ⓒ Getty Images Bank

'ابتعدت المرأة العجوز من الباب، وانهارت ساقطة على الأرض. لقد عشت أطول من اللازم. كانت المقولة التي تفيد بأن المرء يجب أن يموت حين يبلغ الكبر مقولةً صحيحة. أدركت المرأة أنها أصبحت عبئًا على أولادها. حتى العنكبوتة تعرف كيف تشنق نفسها بعد أن يلتهمها أولادها. استدارت المرأة العجوز ببطء نحو الباب'.

'كان قد رأى عنكبوتًا كهذا في صغره. كان العنكبوت قد تدلى من خيطه الرفيع من سقف حمام خارجي بُني بالألواح الخشبية. كان يتدلى ثم يتأرجح أمام عينيه. كان لا يزال يحتفظ بهيكله، ولكنه كان مجرد هيكل فارغ لعنكبوت سيتحول إلى غبار إذا أمسكه بيده. قالت أمه: «هكذا تموت العناكب. كان يجب أن تنظر إليه عن كثب. إذن لرأيت صغار العنكبوت. فالصغار يتغذون على أعضاء جسم أمهم الداخلية، إذ أنها لا ترضعهم». أكانت تجاعيدها هي السبب؟ أم الوضع الذي اتخدته للجلوس؟ راح وجه أمه يذكره بعنكبوت يجف ببطء. وهكذا غادر حجرة العنكبوت في هدوء'.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

نحن نتابع قضية كبار السن من خلال النشرات الإخبارية على الأغلب. ولكن أغلب ما تحويه النشرات الإخبارية هو الأرقام والإحصاءات. ولا شك أن الأرقام مهمة لفهم واقع مجتمع كبار السن، ولكن لا يمكن الاستعاضة بالأرقام عن هذه الحيوات البشرية، لأن الأرقام لا تحكي لنا ما يعانونه من صراع وألم وأسف. وهذا هو الدور الذي يلعبه الأدب الذي يدور حول قصص كبار السن، إذ يملا تلك الفجوات التي تتركها النشرات الإخبارية. فالأعمال الأدبية تعرض لنا القضايا الأساسية والمشاعر المرتبطة بها، وتعرض للقراء تجارب متنوعة لما يعنيه أن يتقدم المرء في العمر. لأن التقدم في العمر هو شيء طبيعي. واستحضار تلك الحقيقة هو أول خطوة لبناء بلد لكبار السن.

'أخرجت المرأة العجوز ملابس داخلية سميكة من خزانة ابنها. ثم غادرت المنزل، ووقفت أمام كشك الهاتف عند مدخل البناية. أجابت حماة ابنتِها الهاتف.

الأم: «إنها أنا»

«أوه! يالها من مفاجأة شكرًا لأنك اتصلتِ بي»

«كيف حالك؟ يجب أن تعتني بصحتك وأن تعيشي حياة طويلة لتتمتعي بحب أبنائك. أتمنى لك حياة طويلة تعيشينها بصحة جيدة. لا أظن أنني سأستطيع أن أتصل بك مجددًا»

ثم أقفلت الهاتف، وواصلت السير باتجاه السجن حيث ابنها الأصغر. «لقد عشت طويلًا، أكثر من اللازم»'.

---

«لي سون-وون 이순원»

- وُلد في كانغ-ننغ بمقاطعة كانغ-وون في 2 مايو عام 1958.

- أول أعماله: قصة بعنوان «ثور» في عام 1985.