المسافة بين سيول وبوسان هي 428 كيلومترا ، أي أقل من أربع ساعات ونصف الساعة بالسيارة ، ولمدة لا تزيد عن ساعتين وأربعين دقيقة بالقطار السريع "كيه تي إكس". وبوسان هي كبرى موانئ كوريا الجنوبية ، وهي دائما في حالة حركة وحيوية وضجيج لا ينقطع على مدار العام وفي كل الفصول والمواسم.
لكن فصل الصيف رحل منذ بعض الوقت، وانفض سامر المصطافين في البلاجات والمنتزهات الصيفية والشواطئ، ولكن يبقى هناك سبب قوي لزيارة بوسان خلال موسم الخريف وفي شهر أكتوبر بالذات.
بدأ مهرجان بوسان السينمائي في عام 1996م وصار الآن من المعالم السنوية البارزة في ثاني أكبر المدن الكورية الجنوبية، ومقصدا للكثير من الناس في مثل هذا الوقت من كل عام. ويقول البعض إن المهرجان صار بمثابة واحة سينمائية للكثير من عشاق السينما في كوريا وفي العالم أجمع. وقد استمر مهرجان هذا العام على مدى تسعة أيام من السابع وحتى الخامس عشر من شهر أكتوبر.
تم تقديم الحفل الافتتاحي للمهرجان من داخل منطقة بحرية ساحرة هي هايون ديه التي اشتهرت بسباق اليخوت، وتتناثر من المنطقة الألعاب النارية المثيرة لتملأ السماء بالأضواء البراقة وكأنها شهب متساقطة. صار البعض يسمي مهرجان بوسان السينمائي باسم مهرجان الشباب والإثارة السينمائية الشابة بسبب ما يتمتع به المهرجان من حيوية. وشارك في مهرجان هذا العام عدد من نجوم السينما المتألقة من أنحاء العالم.
كان عدد المدعوين للمهرجان في عام 1999 لا يتجاوز المائتين، بينما بلغ عدد من قدمت لهم الدعوة هذا العام سبعة آلاف ومائة وثلاثين شخصا. وبلغ عدد الأفلام التي قدمت في المهرجان الأول مائة وتسعة وستين فيلما، بينما يتم هذا العام عرض ثلاثمائة وستة عشر فيلما. وتشارك في المهرجان اليوم وكالات سينمائية متخصصة من خمسة عشر دولة، منها : كندا وأستراليا وتايوان، وكلها نظمت حملات ترويج خاصة للمهرجان.
في كل عام ينظم مهرجان بوسان ركنا لاسترجاع واستذكار الأفلام السينمائية القديمة. تم التركيز خلال هذا العام على أفلام الممثلة الكورية القديمة كيم جي مي والتي اشتهرت بأدوارها النسائية الخالدة حتى لقبت بملكة الشاشة الكورية وأطلق عليها البعض لقب " إليزابيث تايلور السينما الكورية".
بالنسبة للأشخاص الذين لم يحالفهم الحظ ولم يحصلوا على تذاكر أو دعوة للحضور فهناك ساحة التسوق التجاري المعروفة باسم سينتم سيتي في هايون ديه المطلة على نهر سويونغ والتي تعتبر من أجمل وأبرز معالم بوسان تضم عددا من الصالات والقاعات الفرعية والمسارح التي ستقدم من خلالها العديد من الأعمال السينمائية البديعة والتي تتقاطر أمامها صفوف وطوابير من الراغبين في المشاهدة على مدار اليوم، والبعض يكتفي بمعاينة وتصفّح الكتب الدعائية والترويجية بدلا من مشاهدة الأفلام نفسها بسبب صعوبة الحصول على تذاكر.
كما اشتمل المهرجان على العديد من الأنشطة المتنوعة التي استمتع بها الجمهور.