اكتسح مرشحو حزب "قوة الشعب" المعارض الرئيسي الانتخابات التكميلية التي أقيمت أمس الأربعاء لاختيار عمدتي سيول وبوسان وغيرها من المناصب، مما أدى إلى هزيمة ساحقة للحزب الديمقراطي الحاكم في الانتخابات التي تعد مؤشرا حاسما على الانتخابات الرئاسية في العام القادم.
ووفقا للفرز النهائي للأصوات الذي أجرته اللجنة الوطنية للانتخابات صباح اليوم الخميس، فقد حصل "أو سي هون" من حزب قوة الشعب على 57.5% من أصوات الناخبين في العاصمة، متغلبا على منافسته من الحزب الديمقراطي الحاكم التي حصلت على 39.18% فقط. كما تغلب مرشح الحزب المعارض لمنصب عمدة بوسان "بارك هيونغ جون" على مرشح الحزب الديمقراطي الحاكم "كيم يونغ تشون" بهامش ضخم، حيث حصل على 62.67% من أصوات الناخبين، في حين حصل "كيم" على 34.42% فقط.
وفاز مرشحو المعارضة بـ13 مقعدا من إجمالي 19 مقعدا في الانتخابات التكميلية لاختيار رؤساء المناطق الإقليمية، حيث تم انتخاب "سوه دونغ أوك" رئيسا لمنطقة "نام" في مدينة "أولسان"، وتم انتخاب "أوه تيه وان" رئيسا لبلدة "أوريونغ" في مقاطعة جنوب "كيونغ سانغ"، وكلاهما من الحزب المعارض.
ويُنظر إلى الهزيمة الساحقة للحزب الحاكم على أنها تعكس الاستياء الشعبي المتزايد تجاه الحكومة بشأن الفضائح الجنسية التي تورط فيها عمدة سيول وبوسان في العام الماضي، والارتفاع الهائل في أسعار المساكن، وفضيحة المضاربات العقارية التي تورط فيها مسؤولون عموميون.
وقد بلغت نسبة المشاركة النهائية 58.2% في سيول، و52.7% في بوسان، وهي المرة الأولى التي تتجاوز فيها المشاركة مستوى 50% في الانتخابات الفرعية في المدن الكبرى.
وقد اعترف كل من مرشحي الحزب الديمقراطي الحاكم لعمودية سيول وبوسان بهزيمتهما بعد وقت قصير من بدء فرز الأصوات، حيث قالت "بارك" على حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي إنه سيتاح لها الوقت الكافي "للتفكير العميق"، بينما قال "كيم" إنه يقبل النتيجة بكل تواضع.
كما ألقى "أوه" و"بارك" من حزب قوة الشعب خطابات بمناسبة فوزهما قبل ساعات من تأكيد النتائج، وشكرا المواطنين في سيول وبوسان، وتعهدا بالعمل الجاد من أجلهم. وكان "أوه" قد شغل سابقًا منصب عمدة سيول من عام 2006 إلى عام 2011 قبل أن يتنحى بسبب مشكلة حول الغذاء المدرسي المجاني.وسوف يبدأ الفائزان عملهما اليوم الخميس، ويستمران في منصبيهما حتى 30 يونيو من العام القادم.
وقد أجريت الانتخابات التكميلية لملء منصب العمدة في كل سيول وبوسان، حيث انتحر العمدة السابق لسيول "بارك وان سون" وتنحى العمدة السابق لبوسان "أوه كيو دون"، وكلاهما من الحزب الديمقراطي الحاكم، بسبب اتهامات بتحرشهما جنسيا بمرؤوساتهم.
ويُنظر إلى نتائج الانتخابات الفرعية إلى حد كبير على أنها مقياس أولي لمشاعر الجمهور تجاه الحكومة، قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في مارس من العام القادم.