الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

التاريخ

70 عاما عمر الاستقلال

2015-08-11

70 عاما عمر الاستقلال
أهلا وسهلا في حلقة جديدة من هذا البرنامج الأسبوعي "سبعون عاما عمر الاستقلال" الذي نستعرض فيه مراحل تطور كوريا منذ حصولها على الاستقلال في 15 من أغسطس 1945. واليوم نتحدث عن انضمام كوريا إلى الأمم المتحدة.
مؤثر
في الساعات الأولى من صباح يوم الـ18 من سبتمبر من عام 1991 هبت على كوريا رياحٌ تحمل أنباءً طيبة مصدرها الدورة السادسة والأربعون للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك.
مؤثر
فقد تبنت الجمعية للأمم المتحدة قرارا بالإجماع، صوتت له 159، دولة يمنح كلا من كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية عضوية كاملة في الأمم المتحدة. وأدلى وزير الخارجية الكوري الجنوبي وقتها "لي سانغ اوك 이상옥" الذي ترأس وفد بلاده لتلك المناسبة التاريخية، كلمة قصيرة شكر فيها الجمعية العامة على قرارها، وأكد قبول بلاده لتلك العضوية وأنها سوف تستثمرها من أجل الإسهام في نشر السلام والأمن والاستقرار على مستوى العالم.
مؤثر
كانت الروابط بين جمهورية كوريا والأمم المتحدة دوما روابط خاصة جدا. فقد كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة هي التي تبنت القرار رقم 112 في عام 1947، الذي ينص على وضع حد للفوضى في شبه الجزيرة الكورية، التي كانت قد نالت استقلالها بعد تحررها من الاستعمار الياباني وهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية في عام 1945. "شين صونغ وان 신성원" عميد الأكاديمية الدبلوماسية الكورية يحدثنا عن بعض جوانب العلاقة بين كوريا والأمم المتحدة.
ش3) في ديسمبر 1974 أجازت اللجنة السياسية التابعة للأمم المتحدة القرار رقم 112 وهو قرار مصيري مهم بالنسبة لكوريا الجنوبية. فأهم ما تضمنه القرار هو تشكيل هيئة مؤقتة تابعة للأمم المتحدة تتكون من ممثلي تسع دول، وتحت رعاية وإشراف تلك اللجنة تقرر إجراء انتخابات في كوريا قائمة على أساس النسبة السكانية وذلك في الأول من مارس 1948. وأوصى القرار بإنشاء جمعية تأسيسية وتشكيل حكومة قومية على ضوء نتائج الانتخابات وإبلاغ اللجنة بكيفية التنفيذ. ومن أهم ما أوصت به اللجنة كذلك أحقية الحكومة في تأسيس قوات وأجهزة أمنية خاصة بها وأن تتولي المهام والوظائف الحكومية التي كانت من صلاحية القيادة العسكرية في كل من كوريا الجنوبية والشمالية، وتنظيم سحب القوات الأمريكية والسوفييتية المحتلة من أراضي شبه الجزيرة الكورية خلال تسعين يوما. وبموجب هذا القرار تم تشكيل حكومة جمهورية كوريا. كل هذا يشير إلى وجود روابط خاصة بين كوريا الجنوبية والأمم المتحدة منذ تأسيس جمهورية كوريا.
وبعد صدور القرار وصلت الهيئة الأممية المؤقتة لكوريا في شهر يناير من عام 1949 للإشراف على الانتخابات.
مؤثر
وأجرت كوريا الجنوبية انتخاباتها في مايو من ذلك العام تحت رقابة وإشراف من الأمم المتحدة، ثم تم بناء على ذلك تشكيل أول حكومة لجمهورية كوريا يوم الـ15 من أغسطس.
مؤثر
أما كوريا الشمالية التي عارضت فكرة قيام انتخابات تحت اشراف الأمم المتحدة، فقد أعلنت يوم التاسع من سبتمبر عن تشكيل حكومتها الخاصة. وبوجود حكومتين مختلفتين في شبه الجزيرة الكورية تصاعد الجدل حول شرعية وأحقية أي منهما بحكم كوريا. وأخيرا اعترفت الأمم المتحدة بشرعية الحكومة القائمة في الجنوب كممثل شرعي وحيد للشعب في شبه الجزيرة الكورية. البروفسور "بيك جين هيون 백진현" من جامعة سيول الوطنية يشرح لنا أكثر عن ذلك.
ش6) الحكومة الكورية الجنوبية سعت لنيل الاعتراف كممثل وحيد للشعب الكوري ونجحت في ذلك من خلال الجمعية العامة لأمم المتحدة في عام 1948، التي أقرت بأن الحكومة المنتخبة هي التي تمثل البلاد.
لكن كوريا الشمالية أعلنت عدم اعترافها بذلك القرار. ومن جانبها كانت أولوية الحكومة في الجنوب اكتساب عضوية الأمم المتحدة، وبالتالي بدأت في إجراء اتصالات لتحقيق ما تصبو إليه.
مؤثر
لكن الأمر لم يكن سهلا. وعلى عكس كوريا الجنوبية التي تمتعت برابطة وثيقة مع الأمم المتحدة، كانت كوريا الشمالية ترفض الاعتراف بأي سلطة أو دور للأمم المتحدة. وكان الاتحاد السوفييتي كقوة عالمية حليفة لكوريا الشمالية، يستعمل كل نفوذه لدعم الموقف الكوري الشمالي ومنع كوريا الجنوبية من اكتسب عضوية الأمم المتحدة. وكان الموقف الكوري الشمالي الرافض مستندا إلى قناعة بأن الأمم المتحدة هي السبب في تقسيم كوريا إلى شطرين.
مؤثر
وكانت كوريا الجنوبية قد بدأت محاولاتها من أجل نيل عضوية الأمم المتحدة منذ 1951 وتم تنظيم حملات رسمية وشعبية من أجل تحقيق تلك الغاية.
مؤثر
وفي عام 1973 خصصت الحكومة الكورية الجنوبية يوما للأمم المتحدة وصارت تقيم فيه كل عام احتفالات متنوعة إظهارا لرغبتها وعزمها على الحصول على عضوية الأمم المتحدة.
مؤثر
لكن رغم كل ذلك، ظل الحصول على عضوية الأمم المتحدة صعبا بسبب الموقف السوفييتي المتعنت.
ش9) كان الاتحاد السوفييتي بصفته عضوا دائما بمجلس الأمن الدولي، يتمتع بحق النقض "الفيتو"، وقد أكد مرارا أنه لن يتردد في نقض أي قرار يدعو لقبول عضوية كوريا الجنوبية في الأمم المتحدة. كان الاتحاد السوفييتي لا يريد قيام حكومة ديمقراطية منتخبة على النمط الغربي في كوريا الشمالية، وكان له موقف ثابت حول ذلك منذ عام 1947. وكان مجلس الأمن قد أجاز قرارا بنشر قوات أممية متعددة الجنسيات لمساعدة كوريا الجنوبية إثر تعرضها للغزو الكوري الشمالي المدعوم بالقوة السوفييتية مما أشعل فتيل الحرب في شبه الجزيرة الكورية في 1950. ولهذا ظل الاتحاد السوفييتي يعارض فكرة قبول كوريا الجنوبية كممثل للشعب الكوري في الأمم المتحدة.
ومع الفيتو السوفييتي المعلن، اشتدت معارضة النظام الكوري الشمالي لأي توجه لقبول كوريا الجنوبية كعضو في الأمم المتحدة. وكانت كوريا الشمالية تدعي أن قبول عضوية كوريا الجنوبية في الأمم المتحدة سيؤدي إلى ترسيخ الانفصال كواقع على الأرض. ومع دخول الصين مجلس الأمن الدولي كعضو دائم، تضاءل أمل كوريا الجنوبية في اكتساب عضوية الأمم المتحدة، وهو ما يظهر من خلال هذا التسجيل الصوتي للسفير الراحل "هان بيو ووك 한표욱" الذي عمل في فترة سابقة كمندوب دائم لكوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة.
ش10) إن عام 1971 هو العام الذي شهد بداية التطور الاقتصادي الكوري الجنوبي. وفيه بدأت كوريا تكتسب سمعة دولية طيبة وواسعة، وصار الكثير من الدبلوماسيين على قناعة بأنها تستحق عضوية الأمم المتحدة، رغم علمهم أن الاتحاد السوفييتي والصين لن يسمحا بذلك.
واستمر النزاع والصراع بين الكوريتين حول عضوية الأمم المتحدة حتى فترة الثمانينيات.
مؤثر
لكن فترة الثمانينات كانت أيضا بداية لانتهاء الحرب الباردة وانهيار الأنظمة الشيوعية في شرق أوروبا، وصارت أغلب الأنظمة التي خلفت الأنظمة الشيوعية المنهارة أنظمة حليفة لكوريا الجنوبية، بدءا من المجر في عام 1989 ومرورا ببولندا وتشيكوسافاكيا وأخيرا روسيا نفسها في عام 1990.
مؤثر
وأدت تلك التطورات إلى إغضاب كوريا الشمالية غضبا عارما، مما حدا بها لتصعيد عدائها تجاه جارتها الجنوبية.
مؤثر
لكن كوريا الجنوبية اتخذت موقفا مختلفا، حيث حرصت على تحسين علاقاتها مع كل أعدائها السابقين، بمن فيهم روسيا والصين، وقد أسهم ذلك في تحسين فرص كوريا الجنوبية لتحقيق حلم الانضمام للأمم المتحدة، كما أن ذلك أجبر كوريا الشمالية على تغيير موقفها الرافض للانضمام للأمم المتحدة خشية من العزلة الدولية. ونتيجة لذلك تمكنت الكوريتان في الجنوب والشمال من اكتساب عضوية الأم المتحدة في سبتمبر 1991.
مؤثر
هيا نستمع الآن لوزير الخارجية الكوري الجنوبي الأسبق "تشيه كوانغ سو 최광수" وهو يتحدث عن ردود الفعل الدولية بخصوص انضمام الكوريتين للأمم المتحدة.
ش16) النزاع بين الكوريتين كان أكثر الموضوعات العالمية الشائكة خلال فترة الحرب الباردة. وبعد انتهاء الحرب الباردة، بدأ نظام عالمي جديد في التشكّل. كان العالم يظن وقتها أن دخول الكوريتين للأمم المتحدة أمر سيساعد في تسهيل حل المشكلة في شبه الجزيرة الكورية وتحديد مستقبلها أمنيا ويشيع فيها نوعا من الاستقرار ويمهد الأجواء الملائمة للوفاق والتوحيد من جديد، بينما تنبأ آخرون أن تهدئة الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية بعد انضمام الكوريتين لعضوية الأمم المتحدة، مما سيجعل من شبه الجزيرة الكورية منطقة حركة وحيوية من خلال تدافع عدد من الدول الكبرى إليها، ومنها أمريكا وروسيا والصين واليابان، للبحث عن مصالحها.
وفي هذا الجو الذي سلط فيه العالم أنظاره على شبه الجزيرة الكورية، خاطب الرئيس الكوري الجنوبي الأسبق "روه تيه وو" الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدا رغبة وعزم بلاده على إعادة التوحيد مع الشمال، وأعلن عن ثلاثة مبادئ تحكم تطبيع العلاقات الكورية المشتركة. وكانت تلك المبادئ هي المرتكزات التي قامت عليها الاتفاقية الأساسية بين الكوريتين في ديسمبر من ذلك العام.
ش17) تم التوصل للاتفاقية الأساسية بين الكوريتين في عام 1991 والتي كانت بمثابة وثيقة مهمة تحدد أُطر العلاقات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. وأعقب ذلك الإعلان عن شبه الجزيرة الكورية منطقة منزوعة السلاح النووي. ومع انضمام الكوريتين للأمم المتحدة كان ذلك بداية مرحلة جديدة للسلام النسبي والتعايش بين الكوريتين. ورغم عودة علاقات البلدين للتدهور مجددا بعد بدء كوريا الشمالية في تطوير برنامجها النووي، إلا أن ذلك لم يمنع وجود رغبة في التعايش، وقد شاع شكل من أشكال التوجه نحو السلام في شبه الجزيرة الكورية.
مؤثر
ورغم الدخول المتأخر لكوريا الجنوبية للأمم المتحدة، إلا أنها سرعان ما صارت لاعبا دوليا متميزا وبارزا فيها وفي أنشطتها المتنوعة والمتعددة. وفي عام 1996 صارت كوريا الجنوبية عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، بعد أقل من ستة أعوام من قبولها كعضو في الأمم المتحدة. وشاركت كوريا في العديد من مهمات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كمبوديا والصومال وغيرها من مناطق النزاع في العالم. وفي عام 2006 انتزعت كوريا الجنوبية المنصب الدبلوماسي الأول والأرفع في العالم، بحصول وزير خارجيتها السابق "بان كي مون" على منصب الأمين العام الثامن للأمم المتحدة.
مؤثر
بسبب الحرب الباردة والنزاع في شبه الجزيرة الكورية احتاجت كوريا الجنوبية لـ43 عاما لتتمتع بعضوية الأمم المتحدة. وحسب تقرير حكومي صادر في عام 2014 فإن كوريا الجنوبية تحتل المركز العالمي الـ13 من حيث حجم مساهماتها المالية في ميزانية الأمم المتحدة، والمركز الـ12 من حيث نسبة المساهمة في تمويل أنشطة قوات حفظ السلام العالمي. كوريا الجنوبية دولة تحفظ جميلا كبيرا للأمم المتحدة، فلولا المنظمة الدولية وما قدمته من مساعدات ودعم لكوريا منذ نشأتها، لما تمكنت كوريا من أن تصبح ما عليه الآن من تطور في كل المجالات: سياسيا واقتصاديا وتقنيا وثقافيا. انتهى

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;