبي عن أملهم في بداية جديدة في العلاقات مع كوريا الشمالية بعد مشاهدتهم لأحداث تلك القمة التاريخية، التي بدت في السابق وكأنها مستحيلة، ولا يمكن أن تتحقق حتى في الأحلام.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;