الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بدأتا تدريبات عسكرية مشتركة

2020-08-20

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ YONHAP News

بدأت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تدريباتهما العسكرية المشتركة الصيفية السنوية. التي كان من المقرر أن تبدأ في 16 أغسطس، لكن تم تأجيل الموعد إلى 18 أغسطس بسبب بعض المشكلات.  ومن المقرر أن تستمر حتى يوم 28 أغسطس. أيضًا بسبب المخاوف من فيروس كوفيد-19، فإن تدريبات هذا العام أصغر بكثير من حيث الحجم، مقارنةً بتلك التي كانت في السنوات السابقة، مع مشاركة عدد أقل من القوات الأمريكية والكورية الجنوبية في التدريبات. لقد تخطى الجانبان أيضًا برامج التدريب الليلية. في السابق، توقع البعض أن التدريبات قد يتم تعليقها، مع الأخذ في الحسبان تفشي فيروس كوفيد-19 والجمود الذي طال أمده في العلاقات بين الكوريتين وكذلك العلاقات بين في كوريا الشمالية والولايات المتحدة . لكن سيول وواشنطن قررتا المضي قدما في التدريبات في نهاية المطاف.


المعلق السياسي "لي جونغ – هون":

كان من المتوقع أن تعقد كوريا الشمالية والولايات المتحدة قمة أخرى قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية. توقع البعض أن تتخلى كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عن التدريبات العسكرية المشتركة بينهما هذا العام، في خطوة لتهيئة مناخ ملائم لقمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. علاوة على ذلك، بدأ فيروس كوفيد-19 ينتشر مرة أخرى في كوريا الجنوبية. لهذه الأسباب، أثار المحللون احتمال عدم إجراء تدريبات هذا العام . لكن الحليفان قررا إجراء التدريبات بطريقة مقلصة. أعتقد أن القرار يتعلق بهدف حكومة "مون جيه – إن" ليتولي الجيش الكوري الجنوبي قيادة العمليات في زمن الحرب من الولايات المتحدة قبل انتهاء ولايته في مايو عام 2022.


تم تحديد وزارة الدفاع الوطني في سيول في البداية للتركيز على القدرة التشغيلية الكاملة المخطط لها أو الاختبار "إف أو سي"، وهي المرحلة الثانية من خطة من ثلاث خطوات لاستعادة القيادة التشغيلية في زمن الحرب من الولايات المتحدة. ومع ذلك، زعمت الولايات المتحدة أن التدريبات يتعين أن تركز على استعداد الموقف الدفاعي المشترك، مع الإشارة إلى أن الحليفين ألغيا بالفعل تدريبهم الشامل في مارس بسبب فيروس كوفيد-19 . علاوة على ذلك، فهما غير قادرين على تنفيذ الإجراءات اللازمة لعملية الانتقال كما هو مخطط لها بسبب التدريبات المقلصة، مما يجعل التحقق مستحيلاً .


المعلق السياسي "لي جونغ – هون":

تريد الولايات المتحدة التحقق مما إذا كانت كوريا الجنوبية في طريقها للوفاء بالكامل بشروط نقل قيادة العمليات وقت الحرب لها. لهذا الغرض، من المفترض أن يجريا اختبارًا على ثلاث مراحل. كخطوة أولى، تم الانتهاء من اختبار القدرة التشغيلية الأولية خلال تدريبات العام الماضي. قرر الحليفان الانتقال إلى المرحلة التالية من الاختبار "إف او سي" هذا العام إلى المرحلة النهائية من اختبار قدرة المهمة الكاملة العام المقبل. لكن الخطة المتعلقة باختبار المرحلة الثانية هذا العام باءت بالفشل.


بالنسبة لحكومة "مون جيه- إن"، فإن نقل حق قيادة العمليات في زمن الحرب  ضمن ولايته هو واحد من 100 مشروع حكومي. بموجب الخطة، ستكمل كوريا الجنوبية عملية التحقق المكونة من ثلاث مراحل بحلول أغسطس من العام المقبل وتنجز عملية النقل لحق قيادة العمليات في زمن الحرب  في الاجتماع التشاوري الأمني بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في خريف العام المقبل. ومع ذلك، فقد تم تقليص تدريبات هذا العام، مع غياب التدريب الليلي، للحيلولة دون انتشار المزيد من فيروس كوفيد-19. لذلك، قد لا يتم النقل المخطط له قبل مغادرة الرئيس "مون" لمنصبه. في غضون ذلك، نشرت الولايات المتحدة ست قاذفات استراتيجية بالقرب من شبه الجزيرة الكورية. وفقًا للقوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ يوم الأربعاء، تم نشر أربع قاذفات  "بي-1بي" تسمى "بجعة الموت" ونشر قاذفتَيْ "الشبح " من البر الرئيسي للولايات المتحدة وغوام على مدار 24 ساعة في 17 أغسطس للتحليق فوق شبه الجزيرة الكورية وفوق المياه بين كوريا واليابان. من غير المعتاد أن ترسل الولايات المتحدة قاذفات إلى المنطقة بهذا الحجم، مما أثار تكهنات بأن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا أكبر على كوريا الشمالية .


المعلق السياسي "لي جونغ – هون":

أعتقد أن الانتشار الأخير لا يستهدف كوريا الشمالية فحسب، بل يستهدف الصين أيضًا. ويعتبر رسالة تحذير تجاه الصين، حيث مارست واشنطن ضغوطًا قوية على بكين مؤخرًا. ومع ذلك، من المؤكد أن السلطات الكورية الشمالية ستكون منزعجة، لأنها قد تشك في أن القاذفات الأمريكية تستهدف كوريا الشمالية. يبدو أن بيونغ يانغ تأخذ هذه القضية على محمل الجد، كما يتضح من ردها غير المباشر، على الرغم من أنها قد لا تكون وجهة النظر الرسمية لحكومتها.


يشير "الرد غير المباشر" هنا إلى انتقادات شديدة من قبل بعض منافذ الدعاية الكورية الشمالية. يوم الإثنين، أصدرت مجلة الدعاية الكورية الشمالية، تونجيل شينبو، تعليقًا بعنوان "أوقفوا التدريبات العسكرية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة التي من شأنها أن تخلق أزمة حرب "وشددت على أن هناك معارضة قوية للتدريبات حتى داخل كوريا الجنوبية. في الأسبوع الماضي، وصفت صحيفة تشوسون إلبو، التي تصدرها الجمعية العامة للجالية الكورية في اليابان، أيضًا التدريبات المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بأنها فوضى المواجهة العسكرية التي من شأنها أن تجلب الغيوم السوداء للحرب . ومع ذلك، فإن وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية، مثل وكالة الأنباء المركزية الكورية أو صحيفة رودونغ سينمون، لم تصدر بعد إعلانًا رسميًا عن التدريبات بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.  في كل عام، كانت كوريا الشمالية شديدة الحساسية تجاه التدريبات. لكن هذه المرة، امتنعت عن توجيه انتقادات شديدة للتدريبات، على الأقل رسميا.


المعلق السياسي "لي جونغ – هون":

فيما يتعلق بالتدريبات العسكرية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. لم تستخدم كوريا الشمالية التعبيرات الاستفزازية حتى الآن. يبدو أنها تأمل في الحفاظ على زخم الحوار مع الولايات المتحدة. على الصعيد المحلي، فإن كوريا الشمالية في وضع صعب للغاية. على ما يبدو أن فيروس كوفيد-19، ينتشر مرة أخرى. تكافح الأمة للتعافي من الأضرار التي سببتها الأمطار الغزيرة الأخيرة، مع تدهور الصعوبات الاقتصادية بسبب العقوبات الدولية طويلة الأمد. يبدو أن كوريا الشمالية مشغولة جدًا في التعامل مع الشؤون الداخلية بحيث لا يمكنها أن تقرر ما إذا كانت ستتبنى سياسة ناعمة أو صارمة تجاه العالم الخارجي. بالنسبة لها، ليس بالضرورة أن تؤجج الصراع، خاصة مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي .


حتى لو أعربت كوريا الشمالية عن استيائها من التدريبات العسكرية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة خلال الفترة القادمة، فمن غير المرجح أن تستخدم لهجة شديدة. وذلك لأنه يمكنها تغيير سياستها بشأن كوريا الجنوبية أو الولايات المتحدة بعد مشاهدة نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في وقت لاحق من هذا العام. يعتقد العديد من المحللين أن كوريا الشمالية استخدمت إدانتها للتدريبات بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة للمفاوضات حتى الآن. هذه المرة، قد تجد كوريا الشمالية صعوبة في انتقاد التدريبات بشدة، لأنها تريد ترك مجال للحوار مع الولايات المتحدة أو مع كوريا الجنوبية.


المعلق السياسي "لي جونغ – هون":

يبدو أن كوريا الشمالية تنظر في أن القمة الثالثة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، من غير المرجح أن تُعقد في أي وقت قريب. مع وضع الإدارة الأمريكية القادمة والرئيس الأمريكي القادم في الحسبان، يبدو أن بيونغ يانغ تستعد لمعركة طويلة الأمد. خلال اجتماع المكتب السياسي لحزب العمال في 13 أغسطس، قال الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ  -أون" إن البلاد واجهت صعوبتين، وهما جائحة كوفيد-19 وأضرار الفيضانات. وبشأن الأضرار الجسيمة الناجمة عن الفيضانات الأخيرة، أشار إلى أن بلاده لن تقبل أي مساعدة خارجية. يبدو أن التصريحات تستهدف كوريا الجنوبية، التي قدمت في السابق مساعدات لضحايا الفيضانات في الشمال. أعتقد أن كوريا الشمالية تعتقد أنه من الصعب تحسين العلاقات مع كوريا الجنوبية أو الولايات المتحدة في الوقت الحالي، وهي تمتنع عن الانتقادات الشديدة ولكنها تترك مجالًا للحوار.


في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتحرير كوريا من الحكم الاستعماري الياباني في 15 أغسطس، طلب الرئيس الكوري الجنوبي "مون جيه – إن" من كوريا الشمالية مرة أخرى أن تضع يدها مع بلاده. وأرسل إشارة لتعاون أوثق بين الكوريتين، قائلا إن التعاون عبر الحدود هو أفضل سياسة أمنية. كما دعا وزير التوحيد" لي إن – يونغ" باستمرار إلى الحاجة إلى المساعدة الإنسانية لكوريا الشمالية. وقد علق مؤخرًا على أنه يتعين على كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إبداء المرونة تجاه التدريبات العسكرية. فعلينا الانتظار لنرى كيف سترد كوريا الشمالية على غصن الزيتون الذي قدمته كوريا الجنوبية.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;