الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

"كيم جونغ أون" يزور سامجيون قبل الموعد النهائي للمحادثات النووية مع واشنطن في نهاية العام

2019-12-05

تطورات شبه الجزيرة الكورية

© YONHAP News

حضر الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ  أون" حفل قص الشريط يوم الاثنين باكتمال العمل في بلدة سامجيون عند سفح جبل "بايكدو". اعتاد "كيم" أخذ قرارات سياسية أو دبلوماسية مهمة، كلما قام بزيارة الجبل الذي يعتبره الكوريون جبلا مقدسًا يقع في الطرف الشمالي من شبه الجزيرة الكورية. ومع اقتراب الموعد النهائي لنهاية العام الذي حددته بيونغ يانغ بشأن المفاوضات النووية مع واشنطن، يتحول الانتباه إلى ما إذا كان الزعيم الكوري الشمالي سيتخذ أي قرار مهم. 


" شين بوم تشول"، مدير مركز الأمن والتوحيد بمعهد آسان للدراسات السياسية :

أعتقد أن "كيم" زار المنطقة ذات الرمز السياسي لإيصال رسالة إلى الولايات المتحدة. الرسالة هي أنه بصدد انتهاج "طريقة جديدة" خلال الفترة المقبلة، في حال فشلت واشنطن في تقديم تنازلات إضافية. 


ومن خلال رحلته إلى سامجيون، قام "كيم" أيضًا بتقييم إيجابي لإتمام بناء بلدة تم تشييدها حديثًا وأكد على "الاعتماد على الذات"، في خطوة تهدف إلى إثبات تمسك الأمة بأهمية السياحة والبناء، وتعزيز الوحدة الداخلية.


رحلة "كيم" إلى جبل "بايكدو" قبل الموعد النهائي لمحادثات نزع السلاح النووي بين الشمال والولايات المتحدة، تشير إلى أنه يمكن أن يسعى إلى انتهاج طريقة جديدة إذا فشل الحوار الثنائي في تحقيق أي نتيجة قبل نهاية العام. فمن خلال زيارة   سامجيون، احتفل أيضًا بإنجاز أعمال البناء هناك، على الرغم من العقوبات الدولية القاسية، وأظهر تصميمه على تعزيز التضامن الداخلي عبرالاعتماد على الذات.


تقع سامجيون بالقرب من جبل "بايكدو"، المكان المقدس الذي يرمز إلى هيكل الخلافة   الوراثية لعائلة "كيم" الحاكمة التي تسمى "سلالة بيكدو". وقد استخدم "كيم جونغ أون" هذا المكان، لإظهار أنه بصدد دراسة التغييرات السياسية الرئيسية.


المدير " شين بوم تشول":

جبل "بايكدو" هو المكان الذي أرسى فيه "كيم ايل سونغ" جد الزعيم الكوري الشمالي قاعدة عسكرية لحرب العصابات المناهضة لليابان خلال الحقبة الاستعمارية. ويعتقد الكوريون الشماليون أن المكان يضمن شرعية النظام. لهذا السبب يذهب "كيم جونغ أون" إلى الجبل الرمزين في كل مرة يتخذ فيها قرارات مهمة.


تظهر الزيارة الأخيرة التي قام بها القائد إلى المنطقة أن بلاده ستسعى إلى الاعتماد على الذات في الاقتصاد والأمن. ومن خلال إظهار قدراتها النووية، من المرجح أن تظهر كوريا الشمالية للعالم الخارجي أنها لن تتخلى أبدًا عن تطوير أسلحة نووية.


قد تشير زيارة "كيم جونغ أون" الأخيرة إلى سامجيون إلى أنه يمكن أن يتخذ قرارًا مهمًا قريبًا. فقد زار الزعيم المكان في أكتوبر وسط مفاوضات نووية متوقفة مع الولايات المتحدة. وفي 23 أكتوبر، أي بعد أسبوع من تلك الزيارة، أمر "كيم" مسؤوليه بهدم المنشآت الكورية الجنوبية في جبل كوم كانغ، مما يدل على وقف التعاون والتبادلات عبر الحدود بين الكوريتين. بالنظر إلى السوابق السالفة، قد يتبنى الشمال سياسات جديدة عن طريق القيام باستفزازات إضافية وتعزيز صناعة السياحة من أجل التنمية الاقتصادية.


في ظل هذه الظروف، فإن الإعلان الأخير الصادر عن "ري تيه سونغ"، نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي المسؤول عن العلاقات مع الولايات المتحدة، يلفت الانتباه بشكل خاص لأن الرسالة تهدف بوضوح إلى الضغط على واشنطن.


المدير " شين بوم تشول":

طالبت كوريا الشمالية الولايات المتحدة بتقديم مقترحات جديدة في مفاوضات نزع السلاح النووي قبل نهاية هذا العام. وقال "ري" إن الخيار متروك الآن تماما لواشنطن لتحديد ما هي "هدية عيد الميلاد" التي ستختارها. التعليق بهدية عيد الميلاد، يلمح إلى استفزاز مبطن من قبل الشمال.


بالنسبة لبيونغ يانغ، فإن أفضل سيناريو تأمله هو تقديم تنازلات من جانب واشنطن.  ومع اقتراب الموعد النهائي الذي فرضته كوريا الشمالية، يبدو أن الشمال يمارس ضغطًا أقوى على الولايات المتحدة، في محاولة لكسب التنازلات بأسرع ما يمكن. ولكن في الواقع، يبقى حصول بيونغ يانغ على ما تريد احتمالا ضئيلا.


 "هدية عيد الميلاد" التي ذكرتها كوريا الشمالية تستحق بالتأكيد الاهتمام. في يوليو عام 2017 ، وصف "كيم جونغ أون" اختبار بيونغ يانغ للصواريخ الباليستية العابرة للقارات بأنه "هدية عيد الاستقلال للأمريكيين المتغطرسين". يبدو أن تحركات كوريا الشمالية الأخيرة، تهدف إلى حث الولايات المتحدة على تغيير موقفها.


ومع ذلك، فإن واشنطن تزداد صرامة تجاه الشمال. أثناء حضوره القمة السنوية لقادة الناتو يوم الثلاثاء، قال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إن لديه علاقة شخصية جيدة للغاية مع "كيم جونغ أون"، لكنه أشار أيضًا إلى أن الولايات المتحدة، قد تستخدم القوة العسكرية ضد كوريا الشمالية، إذا لزم الأمر .


المدير " شين بوم تشول":

أعتقد أن تعليق "ترامب" هو إجابة على رسالة كوريا الشمالية التي لوحت "بهدية عيد الميلاد"، وهذا يعني أنه لن يستسلم لضغوط بيونغ يانغ. ما يعنيه "ترامب" هو أنه لا يزال يرغب في الحوار، وأنه يتعين على كوريا الشمالية أن تنفذ اتفاقية نزع السلاح النووي كما اتفق عليه خلال قمة سنغافورة، لكن الرئيس الأمريكي قد يفكر في خيار عسكري، إذا لزم الأمر. 


مع اقتراب الموعد النهائي لنهاية العام، تصاعدت حدة التوتر مرة أخرى بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. فمن جانبه امتنع " ترامب" عن ذكر القوة العسكرية ضد الشمال منذ قمته الأولى مع "كيم" في سنغافورة في يونيو من العام الماضي. لكنه الآن، يستجيب بحزم لاستفزازات الشمال، بما في ذلك الاختبار الأخير لمنصة إطلاق الصواريخ المتعددة وتصريحات "هدية عيد الميلاد". وفي الوقت نفسه، ستعقد كوريا الشمالية اجتماعًا رئيسيًا للحزب الحاكم، في وقت لاحق من هذا الشهر. 


المدير " شين بوم تشول":

من المنتظر أن تعقد كوريا الشمالية اجتماعا  عاما للجنة المركزية لحزب العمال في أواخر ديسمبر، من المحتمل أن تعلن فيه عن قرار سياسي مهم. قد يمثل الاجتماع سياسة متشددة تجاه الولايات المتحدة أو استفزازا منخفض المستوى مثل إطلاق القمر الصناعي. ولكن أيا كانت الرسالة، من المتوقع أن يكشف اجتماع الحزب عن نية "كيم جونغ أون" وعن "الطريقة الجديدة" للأمة. أعتقد أنه سيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل في الخطاب الجديد للزعيم في الأول من يناير من العام المقبل.


تعقد اللجنة المركزية لحزب العمال اجتماعا عاما عند تقرير الاستراتيجيات أو السياسات المهمة. في أعقاب انهيار قمة "كيم" و" ترامب" الثانية في هانوي في فبراير، عقد الشمال اجتماع الحزب في أبريل وتبنى سياسة بناء الاقتصاد اعتمادا على الذات. سيتعين علينا الانتظار لنرى ما هي القرارات التي ستتخذها كوريا الشمالية في الاجتماع الذي سيعقد في ديسمبر، حيث من المحتمل أن تتصاعد حدة  التوتر في شبه الجزيرة الكورية مجددا.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;