ⓒYONHAP News

احتفلت كوريا الجنوبية بعطلة طويلة لعيد الحصاد "تشوسوك" منذ يوم الأربعاء الماضي، لكن جو العطلة لهذا العام يختلف عن الأعياد السابقة بسبب جائحة فيروس كورونا.

فقد طبقت الحكومة الكورية سلسلة من إجراءات الحجر الصحي خلال فترة عطلة عيد "تشوسوك" من أجل منع انتشار الفيروس، وقد بدأت فترة الحجر الصحي الخاصة يوم الاثنين الماضي، أي قبل يومين من العطلة، وستستمر تلك الإجراءات لمدة أسبوعين، أي حتى يوم الحادي عشر من أكتوبر.

ودعت الحكومة جميع أفراد الشعب إلى الالتزام الفعال بإجراءات التباعد الاجتماعي خلال فترة الحجر الصحي الخاصة، وهو ما تسبب في انخفاض عدد الزائرين لمساقط رؤوسهم خلال عطلة العيد.

ويشار إلى أن الشعب الكوري يحتفل بعيد الحصاد "تشوسوك" في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن من السنة القمرية، وهو عيد الشكر التقليدي لدى الكوريين الذي يلتئم فيه شمل الأسر لإحياء ذكرى الأجداد الراحلين وزيارة المقابر.

وعادة تزدحم الطرق السريعة بالسيارات، وتنفذ كل المقاعد على الطائرات والقطارات خلال عيد "تشوسوك" بسبب وجود عدد كبير من الذين تركوا مساقط رؤوسهم واستقروا في المدن الكبيرة ويرغبون في زيارة أسرهم وأقاربهم وأصدقائهم خلال العيد، وبالتالي أصبح مشهد ذلك الازدحام رمزا لعيد "تشوسوك" في كوريا الجنوبية. لكن الوضع تغير تماما هذا العام بسبب جائحة فيروس كورونا، لأن الحكومة أوصت بالامتناع عن التنقلات، إلى جانب أن الآباء في المناطق الريفية طالبوا أولادهم بعدم زيارتهم خلال عيد هذا العام.

ويرجع السبب في توصية الحكومة بالامتناع عن التنقلات إلى احتمال انتقال فيروس كورونا من خلال تحرك عدد كبير من الناس وانعقاد تجمعات أسرية.

والشيء المثير للقلق هو أن عددا كبيرا من الكوريين تمتعوا بعطلة العيد في المعالم السياحية المشهورة، خاصة في مقاطعتي "كانغ وان" و"جيجو"، للتخلص من اكتئابهم الناتج عن إجراءات التباعد الإجتماعي التي تقيد الأنشطة الخارجية، بما في ذلك الرحلات.

والأسوأ من ذلك، تسببت إجراءات الحجر الصحي الخاصة خلال عطلة "تشوسوك" في تعرض أصحاب الأعمال الحرة الذين يعانون من انخفاض مبيعاتهم بسبب كورونا، لخسائر مادية أخرى، لأنهم عادة يكتسبون أرباحا كبيرا في عيد "تشوسوك".

وكانت الحكومة قد قدمت دعما يتجاوز 3 تريليونات وون لأصحاب الأعمال الحرة والشركات الصغيرة من خلال الحصول على رابع ميزانية إضافية، لكن ذلك الدعم ليس حلا جذريا للمشاكل التي يعاني منها الاقتصاد الكوري دون السيطرة على فيروس كورونا.