ⓒYONHAP News

قال البنك المركزي الكوري يوم الخميس الماضي إنه لا داعي للقلق بشأن أزمة الصرف الأجنبي، مشيرا إلى أن كوريا الجنوبية تحتل المرتبة الثامنة على مستوى العالم من حيث قيمة الاحتياطي من النقد الأجنبي.

وأضاف البنك أن قيمة الاحتياطي الكوري من النقد الأجنبي في شهر سبتمبر الماضي شهد تراجعا بمقدار 20 مليار دولار تقريبا مقارنة بالشهر الأسبق، بعد أن قام البنك بتفريغ كمية من الدولارات في سوق الصرف لوقف الانخفاض المفرط في قيمة العملة الكورية مقابل نظيرتها الأمريكية.

وطبقا لتقرير صادر عن البنك المركزي، بلغت قيمة الاحتياطي الكوري من النقد الأجنبي 416.77 مليار دولار حتى نهاية شهر سبتمبر الماضي، بانخفاض مقداره 19.66 مليار دولار مقارنة بالشهر الأسبق.

ويمثل هذا أسرع وتيرة للانخفاض الشهري في حجم الاحتياطي من النقد الأجنبي، منذ شهر أكتوبر من عام 2008، عندما انخفضت الاحتياطيات بأكبر قدر بلغ 27.42 مليار دولار نتيجة للأزمة المالية آنذاك.

وقد ظلت قيمة الاحتياطي الكوري من النقد الأجنبي تسجل انخفاضا منذ شهر مارس الماضي ولأربعة أشهر متتالية، ثم شهدت زيادة في شهر يوليو، لكنها تراجعت مرة أخرى في شهر أغسطس ولشهرين متتاليين. 

ويتكون احتياطي النقد الأجنبي من الأوراق المالية والودائع المقومة بالعملات الأجنبية، ومواقف احتياطي صندوق النقد الدولي، وحقوق السحب الخاصة، وسبائك الذهب.

وبلغت قيمة الأوراق المالية والودائع المقومة بالعملات الأجنبية 379.41 مليار دولار بنهاية سبتمبر الماضي، بانخفاض مقدراه 15.53 مليار دولار مقارنة بالشهر الأسبق، وهو ما يمثل 91% من إجمالي احتياطي كوريا من النقد الأجنبي.

أما مواقف احتياطي صندوق النقد الدولي فقد بلغت 4.23 مليار دولار، وحقوق السحب الخاصة 14.15 مليار دولار، وسبائك الذهب 4.79 مليار دولار.

وبهذا تكون كوريا الجنوبية قد احتلت المرتبة الثامنة عالميا من حيث قيمة احتياطي النقد الأجنبي حتى نهاية شهر أغسطس، بعد كل من الصين واليابان وسويسرا وروسيا والهند وتايوان والمملكة العربية السعودية.

ويعود السبب في تراجع قيمة احتياطي النقد الأجنبي لكوريا الجنوبية إلى قيام السلطات المالية بضخ كمية من الدولارات في سوق الصرف لوقف الانخفاض المفرط في قيمة الوون الكوري مقابل الدولار، حيث ارتفع سعر الدولار مقابل الوون إلى 1430.2 وون في نهاية سبتمبر الماضي، بعد أن كان في نطاق 1100 وون في أوائل هذا العام.

ويدل هذا على أن سعر صرف الدولار في السوق الكورية شهد ارتفاعا مستمرا رغم أن السلطات المالية قامت بضخ كمية من الدولارات في السوق.

وفي هذا الصدد، قال البنك المركزي إن ضخ الدولارات في السوق ساعد على استعادة الاستقرار في سوق الصرف إلى حد ما، مؤكدا أن تدخل الحكومة في سوق الصرف يهدف إلى تحقيق التوازن بين العرض والطلب، ولا يستهدف عملة معينة.

وعادة لا يقوم البنك المركزي الكوري بتقديم موجز صحفي عند الكشف عن البيانات المتعلقة بحجم الاحتياطي من النقد الأجنبي، ولكن في هذه المرة قام بعض مدراء البنك بأنفسهم بالإجابة على أسئلة الصحفيين، ضمن جهود البنك للقضاء على الجدل المثار حول احتمال تعرض البلاد لأزمة صرف أجنبي.

وقال البنك المركزي إن حجم الاحتياطي الكوري من النقد الأجنبي حاليا يظل كافيا، موضحا أن كوريا تمتلك أيضا أصولا مالية في الخارج تبلغ 37% من الناتج المحلي الإجمالي. 

وأكد أن تعبير "أزمة الصرف الأجنبي" ليس مناسبا لوصف وضع الاقتصاد الكوري حاليا.