ⓒ YONHAP News

في الآونة الأخيرة، يلاحظ ظاهرة نقص منتجات ملح البحر في محلات السوبر ماركت الكبيرة في جميع أنحاء كوريا. والسبب هو أن وقت إطلاق المياه الملوثة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية اليابانية بات وشيكا. وذلك لأن المزيد من الناس يحاولون شراء الملح، الذي يمكن تخزينه لفترة طويلة ويستخدم كمكون أساسي في جميع الأطعمة، حيث ارتفعت المخاوف بشأن تلوث المنتجات البحرية الناجمة عن إطلاق المياه الملوثة من محطات الطاقة النووية. وفي ظل زيادة الطلب على الملح، انخفض إنتاج الملح بسبب هطول الأمطار بشكل متكرر في منطقة شينان في مقاطعة جنوب جولا، وهي منطقة رئيسية لإنتاج الملح في كوريا، ففي بداية هذا الشهر، ارتفعت أسعار الملح بما يقرب من 30% مقارنة بالشهرين السابقين.

في هذا الصدد، كانت قد أعلنت اليابان أنها تخطط لإطلاق المياه الملوثة في البحر إذا لم تتلق انتقادات خاصة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد الانتهاء من بناء منشآت تصريف المياه في محطة الطاقة النووية خلال هذا الشهر. ومع اقتراب موعد إطلاق المياه الملوثة، تتزايد مخاوف الشعب الكوري بشأن تدمير النظام البيئي البحري وتلوث الكائنات البحرية. 

وفي هذا السياق، توصلت دراسة حديثة إلى أن أكثر من 8 من كل 10 كوريين يعارضون إطلاق المياه الملوثة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية إلى البحر، لكن 6 من كل 10 يابانيين يؤيدون ذلك. وأعلنت كل من صحيفة يوميوري اليابانية وصحيفة هان كوك إيل بو الكورية يوم 15 من الشهر الجاري نتائج استطلاع مشترك للرأي أجري على 1000 مواطن كوري و1017 مواطنا يابانيا فوق سن 18 عاما من 26 إلى 28 من الشهر الماضي. وبحسب نتائج هذا الاستطلاع، عارض 84% من الكوريين إطلاق المياه الملوثة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية، والتي أعلنت الحكومة اليابانية أنها ستكون هذا الصيف، بينما وافق 12% فقط. وفي المقابل، كانت نسبة المؤيدين لإطلاق المياه الملوثة إلى البحر بين اليابانيين 60% بينما عارضها 30%. وبالطبع، تدعي اليابان أنها آمنة لأن المياه الملوثة سيتم إطلاقها بعد خضوعها لعملية معالجة، لكن قلق المستهلكين يتزايد كلما تم نقل الأخبار المتعلقة بإطلاق المياه الملوثة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية. 

ومن ناحية أخرى، مع تزايد القلق العام قبل إطلاق اليابان للمياه الملوثة، تعمل الحكومة الكورية على توسيع وإعادة تنظيم المنظمات الحكومية للاختبار الإشعاعي للمنتجات البحرية وتعزيز الاتصالات في الموقع. ومع ذلك، فإن الصيادين وتجار الأسماك، الذين عانوا بالفعل من ركود في استهلاك المأكولات البحرية بسبب حادث محطة فوكوشيما للطاقة النووية في عام 2011، قلقون جدا من أن يؤدي إطلاق المياه الملوثة إلى تباطؤ استهلاك المأكولات البحرية مرة أخرى. ونظرا لأن إطلاق النفايات النووية عالية التركيز مرتبط بسبل عيش الصيادين، فمن الطبيعي أن يشعرو بالقلق. ويأملون في أن تثبت الحكومة الكورية بوضوح سلامة إطلاق المياه الملوثة من أجل التخفيف من حالة عدم استقرار السوق.