ⓒYONHAP News

قادت الولايات المتحدة مؤخرا نقاشا داخل مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة حول القضية النووية لكوريا الشمالية.

ويرى المحللون في هذا النقاش تطبيقا لسياسة العصا والجزرة التي تتبعها واشنطن في التعامل مع بيونغ يانغ.

وأما استخدام العصا الذي لوحت به الولايات المتحدة تجاه الشمال، فيعود إلى أن واشنطن لم ترد على الاستفزازات التي نفذتها بيونغ يانغ بما فيها إطلاق صواريخ على مستوى مجلس الأمن حتى الآن كما حاولت الإدارة الأمريكية التقليل من أهمية تجارب كوريا الشمالية الصاروخية، نافية خرق تلك التجارب للاتفاقات الموقعة. إلا أن دعوة واشنطن إلى عقد اجتماع مجلس الأمن الدولي، إشارة إلى حدوث تغيير في الموقف الأمريكي .

من جانبها تعمل بيونغ يانغ على التصعيد من نسق استفزازاتها مع اقتراب موعد انقضاء المهلة التي حددتها لاستئناف الحوار مع واشنطن بحلول نهاية هذا العام. وأعلنت كوريا الشمالية إجراءها تجربة مهمة جدا في موقع لإطلاق الأقمار الصناعية في منطقة "دونغ تشانغ ري"، يقدر الخبراء بأنها اختبار لمحركات الصواريخ.  

وأظهرت بيونغ يانغ من خلال الاختبار استعدادها لإجراء تجربة على صاروخ بالستي عابر للقارات أو إطلاق قمر صناعي رغم الحظر المفروض على الشمال، الذي يمنعه من إطلاق جميع أنواع الصواريخ البالستية بموجب قرارات مجلس الأمن.

وردا على التحرك الكوري الشمالي، وجهت الولايات المتحدة تحذيرا قويا لبيونغ يانغ من خلال تصريحات للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لم يستبعد فيها احتمال استخدام القوة العسكرية في التعامل مع الشمال، محذرا كوريا الشمالية من أنها قد تفقد كل شيء.

وفي رد فعل فوري، انتقدت بيونغ يانغ تصريحات "ترامب"، مشيرة إلى احتمال سلوك طريق جديد يعتمد خطا صارما. 

في هذه الأثناء، دعت واشنطن مجددا في اجتماع لمجلس الأمن الدولي بيونغ يانغ إلى العودة إلى الحوار. وحثت "كيلي كرافت" السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة كوريا الشمالية على اتخاذ قرار صعب وجرئي، مؤكدة استعداد الولايات المتحدة لممارسة مقاربة مرنة، في إشارة إلى اتخاذ الخطوات المتزامنة والملموسة التي نص عليها اتفاق قمة سنغافورة بين البلدين.

ورغم عدم صدور أي قرار أو بيان في اجتماع مجلس الأمن، إلا أن الولايات المتحدة بذلت جهودا كبيرة لإنجاح الاجتماع. 

وقبيل الاجتماع، أقام المفاوض الأمريكي الكبير حول القضية النووية الكورية الشمالية "ستيفن بيغون" مأدبة غداء مع سفراء الدول الأعضاء لمجلس الأمن، في خطوة ترمز إلى تعزيز التعاون بين أعضاء مجلس الأمن في مواجهة قضية كوريا الشمالية النووية. واستهدفت الولايات المتحدة من خلال عقد الاجتماع، توجيه تحذير إلى بيونغ يانغ من تجاوز الخط الأحمر من جهة، وحث الشمال على العودة إلى الحوار من جهة أخرى.