ⓒ TikTok, Instagram, YouTube

اكتسب "النموذج القصير short-form"، الذي يعني محتويات الفيديو القصيرة التي تبلغ حوالي دقيقة واحدة، مثل "تيك توك" ويوتيوب شورتس ومقاطع الريلز Reels على إنستغرام، شعبية كبيرة في الآونة الأخيرة. وهذا النموذج القصير، الذي يشاهده العديد من الناس بغض النظر عن الجنس أو العمر، يمنح الناس متعة مؤقتة، لكن الآثار الجانبية التي تتبعه ضخمة وأصبحت مشكلة في جميع أنحاء العالم. حيث يقول الخبراء إن المشاهدة المفرطة للفيديوهات القصيرة يمكن أن يؤدي إلى تدهور القراءة والكتابة وكذلك تدهور الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وأظهر استطلاع حديث أنّ سبعة من بين كل عشرة مواطنين كوريين يستخدمون نموذجا قصيرا، ويستمتع الغالبية منهم بمحتوى فيديو قصير من خلال يوتيوب شورتس وهي منصة صنع فيديوهات قصيرة يقدمها موقع يوتيوب. وحسب ما كشفه مسح حديث شمل 5000 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 15 و59 عاما على الصعيد الوطني بواسطة منصة بيانات المستهلك "أوبن سيرفي Open Survey"، قال 68.9% من المشاركين إنهم شاهدوا مقاطع فيديو قصيرة. وتعد هذه زيادة كبيرة مقارنة بنفس الاستطلاع الذي أجري في فبراير من العام الماضي، حيث قفزت نسبة الأشخاص الذين أجابوا بأنهم شاهدوا مقاطع فيديو قصيرة خلال عام بمقدار 12.4 نقطة مئوية. وفي الوقت نفسه، كلما كان عمر المستجيبين أصغر، زادت نسبة مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة. فقد أجاب 85% من المراهقين بأنهم شاهدوا مقاطع فيديو قصيرة، وتلاهم 82.9% ممن هم في العشرينيات من العمر، و73.9% في الثلاثينيات من العمر، و65.8% في الأربعينيات من العمر، و53.2% ممن هم في الخمسينيات من العمر. ووفقا لدراسة برنامج تقييم الطلاب الدولي "بيسا PISA"، اتضح أنّ محو الأمية الرقمية للطلاب البالغين من العمر 15 عاما في كوريا هي الأقل بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. كما أشار المعلمون في كوريا إلى أن السبب وراء تراجع معرفة القراءة والكتابة لدى الطلاب هذه الأيام هو "التعود على وسائط الفيديو مثل يوتيوب"

في هذا الصدد، يشير الخبراء إلى أنه في حالة المحتوى القصير، عندما نشاهد واحدا، يمكن أن نقع في "إدمان" يجعلنا نريد مقاطع فيديو تثير المزيد من التحفيز. كما تحدث بعض الآثار الجانبية مثل فقدان الاهتمام بالحياة اليومية ومتابعة التحفيز بشكل أكبر فقط من مشاهدة مقاطع فيديو يوتيوب العادية. ويقول الأشخاص الذين يستمتعون بمقاطع فيديو قصيرة مدتها دقيقة واحدة أو أقل إنهم يشاهدون المحتويات طوال الليل للعثور على شيء أكثر إثارة واهتماما، وعندما يستيقظون في اليوم التالي، فإنهم يشعرون بالخمول ويفقدون ثقتهم بأنفسهم لأنهم لا يستطيعون فعل ما عليهم أن يفعلوا.

في الواقع، يزور المزيد من الناس في سن المراهقة والعشرينيات من العمر المستشفيات لأن حياتهم اليومية صارت أصعب بسبب هذه المشاكل. وعلى هذا النحو، فإن الآثار الجانبية للمشاهدة المفرطة لمقاطع الفيديو القصيرة المتنوعة تتزايد شدتها أكثر فأكثر. وللوقاية من تلك الآثار الجانبية، يوصى بضبط وقت الاستخدام وعدد مرات المشاهدة.