ⓒ YONHAP News

خلال السنوات القليلة الماضية ظلت ظاهرة التباهي عبر مواقع التواصل الاجتماعي تثير جدلا في المجتمع الكوري. ويشير البعض إلى أن هذه الظاهرة سبب من أسباب انخفاض الخصوبة والاستقطاب. وأشار الخبراء إلى أن أهم المشاكل الجذرية الناتجة عنها هي أن الشباب الذين يعانون من تدني احترام الذات، قد بدأوا في الإنفاق المفرط كوسيلة لتحقيق الذات. وأكدوا على الحاجة إلى النظر فيما إذا لم تكن ظاهرة التباهي نتيجة الشعور بالفراغ من طرف أولئك الشباب الذين يواجهون صعوبات في رسم مستقبل أفضل بسبب استقطاب المجتمع الكوري. ووفقا لهيئة الإحصاءات الوطنية، فقد اشتد الاستقطاب بين الفئات الاجتماعية في البلاد منذ جائحة كورونا، بحيث زادت فجوة الدخل بين فئتي العشرين بالمئة الأعلى دخلا والعشرين بالمئة الأدنى دخلا لتبلغ ست مرات في عام 2021. ووفقا لبنك الاستثمار الأمريكي "مورغان ستانلي모건 스탠리"، بلغت قيمة شراء المنتجات الفاخرة للفرد الواحد من الكوريين ثلاثمائة وخمسة وعشرين دولار عام 2022 لتحتل كوريا بذلك المركز الأول في العالم. وكان حوالي نصف المبيعات من المنتجات الفاخرة في المتاجر الكبرى من نصيب جيل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين عشرين عاما وتسعة وثلاثين عاما. وأشار الخبراء إلى أنه يمكن النظر إلى هذه الظاهرة على أنها تكشف على وسائل التواصل الاجتماعي أن المجتمع الكوري مُرتَّب ومُصنّف طبقيا حسب القدرة الاقتصادية. يحلل بعض الخبراء بأن أهم المشاكل جاءت بسبب عدم تغير القيم التي يسعى الكوريون وراءها حتى بعد تحقيق الإنجازات المادية السريعة. وبالنسبة للدول الرئيسية في الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يسعى حوالي عشرة بالمائة من شعوبها إلى تحقيق قيم أخرى دون مادية بعد الوصول إلى مستوى معين من الثراء الاقتصادي. ولكن هناك نتيجة مسح تقول إن معظم الكوريين يسعون إلى تحقيق القيمة المادية فقط. ويقال إن الكوريين يميلون إلى مقارنة أنفسهم مع الآخرين في جميع المجالات بدلا من الشعور بالإنجاز أو السعادة من خلال المقارنة مع رضاهم الداخلي أو مع حالهم سابقا. وأكد الخبراء على ضرورة تحسين احترام الذات وتغيير القيم من أجل التعامل مع ظاهرة التباهي عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف إلى ضرورة التخلص من جو السعي إلى القيمة المادية فقط، وضرورة السعي إلى مختلف القيم الاجتماعية.