من بين اليابانيين الذين تجمعوا في "شين أوكوبو"، وهي بلدة كورية في طوكيو، عاصمة اليابان، لمشاهدة الأعمال الدرامية الكورية والاستمتاع بالطعام الكوري خلال جائحة كورونا، يتزايد عدد الأشخاص الذين يزورون كوريا شخصيا.

ومن المعروف أن قاعدة المستهلكين الأساسية لـ"الموجة الكورية الرابعة" التي تركز على خدمات الفيديو عبر الإنترنت OTT، هي في الغالب من النساء في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، ولديهن أيضا تفضيل كبير جدا للسفر إلى كوريا.

ولهذا، فإن استراتيجية الحكومة الكورية تتمثل في جعل اليابان هدفا رئيسيا لتوسيع سوق السياحة الكورية ووضع "الطعام الكوري" في المقدمة لتنويع الجنس والفئات العمرية لزوار كوريا.

ووفقا لمنظمة السياحة الكورية يوم 19 سبتمبر الجاري، بلغ عدد السياح اليابانيين الذين زاروا كوريا في الفترة من يناير إلى يوليو من هذا العام حوالي مليون و73 ألفا و600 سائح، ليحتلوا المركز الأول حسب الجنسية. ويمثل هذا الرقم 19.7% من إجمالي عدد السياح الذين يزورون كوريا، متقدما بفارق كبير عن الصين والولايات المتحدة وتايوان، التي احتلت المراتب الثانية والثالثة والرابعة. وتعد هذه هي المرة الأولى منذ 11 عاما التي تحتل فيها اليابان المرتبة الأولى من حيث عدد السياح الأجانب الذين يزورون كوريا، منذ خسارتها المركز الأول أمام الصين في عام 2012.

ويمكن القول إن هذا أمر غير عادي للغاية بالنظر إلى الانخفاض التاريخي في قيمة الين والانخفاض الكبير في الطلب على السفر إلى الخارج في اليابان بعد جائحة كورونا. وفيما يتعلق بهذا، قال أحد مسؤولي صناعة السفر: "إن حقيقة أن عدد اليابانيين الذين يزورون كوريا قد زاد بشكل ملحوظ مقارنة بالدول الأخرى على الرغم من ظاهرة انخفاض قيمة الين الياباني تاريخيا هي مؤشر قوي على تزايد تفضيل السفر إلى كوريا".

وفي الوقت نفسه، حددت الحكومة الكورية "السياحة الغذائية" كموضوع تسويقي رئيسي للنصف الثاني من هذا العام لجذب المزيد من السياح الأجانب. وفي الوقت الحالي، تهيمن النساء في العشرينيات والثلاثينيات من العمر على العدد الأكبر من السائحين اليابانيين الذين يزورون كوريا. وفي الواقع، من بين اليابانيين الذين زاروا كوريا في النصف الأول من هذا العام، بلغت نسبة النساء 66.2%، وكانت واحدة من بين كل ثلاث منهن امرأة من جيل MZ.

وبناء على ذلك، تقوم الحكومة الكورية بتنفيذ أنشطة مختلفة لجذب المزيد من السياح اليابانيين، مثل إنتاج دليل سياحي يحتوي على الأطعمة التي يفضلها الرجال اليابانيون واستخدام محتوى الفيديو الذي يستهدف السياح الذكور. وعلاوة على ذلك، تركز الحكومة الكورية أيضا على تطوير قصص أو موضوعات تعكس خصائص كل منطقة في البلاد، وهي استراتيجية لضرب عصفورين بحجر واحد، وهما: إرضاء أذواق الشعب الياباني الذي يحب السفر بالقصص، وتنشيط الاقتصاد المحلي من خلال جذب السياح.