الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

التاريخ

إعلان 15 يونيو المشترك بين الكوريتين في عام 2000

2018-07-12

تطورات شبه الجزيرة الكورية

إعلان 15 يونيو المشترك بين الكوريتين في عام 2000

اجتمع قائدا الكوريتين في بيونغ يانغ يوم 13 يونيو من عام 2000، لأول مرة منذ تقسيم كوريا في عام 1945. وقد وضعت القمة الأولى بين الكوريتين علامة فارقة في العلاقات بينهما، حيث قرر الرئيس الكوري الجنوبي آنذاك "كيم ديه جونغ" ونظيره الكوري الشمالي "كيم جونغ إيل"، التوصل إلى اتفاق تاريخي. واليوم نستضيف السيد "بارك جي وان" المبعوث الكوري الجنوبي الخاص للقمة بين الكوريتين، حيث يتحدث عن كيفية إصدار بيان الـ15 من يونيو في عام 2000 .


النائب البرلماني والوزير السابق "بارك جي وان 박지원":

كان من المثير للإعجاب رؤية الرئيس "كيم ديه جونغ" وهو يتلقى التحية من الجنود الكوريين الشماليين ويتفقد حرس الشرف الكوري الشمالي. وعندما كان الرئيس "كيم" على وشك دخول السيارة، حدث شيء غير متوقع، فقد اقترح الزعيم الكوري الشمالي فجأة أن تستخدم السيدة الكورية الجنوبية الأولى سيارة أخرى ويقود هو السيارة مع الرئيس "كيم". ولذا وصل القائدان معاً إلى دار الضيافة في نفس السيارة. وهناك قال الزعيم الكوري الشمالي مازحا: "سيدي الرئيس، أين تظن أنك الآن؟" وقال أيضا إنه سوف يأتي إلى هذا المكان مرة أخرى في صباح اليوم التالي لإجراء المحادثات. وعند سماعي ذلك، زرفتُ الدموع مرة أخرى، حيث أصبحت القمة مؤكدة.


كانت هناك توقعات بأن القمة قد تعقد بين الرئيس الكوري الجنوبي و"كيم يونغ نام" رئيس مجلس الشعب الأعلى في كوريا الشمالية. لكن الزعيم الشمالي أكد أنه هو الذي سيحضر المباحثات. لكن كان هناك بعض العقبات.


"بارك جي وان 박지원":

ظلت كوريا الشمالية تصر على زيارة رئيس كوريا الجنوبية لقصر الشمس "كوم سوسان" الذي توجد فيه الجثة المحنطة لمؤسس كوريا الشمالية "كيم إيل سونغ". في تلك الليلة، التقيت بالسيد "سونغ هو كيونغ" مبعوث كوريا الشمالية الخاص في الساعة التاسعة مساء. وتجادلنا حول الزيارة حتى الساعة الواحدة صباحا تقريبا. وقال "سونغ" إن جميع المبعوثين والقادة الأجانب الذين يزورون كوريا الشمالية وضعوا أكاليل من الزهور في القاعة التذكارية، مثلما زار الرئيس الكوري الجنوبي مقبرة "أرلينغتونArlington " الوطنية، عندما سافر إلى الولايات المتحدة. لكنني رفضت ذلك رفضا باتا وقلت إن مثل تلك الزيارة ستتسبب في مشكلة كبيرة في كوريا الجنوبية. كلانا رفض التزحزح قيد أنملة، وانتهت المحادثات. لكن لسبب ما، تملكني شعور جيد حول هذه المسألة. عندما عدت إلى دار الضيافة، كان الرئيس والسيدة الأولى ورئيس جهاز المخابرات الوطنية "إيم دونغ وان" لا يزالون مستيقظين، وينتظرونني وهم متوترون. أردت أن يشعر الرئيس بالارتياح وأن ينام جيدا، لذلك قلت له "لا تقلق، كل شيء سيكون على ما يرام". لقد تحدثت بجرأة، لكنني لم أستطع النوم. في صباح اليوم التالي، أخبرني مسؤول كوري شمالي بأن كبار المسؤولين أعجبوا بحماسي، وسيمكن للوفد الكوري الجنوبي أن يتخطى الطقوس هذه المرة. هكذا تم حل المشكلة.


وهكذا التقى القائدان للمرة الثانية في اليوم التالي، وعلى وجهيهما ابتسامات مشرقة. بعد إجراء محادثة ودية حول أول لقاء بينهما في المطار، بدأ الجانبان محادثات قمة في الساعة الثالثة بعد الظهر. واستمرت القمة حتى الساعة السابعة مساء تقريبا، ثم وقع القائدان على إعلان مشترك في الساعة 11 و30 دقيقة. وقد أظهر الإعلان التاريخي المشترك بين الكوريتين يوم 15 يونيو طريقة جديدة للمصالحة والتعاون، حيث اتفق الجانبان على حل مسألة التوحيد بشكل مستقل. وكان الجزء الأكثر إثارة للانتباه في ذلك الإعلان هو أن الجانبين أدركا أن صيغ التوحيد الخاصة بهما لديها عناصر مشتركة. 


"بارك جي وان 박지원":

في وقت سابق، أرسل الرئيس "كيم" رئيس وكالة الاستخبارات الوطنية "إيم دونغ وان" إلى الشمال كمبعوث خاص. وفي وثيقة، كتب الرئيس ما يريد أن يتحدث فيه مع الزعيم الكوري الشمالي وما يريد أن يصل إليه خلال القمة. وأحضر "إيم" الوثيقة معه وشرحها بالتفصيل للزعيم الكوري الشمالي، ثم قدمها إليه قبل العودة إلى الجنوب. ذلك يعني أن موضوعات النقاش في القمة هي في الواقع كانت باقتراح من "كيم ديه جونغ" . في وقت لاحق، قال الزعيم الكوري الشمالي إنه عرف مسبقا ما يريد الرئيس الكوري الجنوبي الحديث عنه من خلال الوثيقة، وشاهدها كثيرا واتبعها. 


أظهر القائدان ثقة عميقة متبادلة ووقعا على إعلان الـ15 يونيو المشترك الذي صار أساسا للمصالحة والتعاون والتوحيد، كما تعهدا بالاجتماع مرة أخرى قبل يعود الرئيس "كيم ديه جونغ" إلى سيول، حيث أطلع الشعب الكوري الجنوبي على نتائج زيارته إلى الشمال التي استغرقت ثلاثة أيام. ولكن للأسف لم يكن من السهل الدخول في حقبة جديدة مفعمة بالأمل بين الكوريتين.


"بارك جي وان 박지원":

كان من المتوقع تشكيل اتحاد فيدرالي منخفض المستوى ليكون بمثابة مقدمة لتوحيد الكوريتين. يشكك بعض المحافظين في كوريا الجنوبية في أنه لم يكن سوى صيغة كوريا الشمالية للتوحيد، أي "جمهورية كوريو الاتحادية"، لكن هذا ليس صحيحا. فهو في الواقع اتحاد يدعو للتحدث بصوت واحد في الشؤون الدبلوماسية، مع الاعتراف ببعضهما البعض، تماما كما يفعلان الآن، وممارسة حقوقهما في الشؤون الإقليمية. إذا كانت تلك الصيغة قد وضعت موضع التنفيذ، لكان الأمر رائعا. خلال قمة عام 2000، قال "كيم ديه جونغ" إن التوحيد قد يأتي بعد 30 سنة في حالة عززت الكوريتان التبادلات وعاشتا في سلام بدون حرب. لكن "كيم جونغ إيل" قال إن ذلك سيكون مبكرا، وتوقع أن يستغرق الأمر 50 سنة على الأقل. 


في هذا العام، ظلت سيول وبيونغ يانغ تمهدان الطريق للسلام مرة أخرى من خلال القمة الثالثة بينهما. ويقول السيد "بارك" إن نقطة البداية كانت إعلان 15 يونيو المشترك.


"بارك جي وان 박지원":

لم ينص الإعلان المشترك الصادر في يوم 15 يونيو على سياسة التوحيد، بل سياسة التواصل مع كوريا الشمالية، فهو يسعى إلى التعاون والتبادل والسلام، ويمنع الحرب. في هذا العام، تم إصدار بيان "بان مون جوم" في القمة الثالثة بين الكوريتين يوم 27 أبريل، كما عقدت قمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة يوم 12 يونيو، وأعتقد أن بذور السلام زرعت لأول مرة في القمة بين الكوريتين في عام 2000.


شكّل إعلان 15 يونيو المشترك بين الكوريتين أساسا لتنظيم العلاقات بين الكوريتين، كما كان بمثابة تعبير عن رغبة 70 مليون مواطن في الكوريتين نحو تحقيق المصالحة والتوحيد.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;