ⓒKBS News

تردى الوضع العالمي إلى أزمة خطيرة دفعة واحدة، بعد أن قامت الولايات المتحدة باغتيال يد إيران اليمنى "قاسم سليماني" قائد "فيلق القدس".

وبذلك تزايد قلق كوريا من تداعيات هذه التطورات الخطيرة على مصالحها بما ذلك استيراد النفط الخام الإيراني والأوضاع في شبه الجزيرة الكورية، خاصة مع إعلان طهران بـأنها سترد بشكل قاس على مقتل "سليماني".

وتوقع المراقبون السياسيون ثلاثة أشكال يمكن أن يتخذها الرد الإيراني على الضربة الأمريكية، أولها القيام بهجمات مباشرة انطلاقا من الأراضي والمياه الإيرانية ضد أهداف أمريكية في المنطقة، سواء من خلال إطلاق صواريخ باليستية، أو تحريك طائرات مسيرة، تستهدف بها واحدة أو عددا من القواعد الأمريكية الموجودة في الدول المحيطة بإيران.

وأما الخيار الثاني فهو غلق المياه البحرية التي يتم من خلالها نقل النفط الخام. 

وفي الواقع، كانت إيران قد هددت في العام الماضي بإمكانية إغلاق مضيق هرمز الذي يتم من خلاله نقل خمس إجمالي النفط الخام المستهلك في العالم.

وفي حال قامت طهران بخطوة مماثلة،  فإن العالم بأسره ستعمه الفوضى من حيث العرض والطلب على النفط الخام.

وفي حقيقة الأمر، تعتمد كوريا الجنوبية بشكل كبير على النفط الخام المنتج في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتم نقل حوالي 70% من إجمالي حجم النفط الخام المستورد عن طريق مضيق هرمز.

أما الخيار الثالث فيمكن أن يأتي في شكل هجمات سيبارية تستهدف البنى التحتية الصناعية، بما فيها السدود ومحطات توليد الكهرباء في الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وهو ما قد يؤدى إلى فوضى خطيرة ناجمة عن قطع التيارات الكهربائية وتسرب الغازات.

بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال نشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران، على الرغم من أن هذا الاحتمال يبقى ضئيلا، نظرا لعدم رغبة الجانبين في تحمل أعباء حرب مدمرة كهذه.

والشيء المثير للقلق هو أنه من المؤكد تكبد كوريا الجنوبية لخسائر مهما كان الخيار الذي سيعتمده طرفا الصراع، من حيث حماية سلامة المواطنين الكوريين المقيمين في دول الشرق الأوسط وضمان الحصول على النفط الخام .

إلى جانب هذا، ستقع سيول في موقف دبلوماسي حرج على اعتبار أن كوريا الجنوبية هي  دولة حليفة للولايات المتحدة، وتقيم في الوقت نفسه علاقات جيدة مع إيران.

كما لا يمكن استبعاد احتمال أن تطلب الولايات المتحدة من كوريا الجنوبية المشاركة في الضغوط على إيران، وهو ما قد يتسبب في صعوبات كبيرة لسيول في استيراد النفط الإيراني وتصدير منتجاتها لطهران والمشاركة في مشروعات الإنشاءات في إيران.

كما يوجد احتمال آخر لا يمكن استبعاده أيضا وهو أن تستغل كوريا الشمالية انشغال الولايات المتحدة بالقضايا الإيرانية، لتعزيز برامجها النووية وشن استفزازات عسكرية جديدة.