ⓒYONHAP News

شهد عدد التوظيف في كوريا الجنوبية تطورا بمقدار 281 ألفا خلال الفترة من بداية هذا العام وحتى نهاية شهر نوفمبر الماضي، أي بمعدل ثلاثة أضعاف، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وكانت الزيادة في هذا العدد خلال العام الماضي قد قدرت بنحو 97 ألفا و316 ألفا عام 2017.

وبالرغم من الزيادة التي تم تحقيقها هذا العام، مازال هناك أمر مثير للقلق ويتمثل في أن الزيادة قد تركزت على الفئة التي تجاوزت أعمارهم 60 عاما، في مقابل تراجع عدد التوظيف لفئتي الثلاثينات والأربعينات من العمر اللتين تعتبران أكثر الفئات الاقتصادية نشاطا، بمقدار 58 ألفا و165 ألفا على التوالي.

والأسوأ من ذلك هو أن انخفاض معدل التوظيف لدى فئة الأربعينات من العمر قد تجاوز معدل الانخفاض في عدد السكان من تلك الفئة، وهو ما يشير إلى الصعوبة التي تواججها الحكومة في خلق وظائف جديدة نتيجة للركود في الحيوية الاقتصادية. 

ويعني هذا أيضا انسداد آفاق الزيادة في عدد الوظائف المعروضة في غياب ضخ مبالغ كبيرة من الإنفاق الحكومي.

وعلى صعيد آخر، يمكن القول إن الإنفاق الحكومي قد يلعب دورا في توفير فرص عمل جديدة، مما سيؤدى إلى زيادة حيوية الاقتصاد الكوري من خلال الأنشطة الاستهلاكية لدى الموظفين الجدد.

والجدير بالذكر أن كوريا الجنوبية قد احتلت المرتبة السادسة من بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من حيث معدل البطالة بعد تشيكيا واليابان وألمانيا وبولندا والمجر، حيث بلغ معدل البطالة في كوريا 3.5%.

وطبقا لتقرير صادر عن هيئة الإحصاءات الكورية مؤخرا، من المتوقع أن ينخفض عدد السكان في سن العمل في العام القادم بمقدار 231 ألفا، أي أربعة أضعاف العدد لهذا العام، وهو 56 ألفا، مما يدل على أن وتيرة زيادة عدد التوظيف ستتباطأ العام القادم.

وفي هذا السياق، توقع معهد "هيون ديه" للأبحاث الاقتصادية أن يصل عدد الموظفين الجدد إلى حوالي 200 ألف العام القادم، أي بمعدل أقل من هذا العام، نتيجة لانخفاض عدد الموظفين الجدد في مجالات الإنشاءات والإنتاج.

ومن جانبها، أعربت الحكومة عن قلقها من احتمال أن يؤثر انخفاض عدد السكان في سن العمل  بشكل سلبي على زيادة عدد التوظيف.

وضمن الجهود الرامية إلى مواجهة تلك التأثيرات، وضعت الحكومة ميزانية تبلغ تريليونين و924.1 مليار وون للعام القادم، أي بزيادة قدرها 41% مقارنة بهذا العام، ليتم من خلالها خلق 955 ألفا من الوظائف الجديدة.