تواصل الوكالة الكورية للتعاون الدولي "كويكا" توسيع وتعزيز مسارات التعاون للربط بين التعليم والتوظيف في العراق، الذي يواجه تحدي دمج اللاجئين وإعادة بناء الاقتصاد في آن واحد.
فقد نظمت كويكا الشهر الماضي حفلا بمناسبة تجديد "مكتبة الزيتون" في مدينة أربيل، التابعة لمحافظة أربيل العراقية، بمشاركة السفارة الكورية لدى العراق والقنصلية العامة الكورية في أربيل ومكتب كويكا في أربيل بالعراق، وشخصيات من الحكومة العراقية.
وتقع "مكتبة الزيتون" في حديقة سامي عبد الرحمن وسط مدينة أربيل، وهي مساحة ثقافية متعددة الأغراض تم بناؤها في سبتمبر عام 2008 من قبل وحدة "زيتون" الكورية.
وتُعَدّ المكتبة معلما محليا محبوبا يمكن فيه للمواطنين هناك الاستمتاع بالتعليم والثقافة معا، وهي مجهزة بغرف للقراءة، وقاعة تذكارية لإرسال وحدة "زيتون" العسكرية، وقاعة متعددة الأغراض، ومركز ترويجي كوري.
لكن تلك المكتبة كانت متدهورة مؤخرا بسبب أعطال في مرافق التدفئة والتبريد وتلف الجدران الخارجية وتضرر المواد الداخلية نتيجة لتسربات.
ولهذا فقد قامت كويكا بتجديد المكتبة وتزويدها بمعدات مثل المكاتب وأجهزة التكييف كجزء من "مشروع تعزيز التعليم الشامل للاجئين في المدارس بمنطقة كردستان العراق".
وبهذه المناسبة أعرب السفير الكوري لدى العراق "لي جون إيل" عن أمله في أن تصبح هذه المساحة المُجدَّدة أرضا للتعلم تلهم الأجيال القادمة، ودعا للمضي قدما معا لتحقيق الازدهار المشترك في المستقبل بناء على روح الثقة والتعاون بين كوريا والعراق.
وبعد تنظيم حفل تجديد مكتبة الزيتون، أقامت كويكا حفلا ختاميا للإعلان عن إنهاء مشروعها الذي يدعم التدريب المهني وتوظيف الشباب من الفئات الضعيفة، وذلك في مدرسة نينوى الثانوية المهنية الزراعية الواقعة في مدينة الموصل، بمحافظة نينوى في شمال العراق.
وكان اسم هذا الحدث هو "حفل اختتام مشروع تعزيز قدرات التوظيف للشباب من الفئات الضعيفة في محافظة نينوى العراقية"، وهو المشروع الذي انطلق في عام 2022 وانتهى في العام الجاري.
فقد واجهت منطقة الموصل صعوبات في إعادة إعمار الشركات والتنمية الاقتصادية من خلال تدريب الكوادر التقنية في بيئة تعليمية متدهورة على الرغم من تحريرها من تنظيم "داعش" في عام 2017.
وبناء على ذلك، تعاونت كويكا مع منظمة اليونسكو لتقديم الدعم بين عامي 2022 و2026، وتركز الدعم على ثلاث مؤسسات تعليمية رئيسية وهي معهد نينوى للتدريب المهني، ومدرسة نينوى الثانوية المهنية الزراعية، ومدرسة الانتصار التجارية الثانوية للبنات.
ويشمل الدعم تنمية قدرات معلمي التدريب المهني، والتدريب المهني للشباب، وتطوير المناهج وتحسين بيئة التدريب، وتعزيز الربط بين التدريب والتوظيف من خلال إنشاء مراكز للتطوير الوظيفي.
وقال أحد المسؤولين إن المشروع أتاح لـ306 من المعلمين ومديري المدارس تلقي تدريبات لتعزيز قدراتهم في مجال التدريب المهني.
كما أن ألفا و957 من الشباب تمكنوا من تعلم مهارات ذات طلب عال في سوق العمل المحلية، مثل صناعة الأثاث وتركيب الألواح الشمسية والتقنيات الزراعية والممارسات التجارية وتصليح مكيفات الهواء.
وتم أيضا تسجيل 78 حالة من المشروعات الناشئة للطلاب من خلال استشارات التوجيه المهني وريادة الأعمال وغيرها.