الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

بيونغ يانغ تنتقد إلغاء التوجيات الصاروخية الكورية الجنوبية

2021-06-03

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ Getty Images Bank

نشرت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية يوم 31 مايو مقالا بعنوان "ما هو الغرض من إنهاء المبادئ التوجيهية للصواريخ؟". وتحت اسم الناقد في الشؤون الدولية "كيم ميونغ  تشول"، انتقد المقال الولايات المتحدة لرفع القيود المفروضة على الصواريخ الكورية الجنوبية، ووصف ذلك بأنه "عمل متعمد وعدائي". جاء ذلك بعد أن اتفقت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على إنهاء القيود الصاروخية خلال القمة بينهما في مايو. وانتقد المقال واشنطن لتحدثها عن الحوار مع تأجيج المواجهة في أفعالها. 


البروفسور "بارك وون  كون "من قسم الدراسات الكورية الشمالية في جامعة "إيهوا" :

على عكس التصريحات المهمة الصادرة عن كبار المسؤولين الشماليين مثل"كيم يو جونغ"  شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، أو النائبة الأولى لوزير الخارجية "تشيه سون  هي"، تم نشر هذا المقال تحت اسم ناقد في الشؤون الدولية، وهو ما يشير إلى أن كوريا الشمالية تعدل مستوى النقد. فيما يتعلق بسياسة حكومة "بايدن" تجاه كوريا الشمالية التي تتميز بـ"نهج براغماتي" و"أقصى قدر من المرونة"، فإن المقال يصفها بأنها "مجرد خداع". ومن خلال الضغط المستمر على الولايات المتحدة، يبدو أن كوريا الشمالية تحث واشنطن على العمل على المزيد من التفاصيل حول مفاوضاتها النووية.


وضمن انتقادات كوريا الشمالية على القرار الأخير، قالت إن واشنطن تصنف الإجراءات الدفاعية لبيونغ يانغ على أنها "انتهاكات لقرارات الأمم المتحدة"، بينما تمنح أتباعها الحق في متابعة تطوير غير محدود للصواريخ، وهو ما يعتبر بمثابة "تعامل مزدوج ومُشين". إذن لماذا تشعر كوريا الشمالية بمثل هذا الاستياء الشديد من إلغاء التوجيهات الصاروخية؟

البروفسور "بارك وون  كون "من قسم الدراسات الكورية الشمالية في جامعة "إيهوا" :

قبل أن تناقش كوريا الجنوبية والولايات المتحدة قضية حقوق الإنسان في كوريا الشمالية في قمتهما الأخيرة، قال منسق سياسات البيت الأبيض لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ "كيرت كامبل" إن الولايات المتحدة ستواصل فرض العقوبات على كوريا الشمالية. لكن كوريا الشمالية لم تذكر هذه الأمور، بل اشتكت فقط من رفع التوجيهات الصاروخية من خلال التساؤل عن سبب السماح لكوريا الجنوبية بتطوير الصواريخ، بينما يخضع تطوير الصواريخ في كوريا الشمالية للعقوبات، حيث إن كوريا الشمالية تبرر بذلك برنامجها الصاروخي الخاص. خلال مؤتمر حزب العمال في يناير من هذا العام، أصدر الزعيم الشمالي "كيم جونغ  أون" تعليمات للمسؤولين لتطوير أسلحة نووية تكتيكية. تستخدم كوريا الشمالية قضية المبادئ التوجيهية الصاروخية من أجل مواصلة تجارب إطلاق الصواريخ التي تطورها.


وقعت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على المبادئ التوجيهية للصواريخ في عام 1979، لفرض قيود على مدى ووزن حمولة الصواريخ الكورية الجنوبية. وكانت كوريا الجنوبية تأمل في نقل تكنولوجيا الصواريخ الباليستية من الولايات المتحدة، بينما كانت الولايات المتحدة قلقة بشأن سباق التسلح في شمال شرق آسيا. ومنذ ذلك الحين تم تعديل تلك المبادئ التوجيهية أربع مرات، واشتمل التعديل الأخير على توسيع مدى الصواريخ إلى 800 كيلومتر، في مواجهة التهديدات النووية والصاروخية المتزايدة من قبل كوريا الشمالية. الآن بعد أن تم إلغاء جميع القيود في قمة مايو، استعادت كوريا الجنوبية سيادتها الصاروخية لأول مرة منذ 42 عاما، حيث يمكن لها الآن بشكل مستقل تطوير صواريخ باليستية متوسطة المدى بمدى يزيد عن 1000 كيلومتر، مما يضع منطقة شمال شرق آسيا بالكامل في نطاقها. وعلاوة على ذلك، سيكون من الممكن لكوريا الجنوبية تطوير صواريخ تحمل أقمارا صناعية ومركبات جوية بدون طيار ذات سعة حمولة غير محدودة.

البروفسور "بارك وون  كون "من قسم الدراسات الكورية الشمالية في جامعة "إيهوا" :

الصاروخ الباليستي الكوري الجنوبي المعروف باسم "هيون مو 4" يمكن أن يحمل حمولة ثقيلة تصل إلى 2 طن ويطير إلى نطاقات تصل إلى 800 كيلومتر، . وهو ما يعد أكبر بأربع مرات مقارنة بحمولة الصواريخ الباليستية النموذجية. وإذا كان صاروخ "هيون مو 4" يحمل حمولة متوسطة، فيمكنه الطيران لمسافة تزيد عن 2000 كيلومتر. من جانبها تطور كوريا الشمالية صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية. وقد وضعت الصواريخ النووية التكتيكية التي ذكرها "كيم جونغ  أون " خلال مؤتمر الحزب في يناير كوريا الجنوبية في مرمى النيران، وهو ما يعد تهديدا خطيرا لكوريا الجنوبية. للتعامل مع التهديدات النووية والصاروخية المتزايدة باستمرار من قبل كوريا الشمالية، تحتاج كوريا الجنوبية إلى تعزيز قدراتها الصاروخية إلى أقصى حد، على الرغم من عدم امتلاكها أسلحة نووية.

ويشير المراقبون إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى بناء شبكة صواريخ في منطقة شرق آسيا لإبقاء الصين تحت السيطرة. وفي المقابل، قالت وسائل إعلام صينية إنه يتوجب على  بكين أن تكون حذرة من إنهاء جميع القيود المفروضة على الصواريخ الكورية الجنوبية. كما قال السفير الصيني في كوريا الجنوبية "شينغ هايمينغ" إن المبادئ التوجيهية الصاروخية هي مسألة ثنائية بين سيول وواشنطن، لكن الصين لن تقف مكتوفة الأيدي إذا أضر ذلك بالمصالح الوطنية لبكين. 

البروفسور "بارك وون  كون "من قسم الدراسات الكورية الشمالية في جامعة "إيهوا" :

يهدف رفع القيود المفروضة على مدى طيران صواريخ كوريا الجنوبية إلى التعامل مع التهديدات العسكرية من قبل كوريا الشمالية وكذلك إخضاع الدول المجاورة بما في ذلك الصين للمراقبة. لا تحب الصين إنهاء التوجيهات الصاروخية، لكنها تحجم عن ذكر ذلك على المستوى الحكومي. المقال الكوري الشمالي الأخير حذر من أن إلغاء الإرشادات الصاروخية يمكن أن يشكل تهديدا للدول المجاورة، وذلك على ما يبدو احتجاجا على هذه الخطوة نيابة عن الصين. ومن خلال التعبير عن موقف الصين في مقالتها، تظهر كوريا الشمالية أنها تقف إلى جانب حليفتها الشيوعية.


يتحول الانتباه إلى كيفية تأثير موقف كوريا الشمالية على استئناف الحوار بينها وبين الولايات المتحدة. وقد تركت بيونغ يانغ الباب مفتوحا لإجراء محادثات مع واشنطن، لكنها أعربت عن استيائها الصريح من الولايات المتحدة.

البروفسور "بارك وون  كون "من قسم الدراسات الكورية الشمالية في جامعة "إيهوا" :

تحدث وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكين" عن مراجعة سياسة إدارة "بايدن" تجاه كوريا الشمالية في مؤتمر صحفي عقده مؤخرا، وركز على الدبلوماسية دون أن يذكر العقوبات أو قضية حقوق الإنسان التي قد تزعج كوريا الشمالية. أيضا أكدت الولايات المتحدة على "أقصى قدر من المرونة"، لكن كوريا الشمالية انتقدت الولايات المتحدة، كما رأينا في مقالتها الأخيرة. وبالتالي من المرجح أن تتوقف كوريا الشمالية لبعض الوقت وتنتظر الخطوة التالية من جانب واشنطن، على الأقل للأغراض العسكرية لتطوير أسلحة نووية تكتيكية. تعد جائحة كورونا عاملا مهما آخر. فمن المفترض أن يعود الاقتصاد الكوري الشمالي إلى طبيعته في نهاية العام القادم على أقرب تقدير. ولن تؤدي المفاوضات مع الولايات المتحدة، حتى لو حدثت، إلى نتائج اقتصادية في أي وقت قريب. ولهذه الأسباب، قد يكون من الأفضل لكوريا الشمالية شراء بعض الوقت، طالما أنها تستطيع العيش على الكفاف داخليا. 


يقول بعض المحللين إن كوريا الشمالية قد تصعد من انتقاداتها ضد الولايات المتحدة اعتمادا على التطورات في الدبلوماسية الإقليمية بما في ذلك التدريبات العسكرية المشتركة بين سيول وواشنطن. وعلينا الانتظار لنرى كيف سيكون تحرك بيونغ يانغ خلال الفترة القادمة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;