أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسبوع في الماضي عن مجموعة لوائح صارمة ومتشددة حول كفاءة وفعالية الوقود ومحاربة انبعاث الغازات. ترمي هذه الإجراءات إلى تحسين فعالية استعمال وقود السيارات إلى 35.5 ميل للجالون ، أو 15.1 كيلومتر للتر بحلول عام 2016 . كيف سيؤثر ذلك على صناعة السيارات الكورية ؟
الصحفي "لي إن تشول" من تلفزيون كوريا الاقتصادي :
رغم أن الاقتصاد الأمريكي قد عانى مؤخرا كثيرا من الانكماش إلا أن سيارة واحدة من بين كل 4 سيارات في العالم تسير في الولايات المتحدة. لهذا تحرص شركات السيارات في العالم على الوجود بصورة كبيرة في السوق الأمريكية. الخطة الجديدة للرئيس الأمريكي اوباما أجبرت شركات صناعة السيارات في أمريكا على السعي من أجل تصنيع سيارات ذات كفاءة وقود عالية. والخطة هي امتداد للحملة الانتخابية السابقة للرئيس الأمريكي بخصوص الطاقة المهجنة التي هي خليط من الطاقة التقليدية القديمة والطاقة الجديدة المتجددة بهدف إنتاج سيارات صديقة للبيئة.
اللوائح الجديدة الخاصة بانبعاث الغاز وكفاءة استعمال الوقود قد تعطي السيارات الأمريكية والأوربية ميزة في السوق الأمريكية. ولليابان تكنولوجيا خاصة بالسيارات المهجنة التي تسير حاليا بمعدل 30 كيلومترا للتر الواحد ، كما تتمتع السيارات الأوربية بتقنية محركات ديزل نظيفة. فكيف سيكون حال السيارات الكورية ؟
الصحفي "لي إن تشول" من تلفزيون كوريا الاقتصادي :
كوريا باعت مؤخرا 870 ألف سيارة في الولايات المتحدة ، ورغم انكماش السوق الأمريكية إلا أنها تشهد بيع عشرة ملايين سيارة في السنة ، ولهذا فمن الطبيعي جدا أن شركات السيارات الكورية حريصة على الاستفادة من هذه السوق . والهم الأول للسيارات الأمريكية هو التنافس مع السيارات اليابانية التي تملك الآن كفاءة نسبية في استعمال الوقود. وقد أعلنت وكالة حماية البيئة الأمريكية أن 11 موديلا من السيارات التي بيعت في أمريكا حتى الآن هي التي تفي بمتطلبات الكفاءة الجديدة للوقود ولكن للأسف لا يوجد من بينها موديل كوري واحد.
لقد زادت شركات صناعة السيارات الكورية من نصيبها في السوق الأمريكية من خلال عدة عوامل متآلفة ، منها : السعر المنخفض والإستراتيجية التسويقية. وفي هذا العام نالت شركة هيون ديه كيا لقب سيارة العام في الولايات المتحدة وأفضل سيارة جديدة للعام 2009. وفي العام الماضي أيضا نجحت هيون ديه كيا في تجاوز نيسان اليابانية واحتلت المركز السادس في السوق الأمريكية ، لكن مع المعايير الأمريكية الجديدة فإن الشركات الكورية ستكون في سباق مع الزمن لصناعة موديلات ذات كفاءة في الوقود خلال 7سنوات.
الصحفي "لي إن تشول" من تلفزيون كوريا الاقتصادي :
قالت إدارة سلامة المرور في تقرير لها إن كفاءة سيارات هيون ديه كيا التي تصدر للولايات المتحدة هي 33 كيلومترا للتر ، أي أقل فقط بكيلومترين أو ثلاثة عن المعايير المطلوبة الجديدة. تسعى هيون ديه كيا لتعزيز وجودها في السوق الأمريكية والتفوق على منافساتها اليابانية من خلال استثمارات بعيدة النظر وصناعة سيارات ذات نوعية متميزة في مجال استهلاك الوقود.
من الصعب جدا تحقيق نجاح مزدوج في مجال كفاءة استهلاك الوقود وتقليل انبعاث الغازات في نفس الوقت. وكما أوضح الصحفي لي فإن السيارات الأمريكية تسعى لتحسين كفاءة الوقود بمعدل 3 كيلومترات للتر خلال السنوات السبع القادمة. ومطلوب من كوريا تحقيق كفاءة ضرورية من أجل شحذ قدراتها التنافسية حتى تثبت وجودها في السوق الأمريكية . إذن هناك تحديات وكل تحدي يمكن أن يتحول إلى فرصة. صحيح أن كوريا ما زالت خلف ركب السيارات المهجنة التي تقودها اليابان منذ 10 سنوات، لكن السنوات السبع القادمة ستكون سنوات مصيرية.
الصحفي "لي إن تشول" من تلفزيون كوريا الاقتصادي :
تسعى كوريا لتطوير سيارات خضراء ومهجنة في نفس الوقت. مهم جدا التركيز على السيارات الخضراء لأنها تستعمل طاقة هيدروجينية صديقة بيئية. إذا سارت الأمور على ما يرام فقد تنجح كوريا في صناعة وتسويق السيارة الخضراء عام 2012 وهي تسعى لتحسين مشروعات مكلفة في هذا الصدد وتحسين أشياء عديدة منها المحرك والعجلات والإضاءة والحمولة.
السياسة الحكومية الأمريكية الجديدة صارت بمثابة موجهات وعلى شركات السيارات وكل الشركات التي تقوم بصناعة قطع وأجزاء السيارات في كوريا بذل المزيد من الجهد من أجل صناعة سيارات متكاملة وصديقة للبيئة فمستقبل صناعة السيارات في كوريا يعتمد على ذلك.