ⓒYONHAP News

وافقت لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب الأمريكي على مسودة مشروع قانون يهدف إلى لم شمل الأسر الكورية المشتتة المقيمة في الولايات المتحدة. وتتجه الأنظار الآن إلى مدى مساهمة هذه الموافقة في تفعيل عملية لم شمل الأسر هناك.

ويعتقد أن حوالي 200 ألف شخص من أفراد الأسر الكورية المشتتة يقيمون حاليا في الخارج، وسط غياب لقاعدة بيانات بشأنهم خلافا لقاعدة البيانات المتوفرة للمقيمين في كوريا حيث يمكنهم رغم الصعوبات العملية اتخاذ الإجراءات اللازمة للم الشمل في كوريا. والجدير بالذكر أن جهودا حثيثة قد بذلت من أجل لم شمل الأسر المشتتة بين الكوريتين منذ عام 1971 ، ليتم في عام 1985 ولأول مرة تحقيق لم شمل بعض تلك الأسر، من خلال السماح لهم بالقيام بزيارات تاريخية لقراهم في الكوريتين. إلا أن عمليات لم الشمل تلك لم تستمر. 

وفي عام 2000، تم استئناف تلك اللقاءات. ولكن بشكل متقطع فرضته الأوضاع المتقلبة للعلاقات بين الكوريتين، لتجري الجولة الحادية والعشرون من لقاءات لم الشمل في شهر أغسطس من عام  2018 وهو التاريخ الذي توقفت فيه آخر دورة من هذه اللقاءات لتظل متوقفة حتى الوقت الراهن.

وفي المحصلة، تم حتى الآن تحقيق حوالي 4 آلاف و500 من لقاءات لم الشمل بين الأسر المشتتة، وحوالي 560 من اللقاءات عبر الشاشة وهي نسبة لا تمثل سوى 4 % من إجمالي طلبات اللقاء.

وبالنسبة للكوريين المقيمين في الخارج،  لم يسمح لهم في الواقع  بالمشاركة في هذه اللقاءات سوى في حالات نادرة.

وفي الحقيقة، قد يتمتع الكوريون المقيمون في الخارج بحرية نسبية في زيارة كوريا الشمالية واللقاء بأسرهم المقيمية هناك. إلا أن الكوريين المقيمين في الداخل يحتاجون إلى اتخاذ بعض الإجراءات الخاصة للقيام بالزيارات وفق ما يفرضه القانون المحلي، على خلاف المقيمين في الخارج الذين يتبعون دول الإقامة، مما يجعلهم غير مقيدين نسبيا بالقانون الكوري لكنهم يبقون بحاجة لدعم الحكومات لتحقيق الزيارة المرغوبة.

وتجدر الإشارة إلى أن عددا قليلا من الكوريين المقيمين في الولايات المتحدة قد شارك في أحداث لم شمل الأسر المشتتة. كما أن بعضهم نجح في تبادل الرسائل ولم شمل أسرهم بوساطة دولة ثالثة، وهي حالات انحصرت في الحقيقة لدى شريحة من الكوريين ممن يتمتعون بقدرات إقتصادية، لا تتوفر عند الكثيرين.

ويذكر أن مسودة قانون لم شمل الأسر الكورية المشتتة التي وافقت عليها لجنة الشؤون الخارجية الأمريكية جاءت نتيجة لجهود جبارة بذلها الكوريون المقيمون بالولايات المتحدة الذين ثابروا في حشد تأييد النواب الأمريكيين لمشروع القانون بدعم من الرابطة الأمريكية للناخبين الكوريين والمنتدى الكوري الأمريكي للمشاركة الديمقراطية وغيرها.

وظلت تلك الرابطة، تمارس جهودا استثنائية لسن القانون الخاص بلم شمل الأسر الكورية المشتتة هناك منذ عام 2013. ووجهوا في هذا الصدد رسائل إلى أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، للمطالبة بإدراج مسألة لم الشمل ضمن السياسات الأمريكية المعتمدة حيال كوريا الشمالية.