ⓒ Getty Images Bank

'جاءت ساكنة الشقة 504 وهي تضع نظارة شمس ذات إطار مستدير، وقبعة بيج أنيقة. وبالنظر إلى ثوبها السماويّ الذي لا أكمام له، وأحمر الشفاه الزاهي، والقلادة والإسورة الأنيقة التي وضعتها، فقد  بدت وكأنها شخص يستعد للإجازة. كانت ساكنة الشقة 604 تعرف أن ساكنة الشقة 504 تخرج بكامل زينتها حتى لو كانت ذاهبة لشراء البقالة أو حتى إخراج القمامة فحسب'.

نُشرت قصة "شقة 504 وشقة 604" للكاتبة "صو صُنغ-نان 서성란" عام 2015، وهي تدور حول جارتين تسكن إحداهما في الشقة 504 في الطابق الخامس، والأخرى في شقة 604 في الطابق السادس.

'لم تبد ساكنة الشقة 504 أنيقة على الإطلاق الآن. في خزانة الملابس التي انكسر بابها، وضعت الأثواب والسترات والجونلات التي كانت والدة ييه-أون ترتديها كثيرًا، أما قبعاتها الكثيرة، فكانت ملقاة على الأرض كيفما اتفق. اقتربت الجارة من الفراش، وتأملت صورة مؤطرة على منضدة. كانت الصورة تظهر أم ييه-أون وهي تحمل طفلتها التي بدت في الثالثة أو الرابعة من العمر. حاولت الجارة أن تغادر الحجرة بعد أن وضعت الصورة مكانها، لكن والدة ييه-أون بدأت تتقلب في فراشها في هذه اللحظة. هنا فقط أدركت السبب الذي جعل والدة ييه-أون تصر على عدم خلع قبعتها أبدًا حتى أثناء جلسات التدليك'.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

قد يتعجب القراء من هذه الشخصيات الغريبة، فوالدة ييه-أون تحاول إخفاء أمر فقرها عن طريق حرصها الشديد على التأنق دائمًا في ملبسها ومظهرها، وزوج ساكنة الشقة 604 يبدأ في ممارسة أفعال غريبة بعد أن يفقد وظيفته، وساكنة الشقة 604 نفسها تتحمل سلوكيات جارتها العجيبة لأنها تريد أن تبيع لها مستحضرات التجميل، بينما تحاول إعطاء المهدئات باستمرار لزوجها لمنعه من الخروج ليلًا. لكن العالم الواقعي يحتوي على شخصيات غريبة مثل هذه بالفعل. وكل شخصية من الثلاثة تعاني من مشاكل كبيرة في المجتمع الحديث الذي يقيس قيمة الإنسان بالثروة التي جمعها. ونرى كيف أن عدم الاهتمام بالآخرين يزيد من حدة هذه المشاكل ويعقدها، ويزيد من المعاناة أيضًا. ويشعر القراء أيضًا بالضيق من هذه الشخصيات التي لا تتواصل بشكل واضح مع بعضها بعضًا، ولا تحاول التحدث بصراحة، وهذا هو ما أرادته الكاتبة، أن ترينا كيف يعيش الناس هذه الأيام حياة معزولة وخادعة.

---

الكاتبة "صو صُنغ-نان":

وُلدت الكاتبة "صو صُنغ-نان" في إيكسان بمقاطعة جولا الشمالية عام 1967، نشرت أول أعمالها الأدبية عام 1996 بعنوان "سلام جدتي".