الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الاقتصاد

أحفاد الشمس و الموجة الكورية " هاليو"

#قضية اقتصادية l 2016-04-04

أحفاد الشمس و الموجة الكورية " هاليو"
المسلسل الجديد " أحفاد الشمس" أشعل جذوة الموجة الكورية " هاليو" مرة أخرى. والمسلسل الذي يتزامن عرضه الآن في كوريا والصين هو مسلسل تلفزيوني من إنتاج كي بي إس وقد أصبح الان مُنتَج وسلعة تتصدر قائمة الصادرات الكورية للخارج. نلقي اليوم نظرة على الآثار والمنافع الاقتصادية العائدة عن هذا المسلسل وعن المنتجات الثقافية بصفة عامة بصحبة البروفسير كيم كوانغ سوك من المدرسة العليا للدراسات الدولية في جامعة هانيانغ الذي يحدثنا عن الشعبية والجماهيرية التي تم بها استقبال مسلسل " أحفاد الشمس" في الخارج.

المسلسل الجديد " أحفاد الشمس" أشعل جذوة الموجة الكورية " هاليو" مرة أخرى. والمسلسل الذي يتزامن عرضه الآن في كوريا والصين هو مسلسل تلفزيوني من إنتاج كي بي إس وقد أصبح الان مُنتَج وسلعة تتصدر قائمة الصادرات الكورية للخارج. نلقي اليوم نظرة على الآثار والمنافع الاقتصادية العائدة عن هذا المسلسل وعن المنتجات الثقافية بصفة عامة بصحبة البروفسير كيم كوانغ سوك من المدرسة العليا للدراسات الدولية في جامعة هانيانغ الذي يحدثنا عن الشعبية والجماهيرية التي تم بها استقبال مسلسل " أحفاد الشمس" في الخارج.


يدور المسلسل المكون من 16 حلقة حول فريق كوري خاص يتكون من قوات عسكرية خاصة وفرقة طبية أُرسل في مهمة إنسانية خاصة في بلد خيالي في وسط آسيا. مظاهر النجاح الذي بدأ يحققه المسلسل بدأت في الظهور حتى قبل بدء بثّ عرض المسلسل نفسه. ربما كان سبب ذلك هو الإعداد الجيد للعمل الإنتاجي والنجوم الشباب الذي تم اختيارهم للقيام بأدوار البطولة مثل سونغ جوونغ كي وسونغ هاي كيو ممن يتمتعون بالجاذبية والموهبة، بجانب كاتب المسلسل المتمكن وفريق الإنتاج المتكامل. تم الاتفاق مع الصين التي تعتبر أكبر مركز مشاهدة تلفزيونية في العالم على بيع المسلسل لها مقابل ربع مليون دولار للحلقة الواحدة وذلك قبل بثّ أي حلقة على الهواء. وبمجرد البدء في بث الحلقات في ال24 من فبراير انتشرت الحمى من الصين إلى أماكن أخرى منها اليابان التي دفعت مائة ألف دولار للحلقة ثم توالت الاتصالات والاستفسارات والمفاوضات مع دول وجهات أخرى مما عاد لكوريا بمنافع اقتصادية وتجارية جيدة نتيجة للعائد المباشر من عقود بيع المسلسل والمنافع الأخرى من دعائية وإعلانية مثل بيع ملابس وقمصان وقبعات ومواد ومستحضرات تجميل عليها صور نجوم المسلسل أو استعملها أبطال المسلسل. مبيعات منتجات الجنسينغ التي كان يستعملها بطل المسلسل ازداد عائدها بنسبة 176% حسب إحصائيات رسمية مقارنة مع العام الماضي. المواقع التي جرى فيها التصوير في هانبو وتيبيك في إقليم جانغون بدأت تنتشر بسرعة كأماكن جذب سياحي. هكذا بدأ المسلسل يحقق أرباحا غير مباشرة سياحيا واستهلاكيا.

البروفسير كيم كوانغ سوك من المدرسة العليا للدراسات الدولية في جامعة هانيانغ:

الصادرات الكورية بدأت تتراجع في الآونة الأخيرة بعد أن ظلت في حالة تزايد حتى 2014. أكثر الصادرات الكورية الرئيسية مثل السفن والحديد والصلب وأشباه الموصلات الإلكترونية ومنتجات المعلومات والاتصالات بدأت تشهد نقصا في عائداتها بنسب تبلغ 20% في المتوسط. هذا أمر مقلق لدولة تعتمد بالكامل على الصادرات مثل كوريا. لكن رغم ذلك فمن المدهش إن الصادرات الكورية المرتبطة بالموجة الكورية "هاليو" هي حالة ازدياد، وحسب تقديرات رسمية فقد بلغت الزيادة 33.3% في 2015. ومع تعلق الكثيرين من الأجانب بما صار يعرف باسم الجمال الكوري " كي بيوتي" زادت معدلات تصدير مستحضرات التجميل والأزياء والزينة الكورية بشكل ملحوظ وكذلك منتجات استهلاكية أخرى مثل البيرة والمشروبات الروحية الكورية.


المنتجات الكورية التي تعرف باسم K-product صارت منتجات مطلوبة آسيويا وعالميا بسبب ارتباطها بشكل أو بآخر بظاهرة الموجة الكورية "هاليو" الناجمة عن انتشار الفنون والمنتجات الثقافية الكورية المتنوعة في خارج كوريا والتي صارت تعكس الشكل والنمط الحياتي السائد في كوريا. الواقع أن الشعبية والجماهيرية الهائلة التي وجدتها المنتجات الفنية والثقافية الكورية من أفلام ومسلسلات وموسيقى وغناء انعكست بشكل جلي على الاقتصاد الكوري وعلى الصادرات الكورية وخاصة في مجالات مرتبطة مثل الأزياء والأناقة ومستحضرات التجميل والزينة.

البروفسير كيم كوانغ سوك من المدرسة العليا للدراسات الدولية في جامعة هانيانغ:
مجال الأزياء والأناقة كان أكثر المجالات استفادة. كان ذلك المجال يشكَل 10.6% من جملة صادرات كوريا عام 2007 ليرتفع إلى 27.6% في 2015. مبيعات الأجهزة والأدوات المنزلية ازدادت بشكل ملحوظ كذلك في بلدان مثل الصين والهند. مبيعات الأزياء والموضة وجدت سوقا مغرية في تايوان وهونغ كونغ. المأكولات والمشروبات الكورية انتشرت بشكل واسع في تايلاند. هكذا صار للعديد من البلدان الآسيوية منتجاتها وسلعها وخدماتها الكورية المفضلة. لهذا فمن الضروري أن تقوم كوريا بدراسة الأمر على أساس استراتيجي .


الصادرات الكورية بشكل عام في حالة تراجع على مدى 14 شهرا متتاليا في الوقت الذي ترتفع فيه صادرات كوريا من المحتويات الفنية والثقافية. وحسب دراسات وإحصائيات فإن صادرات كوريا في مجال الأجهزة والأدوات المنزلية بالذات لدول مثل الصين والهند ازدادت في الفترة بين 2007 و2015 بنسبة 75%و 91% على التوالي، كما أن الصادرات الكورية لتايوان في مجال الأزياء والأناقة ارتفعت بنسبة 50% ولهونغ كونغ بنسبة 43%. المأكولات والمشروبات الكورية في تايلاند زادت بنسبة 46%.

البروفسير كيم كوانغ سوك من المدرسة العليا للدراسات الدولية في جامعة هانيانغ:
ومع انبهار الكثيرين من الأجانب بالحياة التي يعيشها الكوريون كما تظهر في الأفلام والمسلسلات الكورية صاروا أكثر ميلا لاقتناء واستعمال الكثير من المنتجات الكورية. لهذا فعلى كوريا التركيز من أجل تطوير وتحسين وزيادة وتيرة تصدير منتجاتها الفنية والثقافية وتعزيزها نوعيا وكميا، لأنها منتجات لا يقتصر عائدها على مردودها المباشر وإنما على كل المنتجات والأجهزة والصناعات الكورية الأخرى. يجب على كوريا كذلك السعي من أجل توسيع قاعدة صادراتها من السلع الاستهلاكية إلى السلع الطويلة البقاء عن طريق تعزيز مشاركتها في المعارض الفنية والثقافية التي يحضرها نجوم كوريون مشهورون يعلنون فيها عن منتجات كورية.


الشعبية والجماهيرية المتزايدة للفنون الكورية المتنوعة تسهم في خلق انطباع إيجابي في العالم الخارجي حول كل ما هو كوري، لكن بقاء واستمرار مثل ذلك الأثر يرتبط بتجدّد وتوقّد وتعزّز أثر تلك الشعبية وتألق نجومها وبقاء وازدياد عطائها كميا ونوعيا حتى لا يخفت ضوئها ولا يتوارى بريقها ولا تغرب شمسها وذلك من أجل الاستمرار في خلق أعمال إبداعية جذابة مثل أحفاد الشمس.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;