مع تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط عقب الهجوم الإيراني على إسرائيل مساء يوم الثالث عشر من شهر أبريل الجاري، قد يكون لأي حدث صغير تأثير غير مرغوب فيه على الأوضاع الاقتصادية التي تتسم حاليا بدرجة عالية من عدم اليقين، بعد أن كان التأثير الاقتصادي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط معتدلا إلى حد ما.

ووسط زيادة التشاؤم بشأن استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط، أصبح من غير المرجح أن تتمكن كوريا الجنوبية من تحقيق انتعاش في صادراتها بسبب زيادة حالة عدم اليقين في أسعار النفط الخام العالمية.

وهناك مخاوف من ارتفاع أسعار النفط العالمية إلى مستويات قياسية بسبب التصعيد بين إيران وإسرائيل، حيث من المحتمل أن ترتفع الأسعار لتتراوح بين 120 دولارا و130 دولارا للبرميل الواحد، إذا قامت إيران بإغلاق مضيق هرمز ردا على العقوبات الأمريكية والأوربية التي تستهدف إيراداتها النفطية.

ويُعد مضيق هرمز قناة التصدير للدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والكويت والعراق وإيران والإمارات العربية المتحدة. وفي الواقع، فإن الواردات الكورية من النفط الخام الشرق الأوسطي تأتي أيضا عن طريق مضيق هرمز.

وفي هذا الصدد، قال رئيس معهد أبحاث التجارة الدولية التابع لرابطة التجارة الكورية "تشو سانغ هيون" إن إغلاق مضيق هرمز أو تجاوز أسعار النفط الخام العالمي مستوى 100 دولار للبرميل الواحد قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الخام المستوردة، وبالتالي إلى زيادة التضخم وانخفاض الطلب.

إلى جانب هذا، من المتوقع أن تزيد بشكل كبير التكاليف اللوجستية اللازمة لتوريد المكونات للمصانع الكورية لإنتاج الأجهزة الإلكترونية المنزلية والبطاريات في مصر وشرق أوربا، إذا طال أمد التوتر في الشرق الأوسط.

وأعرب عدد من الخبراء الاقتصاديين الكوريين عن قلقهم من احتمال أن يؤثر تصاعد التوتر بين إسرائيل وكل من فلسطين وإيران تأثيرا سلبيا على الصناعات الكورية.

من جانبه، قال الرئيس الكوري "يون صوك يول" يوم الثلاثاء الماضي إنه يجب أن يكون هناك رد وقائي على أي عوامل خطر محتملة ناجمة عن التوتر في الشرق الأوسط، خاصة بعد الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل، مشيرا إلى أن كوريا تعتمد اعتمادا كبيرا على الشرق الأوسط بشأن إمدادات الطاقة.