الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

محكمة أمريكية تأمر كوريا الشمالية بدفع تعويضات

2021-03-04

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ YONHAP News

أمرت محكمة فيدرالية أمريكية كوريا الشمالية بدفع 2,3 مليار دولار كتعويضات لطاقم وعائلة سفينة تجسس أمريكية استولت عليها بيونغ يانغ في عام 1968. من حيث المبدأ، تحظر الحكومة الأمريكية الدعاوى القضائية ضد الحكومات الأخرى، ولكن كاستثناء، يمكن مقاضاة حكومة أجنبية أمام المحاكم الأمريكية إذا تم تصنيفها كدولة راعية للإرهاب. ولذلك، تم رفع بعض الدعاوى القضائية في الولايات المتحدة بواسطة عائلات الضحايا الذين اختطفتهم كوريا الشمالية. ووفقا لوسائل الإعلام الأمريكية، خلصت المحكمة الفيدرالية في واشنطن إلى أن كوريا الشمالية مسؤولة عن جميع الادعاءات.

المعلق السياسي "لي جونغ هون ":

في 23 يناير 1968، استولت كوريا الشمالية على سفينة تجسس تابعة للبحرية الأمريكية بعد أن تعرضت للتهديد من قبل أربعة زوارق دورية في المياه قبالة الساحل الشرقي لكوريا الشمالية. تصاعد التوتر في ذلك الوقت، حيث نشرت الولايات المتحدة أيضا حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية "يو إس إس إنتربرايس". أفرجت كوريا الشمالية عن 82 من أفراد الطاقم وبقايا أحد أفراد الطاقم في ديسمبر من ذلك العام، فقط بعد أن وقعت الولايات المتحدة على وثيقة تعتذر عن دخول المياه الإقليمية لكوريا الشمالية. قبلت الولايات المتحدة طلب كوريا الشمالية لأنها أرادت أن ترسل كوريا الشمالية جميع أفراد الطاقم إلى الوطن. وقد أفاد أفراد الطاقم أنهم تعرضوا لمعاملة قاسية وتعذيب في أثناء إقامتهم في كوريا الشمالية.


ولا تزال السفينة "بويبلو" ترسو على ضفة نهر في العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ، وتستخدم كمتحف للدعاية.

المعلق السياسي "لي جونغ هون ":

الولايات المتحدة، من حيث المبدأ، لا تتفاوض أبدا مع الجماعات الإرهابية. ومع ذلك، في ذلك الوقت، كان عليها أن تفعل ما في وسعها لإعادة العديد من البحارة إلى الوطن، ومن ثم ذهبت إلى حد إجراء مفاوضات مذلة. بالنسبة لكوريا الشمالية، كان الحادث فرصة عظيمة للدعاية، حيث ادعت بفخر أنها حققت مثل هذا الإنجاز الرائع في قتالها مع القوة الإمبريالية للولايات المتحدة وتلقت اعتذارا منها. كوريا الشمالية تعرض السفينة "بويبلو" على ضفة نهر "تيه دونغ"، في المكان ذاته الذي أحرقت فيه السفينة "يو إس إس جنرال شيرمان"، وتدعي أن تدمير السفينة الأمريكية كان بقيادة الجد العظيم مؤسس كوريا الشمالية "كيم إيل سونغ".

في فبراير من عام 2018، رفع طاقم "بويبلو" وأفراد أسرهم دعوى قضائية ضد كوريا الشمالية لدى محكمة فيدرالية. وقضت المحكمة بمنح تعويضات تبلغ 2,3 مليار دولار، وهو أكبر مبلغ تعويض تأمر به أي محكمة أمريكية ضد كوريا الشمالية.  

المعلق السياسي "لي جونغ هون ":

طالب الضحايا وعائلاتهم في البداية بـ6 مليارات دولار، أي أكثر بكثير من المبلغ الذي قضت به المحكمة، التي احتسبت 10 آلاف دولار يوميا لكل من أفراد الطاقم عن 335 يوما من الاحتجاز. كما نظرت المحكمة في الضرر النفسي الذي لحق بهم وبأسرهم على مدار الخمسين عاما الماضية، حيث يقال إن معظم أفراد الطاقم عانوا من آثار جانبية طويلة الأمد من التعذيب الذي تعرضوا له في أثناء أسرهم في كوريا الشمالية. كما تم أخذ الضرر الاقتصادي الذي لحق بالطاقم بعد عودتهم إلى بلدهم في الحسبان. والنتيجة هي أعلى مبلغ تعويض في تاريخ الدعاوى القضائية ضد كوريا الشمالية.


ومع ذلك، من غير المرجح أن تقبل كوريا الشمالية الحكم وتدفع التعويضات، تماما كما ظلت تفعل من قبل في قضايا أخرى سابقة. 


المعلق السياسي "لي جونغ هون ":

في الأساس، لا تستجيب كوريا الشمالية للقضايا القانونية خارج البلاد، حيث تدعي أنها لم ترتكب أي خطأ. لذلك، استمرت المحاكمات بناء على شهادات الضحايا وأدلتهم فقط. وتشمل هذه الأمثلة الدعوى التي رفعتها عائلة الطالب الأمريكي "وارمبير" والدعوى التي رفعها أسير حرب كوري جنوبي تم نقله إلى كوريا الشمالية خلال الحرب الأهلية الكورية وهرب من كوريا الشمالية لاحقا، ورفع دعوى قضائية للحصول على تعويضات ضد زعيم كوريا الشمالية "كيم جونغ أون"، وقد حكمت محكمة كورية جنوبية لصالح المدعي.


في حين أنه من غير المرجح أن تدفع كوريا الشمالية تعويضات مباشرة، فإنه لا يزال من الممكن مصادرة الأصول الكورية الشمالية في الخارج لتحصيل التعويضات عن الأضرار. في الواقع، شهدنا عددا متزايدا من القضايا التي رفعت فيها الحكومة الأمريكية دعاوى لمصادرة أصول متعلقة بكوريا الشمالية. ففي عام 2019، استحوذت عائلة الطالب الراحل "وارمبير" بالفعل على ملكية السفينة الكورية الشمالية "وايز أونست"، التي كانت الحكومة الأمريكية قد استولت عليها لخرقها العقوبات الدولية.


المعلق السياسي "لي جونغ هون ":

تم تجميد جزء من الأصول الكورية الشمالية في الخارج بسبب العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية. بعد المحاكمة ذات الصلة بالطالب وارمبير، أصدرت محكمة أمريكية أمرا يطلب من ثلاثة بنوك أمريكية الكشف عن معلومات حول الأموال الكورية الشمالية المجمدة المودعة في تلك البنوك إلى عائلة وارمبير. وأعتقد أن عائلات طاقم "بويبلو" ستسير في نفس الطريق.


يتوقع البعض أن حكم المحكمة الأمريكية الأخير قد يفاقم العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، المتوترة بالفعل منذ انهيار قمتهما الثانية في هانوي في عام 2019، كما أنه يلتفت الانتباه إلى ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستخدم هذه القضية كوسيلة لفرض عقوبات على كوريا الشمالية. .

المعلق السياسي "لي جونغ هون ":

لا أعتقد أن هذه القضية ستكون بمثابة عامل سلبي يؤثر على العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. ففي الولايات المتحدة، حيث ينقسم نظام الحكومة إلى سلطات تشريعية وقضائية وإدارية، ليس من المناسب أن تكون الإدارة مسؤولة عن قرار المحكمة. قد تطلب الولايات المتحدة استعادة السفينة "بويبلو"، التي لا تزال رسميا سفينة تابعة للبحرية الأمريكية. وقد اقترح وزير التوحيد الكوري الجنوبي "لي إين يونغ" أن إعادة السفينة يمكن أن توفر نقطة تحول في العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. وكما قال "لي"، يمكن استخدام هذه القضية لإيجاد اختراق في العلاقات الثنائية.


في عام 2008، شارك "جو بايدن" عندما كان عضوا في مجلس النواب،  في تبني قرار يسعى إلى استعادة السفينة "بويبلو"، مما يشير إلى أنه مهتم بشدة بهذه القضية. ويبقى علينا الانتظار لنرى كيف سيؤثر قرار المحكمة الأمريكية على العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. 

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;