الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

من عيون الشعر الكوري الحديث (1) :

2018-01-16

سيول بانوراما

من عيون الشعر الكوري الحديث (1) :
للكوريين شعراء خالدون معروفون وشعر تقليدي كلاسيكي فصيح ظل الكوريون يتباهون به على مر الزمان وإن كان كل المكتوب منه مكتوبا باللغة الصينية بحكم ما كان قائما من تفاعل وتبادل ثقافي كبير بين كوريا والصين ولأن اللغة الصينية وقتها كانت هي اللغة المكتوبة الأكثر شيوعا وسط المثقفين والأدباء والمفكرين الكوريين. لكن منذ ابتداع الأبجدية الكورية " هانكول" بواسطة الملك الكوري سيجونغ الأعظم إبان عصر مملكة "جوسون " والتي صارت هي لغة الكتابة الرئيسية في كوريا والتي بدأت تجد بعضا من الانتشار حتى في بقية دول العالم، أصبح لكوريا تراث شعري عظيم ورصين ورائع. وفي العام 1987 قامت دار النشر الكورية Hanshin Pub. بنشر ديوان شعري ضخم يحتوي على عدد كبير من القصائد الحديثة لعدد من كبار الشعراء الكوريين الذين كتبوا قصائدهم باللغة والأبجدية الكورية مع تراجم لها بالإنجليزية وقد صدر الديوان باسم Korean Poetry Todayوهو عبارة عن قصائد منتقاة ومترجمة بواسطة شاعر وأديب معروف هو Jaihjun J. Kim. وفي خطوة نحو نشر وترويج الأدب والشعر الكوري في العالم قامت عدد من السفارات الكورية في الخارج بتوزيع ذلك الديوان على عدد من الشعراء والأدباء الذين يكتبون بمختلف اللغات في العالم وحثّتهم على ترجمة ما ينتقون ويستلطفون من قصائد وترجمتها للغاتهم الأصلية. وفي إطار السعي لتوطيد أسس التعاون والتبادل والتفاعل الثقافي والفني والأدبي والشعبي بين كوريا والدول العربية قامت عدد من السفارات الكورية في الوطن العربي بالاتصال بشعراء ومبدعين عرب رحبوا بترجمة بعض القصائد الكورية للغة العربية وتمّ جمعها ونشرها في ديون شعري أنيق تحت اسم " قصائد من كوريا" وقد كانت بحق فرصة ذات قيمة كبيرة أتاحت للكثير من المثقفين والأدباء والطلاب العرب التعرف على التراث الأدبي الشعري الكوري حيث أن الديون احتوى على عدد من عيون الشعر الكوري لبعض أعظم وأشهر الشعراء في كوريا التي صارت تعتبر الآن دولة ذات عراقة وتميز ثقافي حضاري لا تخطئه عين ، ومثّل تطورا هاما في إطار الأدب المقارن، وخطوة متقدمة في طريق تعزيز العلاقات الكورية العربية بشكل عام وفي المجال الثقافي والأدبي والشعبي الذي يمثل الرافد الأهم في تعزيز وتطوير روابط الإخاء والتقارب بين الكوريين والعرب وهي روابط فيها ، رغم بعد المسافات الجغرافية ، الكثير من التشابه في القيم والمفاهيم والتقاليد والعادات والطقوس والممارسات.
واحتوى الديوان على مقدمتين، الأولى عربية من الشعراء الذين قاموا بالترجمة قالوا فيها إنهم حرصوا على استيعاب التجربة الشعرية الكورية والإحساس بحقيقة المشاعر التي كتب بها النص الكوري حتى لا يضيع المعنى في الترجمة ما بين الانتقال من النص الكوري إلى الإنجليزي إلى العربي إذ أن لكل لغة مكامن قوة ومواطن ضعف قد تختلف من لغة إلى أخرى. والمقدمة الثانية كتبها الناشر الكوري بالإنجليزية أشار فيها إلى أن الثقافة هي الوسيط والجسر والرابط الأقوى في إرساء أسس وقواعد صلبة لأي علاقة بين شعوب او دول أو حتى حضارات، وقد جاء نشر الديوان كمحاولة لفتح نافذة من أجل تحقيق انفتاح واسع وانطلاق سامق وسامي في الآفاق والفضاءات الثقافية الضخمة التي يستظل تحتها العالمان العربي والكوري بما يتمتعان به من موروثات ثقافية وفنية وأدبية وشعرية بلاد حدود.
شمل الديوان 23 قصيدة متنوعة المواضيع لشعراء مختلفين أولاها باسم " الربيع" وآخرها باسم " العودة إلى السماء" وسوف نستعرض في الحلقتين القادمتين من قوس قزح بعضا من تلك القصائد أو من مقاطع منها مع إضاءات سريعة على شعرائها، آملين أن نتمكن من أن ننقل لكم نماذج من عيون الشعر الكوري بكل ما يتميز به من جزل في الأسلوب ورشاقة في العبارة وقوة في المعاني وإلى اللقاء.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;