في أثناء فترة الحرب التي وقعت في عام 1950 وامتدت ثلاث سنوات حتى تم الإعلان عن وقف إطلاق النار في عام 1953، هرب عدد من الأسر التي كانت موجودة في الشمال، نحو الجنوب، وخلال ذلك، افترق أفراد الأسر بدون قصد. 

وقد فرّ بعضهم، خاصة الذكور، إلى الجنوب لتجنب التجنيد الإجباري في الحرب. وعند مغادرة بيوتهم، وعدوا بالرجوع قريبا، لكن بسبب وقف إطلاق النار الذي لا يعني انتهاء الحرب وإنما فقط هدنة، لم يستطيعوا الرجوع إلى أسرهم. 

ليس هؤلاء فقط، فبسبب غزو القوات الكورية الشمالية، لجأ العديد من سكان العاصمة والمدن المجاورة لها، إلى الجنوب. وفي أثناء ذلك، افترق أفراد الأسر عن بعضهم بالبعض. 

ومن أجل لم شمل تلك الأسر المشتتة في كوريا الجنوبية، بثت إذاعة الكي بي أس، برنامجا خاصا في الثلاثين من شهر يونيو من عام 1983، وبسبب تقدم الكثير من الأسر بطلب البحث عن أفراد الأسر، وتدفقها إلى مبنى الإذاعة، مما امتدت فترة بث البرنامج لمدة 143 يوما. 

بفضل تلك البرامج، تم لم شمل حوالي 10,189 شخصا. 

سجلت 78 بالمائة من نسبة المشاهدة، وهو ما يعني أن أغلب المواطنين شاهدوها. ورغم ذلك، لا يزال هناك عدد من أفراد الأسر المشتتة بين الكوريتين. أن المشكلة هي أنهم من كبار السن، حيث تزيد أعمار بعضهم عن مائة عام. 

مؤخرا، تم تعيين يوم السابع والعشرين من شهر سبتمبر، كيوم وطني تذكاري للأسر المشتتة، وقد أقيمت الحفلة الأولى مؤخرا في العاصمة سيول تحت عنوان "هيا نتقاسم الألم والاشتياق معا"، بمشاركة حوالي 400 شخص، منهم السيد "سونغ يونغ سون" الذي يعتبر الأكبر من بينهم، حيث يبلغ عمره مائة وأربع سنوات. 

يذكر بأنه قد ظلت المحاولات للم شمل الأسر المشتتة قائمة باستمرار منذ السبعينيات، لكن اللقاء الأول أجري في عام 1985، وأعتقد أن ذلك يرجع إلى البرامج الإذاعية. 

وبالتالي زار وفد كوري جنوبي مكون من 151 من أفراد الأسر وأعضاء الفرق الفنية مدينة "بيونغ يانغ" عاصمة كوريا الشمالية لمدة 4 أيام. ومنذ ذلك الوقت تم لم شمل الأسر المشتتة أحيانا في العاصمة سيول أو في بيونغ يانغ، أو عبر الفيديو مع تبادل الرسائل. 

وكان عاما 2009 و2010 هما ذروة لم شمل الأسر المشتتة، حيث شهد عام 2009 التقاء 195 أسرة بين الكوريتين، وعام 2010 التقاء 191 أسرة. 

لكن حدثت آنذاك أعمال استفزازية من قبل القوات الكورية الشمالية نحو جزيرة "يون بيونغ" الكورية الجنوبية، ولذا توقف برنامج لم شمل الأسر منذ ذلك الحين، وحتى الآن لم يتم استئنافه. 

أميرة: صحيح، لذلك يشتاق أفراد الأسر لأقربائهم حاليا بصورة أكثر.