ⓒ YONHAP News

مثلت الاستثمارات الكورية نسبة 20 % من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في فيتنام هذا العام، لتحتل بذلك كوريا المركز الأول في هذا المجال.

والجدير بالذكر أن العلاقات الكورية الفيتنامية تتميز بخصوصية مقارنة بالعلاقات بين بقية الدول. ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى وجود الكثير من نقاط التشابه المشتركة بين البلدين تاريخيا وثقافيا، من بينها خوضهما تجربة الاقتتال، إلى جانب اشتراكهما في ثقافة الحروف الصينية وثقافة العيدان التي تستخدم في تناول الطعام وثقافة زراعة الأرز.

كما يشار إلى تأثر البلدين تاريخيا بالصين إلا أنهما ظلا رغم ذلك يحافظان على ثقافتيهما الذاتية والمستقلة. ويبدو أن السبب في توافد عدد كبير من النساء الفيتناميات المهاجرات وارتباطهن بعلاقات الزواج في البلاد، يعود إلى مشاعر الألفة الناتجة عن القواسم المشتركة بين البلدين. 

ويمكن وصف العلاقات بين كوريا الجنوبية وفيتنام بالمعقدة حيث شاركت القوات الكورية الجنوبية في الحرب الفيتنامية وتكبد خلالها الطرفان الكثير من الخسائر. وبعد توحيد شمال فيتنام وجنوبه، ظلت فيتنام تقيم علاقات دبلوماسية مع كوريا الشمالية فقط.

ومع دخولها سياسة الانفتاح والإصلاح، أقامت فيتنام رسميا علاقات دبلوماسية مع كوريا الجنوبية في عام 1992.

وبالرغم من التقاتل بين الطرفين خلال الحرب الفيتنامية إلا أن العلاقات بينهما تعد وثيقة للغاية حيث أبرم البلدان بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عددا من الاتفاقيات التجارية المختلفة بما فيها اتفاقيات التجارة والاستثمار ومنع الازدواج الضريبي.

ثم شهدت بعد ذلك علاقات التعاون بين البلدين تطورا سريعا في مختلف المجالات بما في ذلك الثقافة والرياضة والتعليم إلى حد قبول فيتنام بكوريا شريكا للازدهار في المستقبل متجاوزين عداوة الماضي. فيما قدمت كوريا المساعدة الفعالة التي تحتاجها فيتنام ونقلت إليها تجاربها الاقتصادية والتنموية الناجعة.

وبعد الألفية الثالثة، ارتفعت شعبية الموجة الثقافية الكورية "هاليو" في فيتنام بالتزامن مع النمو السريع الذي شهدته فيتنام، مما حفز على تزايد الاستثمارات الكورية هناك. 

وفي الآونة الأخيرة ساهم ما يسمى بسحر مدرب كرة القدم الكوري "بارك هانغ سو" في مزيد من التقارب بين البلدين. 

ويذكر أن المدرب بارك لعب دورا رئيسيا في احتلال كرة القدم الفيتنامية القمة في دول جنوب شرق آسيا ليحظى بالدعم الحماسي من قبل الجمهور الفيتنامي.

ولكن السبب في تنامي استثمار الشركات الكورية في فيتنام لا يرجع إلى مشاعر الألفة هذه فحسب بل  للظروف الملائمة و العائدات الاقتصادية المهمة التي يوفرها الاستثمار ومناخ الأعمال في فيتنام. 

ويقول الخبراء إن من أهم النقاط القوية التي تتمتع بها فيتنام باعتبارها وجهة مفضلة للاستثمار هي ما يطلق عليه تسمية "حمى التعليم المرتفعة" إلى حد أن رجال الأعمال الكوريين العاملين في فيتنام يجمعون على حقيقة أن الفيتناميين يتعلمون أي شيء بسرعة فائقة ويجيدون التطبيق أيضا.

وتعد فيتنام في هذه الفترة مقصدا مهما للاستثمار وبديلا قويا عن الصين التي يسود اقتصادها الغموض الكبير. كما أنها تتميز بانخفاض مستوى الأجور وارتفاع جودة العمل وتدني مستوى المخاطر مقارنة بالصين. 

ونظرا لكل تلك المعطيات يبدو من غير المصادفة أن تحتل كوريا المركز الأول في مجال الاستثمارات الأجنبية في فيتنام.