يوم الثاني من أكتوبر من كل عام هو "يوم كبار السن" في كوريا. فمنذ عام 1997، ووفقا لقانون رعاية المسنين، حددت كوريا الجنوبية يوم الثاني من أكتوبر من كل عام كيوم للاحتفال بكبار السن، من أجل زيادة الاهتمام الاجتماعي والاحترام لكبار السن. 

وعلى الرغم من الشيخوخة السريعة التي شهدها المجتمع الكوري مؤخرا، وتنفيذ أنظمة رعاية اجتماعية مختلفة لكبار السن، إلا أن هناك صعوبة واحدة في الحياة يشتكي منها كبار السن الكوريون بالإجماع، وهي "الحواجز الرقمية". فمع التزايد السريع في عدد الأجهزة التي تقوم بالدفع تلقائيا لكل شيء بدءا من حجز تذاكر الحافلات وحتى طلب الطعام، يبدو أنه يتم استبعاد كبار السن من الخدمات المختلفة.

وفي هذه الأيام، عندما نذهب إلى محطة الحافلات أو محطة القطارات بين المدن، يمكننا أن نرى أن موظفي مكتب التذاكر الذين كانوا يبيعون التذاكر قد اختفوا وأن "آلات بيع التذاكر الأوتوماتيكية" تشغل المساحة أمام كشك التذاكر. ويمكن للشباب عموما استخدام آلات بيع التذاكر الأوتوماتيكية بسهولة دون صعوبة كبيرة، لكن غالبية كبار السن الذين لم يعتادوا على استخدام آلات البيع يواجهون صعوبة في شراء التذاكر.

فقد استحوذت الأنظمة الرقمية على كل ركن من أركان المجتمع الكوري، بدءا من حجوزات وسائل النقل العام وحتى المعاملات المالية والمستشفيات ودور السينما والمطاعم. ومع ذلك، بافتراض أن متوسط مستوى استخدام المعلومات الرقمية للسكان الكوريين هو 100، فإن معدل المعلوماتية لمن هم في الستينيات من العمر منخفض بشكل ملحوظ عند 56.7% ولمن هم في السبعينيات من العمر أو أكثر 34.6%.

ونظرا لارتفاع حاجز الدخول، لا يزال العديد من كبار السن غير قادرين على الوصول إلى الخدمات المالية المتنقلة الأساسية لحياتهم. وبناء على ذلك، تُوفّر الحكومة الكورية تعليم محو الأمية الرقمية لكبار السن للتغلب على الحواجز الرقمية، حيث يتلقى كبار السن تدريبات عملية، بما في ذلك تعلم الرموز الرقمية الموجودة في كل مكان في حياتهم اليومية وتعلم كيفية استخدام آلات البيع الأوتوماتيكية من مختلف الأنواع.

هكذا، في هذه الأيام، يبدو أن هناك العديد من العوامل التي تربك كبار السن الذين لم يعتادوا على استخدام الأجهزة الرقمية. وعلى سبيل المثال، في المطارات، يقوم الركاب بتسجيل الوصول وترك أمتعتهم من خلال الآلات ذات الصلة. وفي المطاعم، هناك حالات متزايدة يتعين فيها على الأشخاص الطلب والدفع مباشرة باستخدام جهاز لوحي يوضع على الطاولة بدلا من طلب الطعام من أحد الموظفين. لذلك، من المهم خلق جو اجتماعي صديق لكبار السن، مثل التعليم لتعزيز القدرات المعلوماتية والدعم المتنوع لكبار السن، حتى لا يشعروا بالغربة بسبب الحواجز الرقمية.