قال تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أمس إن السلطات الأمريكية وجماعات حقوق الإنسان تواجه صعوبات نتيجة لعدم توافر معلومات عن الأوضاع الداخلية في كوريا الشمالية التي ظلت تمارس سياسية الإغلاق الشامل بعد تفشي جائحة كورونا.
الجدير بالذكر أن كوريا الشمالية أغلقت أبوابها تماما من أجل منع دخول الفيروس وتفشيه فيها، لدرجة أن الخبراء أطلقوا على هذه الإجراءات اسم "الجنون تجاه تفشي الوباء"، كما تدعي بيونغ يانغ أنها لم تشهد أي حالة إصابة بالفيروس حتى الآن.
ووفقا للصحيفة الأمريكية، أغلقت كوريا الشمالية حدودها حتى مع الصين التي تمثل أكبر الدول من حيث حجم التجارة معها، خلال فترة الجائحة، الأمر الذي أدى إلى خروح الكثير من الأجانب المقيمين هناك بمن فيهم الدبلوماسيون وعناصر الإنقاذ ورجال الأعمال.
وفي الماضي كان بعض الصحفيين الغربيين يقومون بزيارات إلى كوريا الشمالية من أجل تغطية الأخبار عنها، كما كان لوكالة أسوشيتد برس مكتب فرعي في العاصمة بيونغ يانغ، لكن معظم الصحفيين الأجانب هناك قد غادروا البلاد بالفعل، كما قام عدد من الدول بسحب دبلوماسيها في بداية العام الماضي بسبب نقص الغذاء والرعاية الطبية، بينما تبقى عدد قليل من الدبلوماسيين التابعين لبعض الدول فقط، بما فيها الصين وسوريا وكوبا.
وعلاوة على ذلك، انخفض عدد الهاربين من كوريا الشمالية انخفاضا كبيرا في الربع الثاني من العام الماضي، حيث وصل هاربان منها فقط إلى كوريا الجنوبية، وهو ما يعد أقل مستوى خلال الـ18 عاما الماضية حسبما أوضحت الصحيفة الأمريكية.
وقالت "واشنطن بوست" إن هذه الأوضاع جعلت من الصعب على صناع القرار في الإدارة الأمريكية الاحتفاظ برؤية ثاقبة مباشرة قد تؤثر على السياسة الأمريكية تجاه كوريا الشمالية.
وقالت "سوزان ديماجيو" كبيرة الباحثين في مؤسسة "كارنيغي" للسلام الدولي إن محاولة صنع خيار سياسي معقول دون الارتباط المباشر، يشبه تلمس شيء غامض في الظلام.
كما أشارت "سومي تيري" كبيرة الباحثين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى عدم وجود أدلة دقيقة حول مشاعر السكان الكوريين الشماليين، موضحة أن ذلك يزيد من صعوبة اتخاذ القرارات السياسية الأمريكية تجاه كوريا الشمالية.
وأضافت الصحيفة أن هذه الفجوة في المعلومات عن كوريا الشمالية تزيد من قلق مؤسسات المساعدات الإنسانية الدولية في ظل تفاقم أزمة الغذاء في الدولة الشيوعية.