ⓒ YONHAP News

في هذه الأيام أصبح الهواء في سيول أكثر نقاء من ذي قبل. ففي العام الماضي، كان متوسط التركيز السنوي للغبار فائق الدقة هو الأفضل منذ بدء قياسه في عام 2008. ويرجع السبب في ذلك إلى فاعلية سياسة تحسين جودة الهواء، مثل استبدال جميع حافلات المدينة التي تعمل بالديزل التي ينبعث منها دخان أسود، بحافلات صديقة للبيئة. ولكن يشير البعض إلى أنها لم تصل بعد إلى مستوى المدن الكبرى مثل باريس عاصمة فرنسا، ولندن عاصمة إنجلترا. فوفقا لتقرير تحت عنوان "تجارب وانعكاسات تحسين جودة الهواء في سيول وإنتشون ومقاطعة كيونغ كي"، الذي نشره برنامج الأمم المتحدة للبيئة في التاسع عشر من هذا الشهر، اتضح أن جودة الهواء في منطقة العاصمة سيول قد تغيرت بشكل ملحوظ منذ عام 2005 وحتى عام 2020. وكما هو معروف، فإن برنامج الأمم المتحدة للبيئة منظمة توصي بالسياسات البيئية الضرورية لكل بلد أو تنسق المشاكل البيئية. ووفقا لهذا التقرير، بلغت كمية الغبار متناهية الصغر في منطقة سيول 4300 طن في عام 2005، لكنها انخفضت بنسبة 75% إلى 1100 طن في عام 2020. ويمكن أن يتسبب الغبار شديد النعومة في أمراض الجهاز التنفسي أو القلب والأوعية الدموية.

وبالإضافة إلى ذلك، انخفض أكسيد النيتروجين، وهو أحد ملوثات الهواء الرئيسية، بمقدار النصف تقريبا من 114 ألف طن إلى 62 ألف طن خلال نفس الفترة. كما انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 14.3%. وتبين أيضا أن جودة الهواء في إنتشون ومقاطعة كيونغ كي، المتاخمتين لسيول، قد تحسنت أيضا مقارنة بالماضي. وفي الوقت نفسه، تم تقديم هذه الإنجازات في "مؤتمر جودة الهواء النظيف للمناخ 2023" الذي عقد في بانغكوك عاصمة تايلاند في 29 من الشهر الماضي. وقال "ديتشن ترينغ 데첸 테링"، رئيس مكتب منطقة آسيا والمحيط الهادئ التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في المؤتمر إنه على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، تحسنت جودة الهواء في منطقة العاصمة الكورية بشكل ملحوظ مما أثار إعجاب العالم. ويمكن القول إن تحسين جودة الهواء في سيول كان نتيجة لسياسات بيئية مختلفة. ففي عام 2014، استبدلت بلدية سيول بالكامل حافلات المدينة التي تعمل بالديزل بحافلات تعمل بالغاز الطبيعي. وأيضا منذ عام 2017، طبقت بلدية سيول نظام "منطقة النقل الخضراء" الذي يحظر تشغيل السيارات ذات الانبعاثات من الفئة 5 لأول مرة في البلاد. وعلاوة على ذلك، تقوم بلدية سيول حاليا بتنفيذ مشروع "سيول الأكثر نقاء 2030" الذي يهدف إلى تخفيض تركيز الغبار متناهي الصغر إلى مستوى المدن الكبرى بحلول عام 2030. وتحقيقا لهذه الغاية، تخطط المدينة لتغيير شاحنات التوصيل وحافلات القرى وشاحنات القمامة التي ينبعث منها الدخان إلى سيارات كهربائية صديقة للبيئة.