الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

البرامج الخاصة

كويكا: الجزء الثاني من برنامج خاص لفن المشاركة

2014-06-25

المرضى الذين يتوافدون على المستشفى الكوري التقليدي هم من الباحثين عن الطب الشرقي التقليدي مثل العلاج بالوخز بالإبر. يستقبل المستشفى ما بين 150 و200 مريض يوميا والعلاج يقدم للفقراء مجانيا ودون تمييز.



والدكتور المشرف على المستشفى يؤكد إنه يقدم خدماته العلاجية المجانية للمرضى السريلانكيين المحتاجين بشكل لا يختلف عما كان يقدمه للمرضى الكوريين المقتدرين. المساعدات التي تقدمها كويكا للدول النامية والمتخلفة تنقسم إلى خمس مجموعات رئيسية هي التعليم والتدريب المهني ، والصحة والرعاية الطبية، والإدارة العامة، والزراعة وصيد الأسماك، والمعلومات والاتصالات. أكثر الدول النامية تفتقر للأجهزة الطبية الفعالة لهذا فإن المجموعة الخاصة بالعناية الطبية والرعاية الصحية هي دائما المجموعة الأهم والأكثر طلبا. الوحدة الصحية الكورية تم افتتاحها منذ تسعة أعوام وظلت تقدم خدمات طبية متنوعة منذ ذلك الوقت ي سبيل رد الجميل. فعندما كانت كوريا بحاجة ماسة للمساعدات بعد خروجها من ركام الحرب الكورية توافد العديد من الأطباء للمساعدة في تقديم الخدمات الصحية والطبية ولبناء مستشفيات ومراكز علاجية وكل ذلك أسهم في خروج كوريا من أزمتها والمضي السريع في طريق التطور بالشكل الذي أدهش العالم. سريلانكا عانت هي الأخرى من ظروف حرب أهلية استمرت لمدة 26 عاما كما تآمرت عليها الطبيعة من خلال عدة كوارث كان أكبرها التسانومي المريع. كوريا التي تلقت المساعدات والمعونات الدولية في الماضي ما كان لها أن تبخل بتقديم أي مساعدات لأي دول بحاجة لذلك على سبيل التعبير عن الجميل والامتنان على الأقل. لهذا حرصت كوريا على تأسيس مراكز ووحدات طبية هنا.الطب الكوري يتم تعليمه الآن في بعض المستشفيات الجامعية السريلانكية وفي بعض المعاهد المتخصصة . وبسبب ازدياد أعداد المرضى الذين يحضرون لتلقي العلاج في المستشفى الكوري فإن الصفوف والطوابير تبدأ منذ الصباح الباكر. تحاول المستشفى التوسع في تقديم خدماتها لمقابلة الطلب المتزايد. لا تقتصر أعمال المستشفى على علاج المرضى داخل كولمبو نفسها بل كثيرا ما تقوم بإرسال وفود طبية لتقديم خدمات خارج كولومبو وفي القرى والأرياف البعيدة.وبسبب كل تلك الجهود المبذولة داخل المستشفى وخلال البعثات الخارجية فقد تطورت علاقات خاصة جدا تربط بين كوريا وسري لانكا بشكل عام.وصارت علامة "صنع في كوريا" من العلامات المحببة والثمينة في سريلانكا الآن.وهناك كذلك 19 مدرسة خاصة بالأطفال المعوقين و تضم تلك المدارس كل أشكال الإعاقة من سمعية وبصرية وبكم وتوحد وتخلف ذهني واكتئاب وخوف وكلها مدارس مجهزة بمعدات فعالة ومتطورة.وكان الكثير من الآباء والأمهات في البداية يجهلون مثل هذه البرامج ولا يتحمسون لها ولا يثقون في فوائدها لأطفالهم لكنهم بدأوا يتجاوبون معها بعد أن شاهدوا مظاهر التحسن لدى أطفالهم. وحتى آباء الأطفال المعاقين يتم تدريبهم على الكيفية التي يمكن لهم بها التعامل مع أطفالهم المعوقين بطريقة صالحة واكتساب الخبرة المطلوبة في هذا الصدد.



البرامج التدريبية والتأهيلية أفادت حتى المدرسين المحليين وأشعلت ليهم الرغبة والحماس في ممارسة اعمال تربوية ما كانوا يهتمون بها في الماضي. ومن أهم أشكال المساعدة التي يمكن تقديمها للدول النامية هي المساعدة في خلق وظائف وفرص عمالة. فبسبب غياب مشروعات التنمية الصناعية فإن وجود وظائف متوفرة أمر نادر في أكثر البلدان النامية و هو ما يسلب الكثير من الشباب من أحلامهم و آمالهم في مستقبل مشرف. لهذا تركز المساعدة الكورية على إيجاد مزيد من الوظائف و فرص العمل للنساء هناك لتوظيف النساء وهو مشروع لتعليم و تدريب أعداد كبيرة من النساء لممارسة فنون النسج و الخياطة و صناعة أشياء كثيرة من ملابس و حقائب و أثاثات منزلية و غير ذلك .وحتى أغلب الرجال في سريلانكا يعانون من شح الوظائف و نقص العمالة فما بالك بالنساء .لهذا ترغب الحكومة في تشجيع أي مشروعات أو برامج محلية تهدف لتوظيف النساء و الاستفادة من طاقتهن المعطلة . من المؤكد أن مثل تلك البرامج ستكون ذات فائدة محسوسة للأهالي و مضمونة النتائج .وقد حققت العديد من تلك المشروعات نجاحات و أرباح جيدة و زادت حجم الإنتاج بشكل كبير يقدره البعض بخمسة أضعاف .



وكثيرامن المياه قد تكون ملوثة بمختلف أنواع القاذورات . و لكن الحكومة الكورية حاولت أن تجد حلا لمثل تلك المشاكل من خلال المساعدة في إقامة مشروعات لتنقية و تصفية الماء في تلك المناطق وتشييد إ الكثير من محطات تنقية المياه.و أسهمت تلك المحطات في إيجاد حل معقول لمشكلة يعاني منها الكثيرون. كان من العادي مشاهدة الأوساخ و الطحالب و القاذورات و هي تطفو فوق سطح النهر مما يجعل مياهه شديدة التلوث و باستعمال تقنيات متطورة لتنقية المياه و كانت النتيجة مشجعة في شكل ماء صالح تماما للشرب .يتم الآن تزويد 4 أقاليم بماء شرب صالح بسبب تنقية مياه النهر.وكانت أمراض البلهارسيا و أمراض الكلى هي من الأمراض الشائعة و المنتشرة في سريلانكا قبل حل مشكلة المياه. اعتمدت كوريا في تجربتها التنموية الناجحة على العديد من المشروعات الخاصة بالبنيات التحتية مثل الطرق البرية و خطوط السكك الحديدية و الكباري و الموانئ و محطات الطاقة الكهربائية و المطارات و غيرها و هو ما أسهم في تحقيق المعجزة الكورية . لهذا فإن كوريا تعرف جيدا إن تنفيذ مثل تلك المشروعات هو مفتاح ناجح للتنمية و التطور في العديد من البلدان النامية . و لهذا السبب فإن كوريا تميل إلى تقديم مساعداتها للدول النامية في شكل خبرات و تقنيات و معارف و ليس مساعدات مادية مباشرة ولهذا فكويكا عادة ما تربط مساعداتها التنموية بدراسات جدوى وافية و فعالة .و قبل تشييد معاهد و مؤسسات تعليمية و تدريبية في البلدان النامية، و قبل إرسال متطوعين لتعليم المهارات و الخبرات المختلفة، تحرص كوريا على دعوة و استقدام وفود من الخبراء و المتخصصين من تلك الدول لمعاينة و معايشة التجربة الكورية التنموية البنيوية على الطبيعة داخل كوريا نفسها المورد الفعال و الحقيقي الوحيد الذي كانت تملكه كوريا هو المورد البشري . فبعد تحرير كوريا من الاستعمار الياباني اندلعت الحرب الكورية التي أضرت بالموارد الكورية الطبيعية القليلة وخرجت كوريا من ركام الحرب دولة محطمة معدومة الموارد الطبيعية و كان عليها أن تبدأ من الصفر .



لم تكن تملك لا موارد طبيعية و لا مالية و موارد بشرية محدودة استنزفت الحرب جزءا كبيرا منها . لكن كوريا كانت تملك التصميم و الإرادة و الرغبة في الانطلاق . التنمية الصناعية لا تعتمد لا على الموارد الطبيعية وحدها و لا على الموارد البشرية فقط و إنما يجب أن تستهدي بتجارب الآخرين حتى تتعرف على كيفية الانطلاق الصحيح . و هذا ما فعلته كوريا من خلال دراسة و مراقبة التجارب التنموية في العالم المتقدم و استدانة القروض من المؤسسات الدولية و إرسال مواطنيها للعمل و الاغتراب في بلاد غنية أخرى لجلب العملات الأجنبية و اكتساب الخبرات في نفس الوقت . هكذا بدأت الانطلاقة التنموية الكورية .يبلغ عدد المشروعات التي تنفذها كويكا في سريلانكا 9 مشروعات تهدف لتحقيق تطور تنموي في البلد الآسيوي الفقير . و هناك 67 فريق تطوعي تابع لكويكا و كوريا يعمل في سريلانكا من خلال تقديم مختلف أشكال المساعدات. كوريا هي القدوة و المثال للعديد من الدول النامية لأن المشكلات التي تعرضت لها كوريا في الماضي هي نفس المشكلات التي تتعرض لها الكثير من البلدان النامية في الوقت الحاضر .و كوريا تؤمن بأنها ممتنة و مدينة للعالم من حولها لما قدمه لها من مساعدات، و مثل ما ساعدها العالم للخروج من أزمتها فهي حريصة على المساهمة في حل أي أزمة عالمية بأي شكل متاح لها و ترى أن ذلك قابل للتحقيق بواسطة المشاركة و تقاسم الأعباء و المسؤوليات و الخبرات و المعارف .

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;