ⓒ Getty Images Bank

يشكو معظم الموظين الكوريين الذين يكونون على اتصال بهواتفهم الذكية طوال اليوم من التعب من الاتصال بهم خارج ساعات العمل. فبالتوازي مع انتشار العمل عبر الإنترنت منذ تفشي جائحة كورونا، تنوعت طرق الاتصال أيضا، لكن الشكاوى من حرمان "سيادة الوقت" تتراكم باستمرار. وهذه هي خلفية الأصوات التي تطالب "بالحق في عدم الاتصال" في المجتمع الكوري. ووفقا لما أوضحته وزارة التوظيف والعمل يوم الجمعة الماضي، فإن الحق في عدم الاتصال يعني الحق في عدم تلقي أي شكل من أشكال الاتصال خارج ساعات العمل. ويشمل هذا الحق المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والرسائل النصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإيميلات وغيرها. وبما أن أماكن وأساليب العمل تنوعت كما أن حوار العمل أصبح ممكنا قبل أو بعد وقت العمل، فإن الأصوات التي تطالب بحق عدم الاتصال ترتفع باستمرار.

في هذا السياق، أجرت منصة "إنكروت 인크루트" لتقديم المعلومات عن فرص العمل على الإنترنت، مسحا على ألف وستة وخمسين موظفا كوريا في شهر أبريل الماضي. وأجاب أربعة وثمانون بالمائة منهم بأنهم جربوا تلقي اتصال متعلق بالعمل بعد وقت الدوام. كما أجاب أربعة وستون بالمائة منهم بأنهم ردوا على الاتصالات، بينما أجاب تسعة عشر بالمائة منهم بأنهم تلقوا اتصالات إلا أنهم لم يردوا عليها مباشرة بل ردوا عليها في يوم العمل التالي. وفي الآونة الأخيرة تتزايد الشكاوى من تبادل حوارات العمل باستخدام تطبيق المحادثة الفورية الكوري "كاكاوتوك"، حيث يمارس الموظفون العمل طوال اليوم في غموض حول تقسيم الأمور العامة والخاصة.

على سبيل المثال، قال السيد لي الموظف إن الكثير من الناس يستخدمون كاكاوتوك هذه الأيام ولهذا يُسيء بعض كبار الموظفين الفهم. وأضاف أنه عندما فاتته مكالمة أو تلقاها بشكل متأخر، سمع أحيانا تأنيبا يقول لماذا تأخرت في الرد رغم حمل هاتفك دائما؟ وبالفعل وافق سبعة وخمسون بالمائة من المشاركين في مسح إنكروت على أن تقسيم الأمور العامة والخاصة عبر تطبيق المحادثة غير واضح بينما أعرب ثلاثة وخمسون بالمائة منهم عن عدم الرضا حول ذلك. وحول أهم أسباب عدم الرضا من استخدام كاكاوتوك خارج وقت العمل، أجاب خمسة وأربعون بالمائة منهم بأنهم يتعرضون لعدم التوازن بين العمل والحياة نتيجة لقراءة رسائل العمل حتى في وقت الراحة. كما أجاب خمسة وعشرون بالمائة منهم بأن استخدام كاكاوتوك جعل من الناس يعتقدون أنه من الطبيعي الاتصال خارج وقت العمل. وقال كيم جونغ جين مدير معهد المواطن العامل إنه مع تزايد النزاعات والقضايا بين الشخص الذي يصدر تعليمات، والشخص الذي يتلقاها في مكان العمل، تتزايد أيضا الحاجة إلى الحق في عدم الاتصال. وأكد على ضرورة التقسيم الواضح بين وقت العمل والوقت خارجه لأن طرق العمل تغيرت كثيرا عن ذي قبل.