الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

من عيون الشعر الكوري الحديث (2):

2018-01-23

سيول بانوراما

من عيون الشعر الكوري الحديث (2):
وعدنا مستمعينا الكرام في حلقة الأسبوع الماضي بالتعرض لنماذج سريعة لقصائد من عيون الشعر الكوري الحديث مع إضاءات مختصرة حول شعرائها ونستعرض في حلقة اليوم قصيدتين وشاعرين. القصيدة الأولى بعنوان "الطيور" للشاعر Pak Namsu وهو من مواليد بيونغيانغ في الشمال الكوري في عام 1918 ودرس المحاماة في اليابان. وبخلاف معظم معاصريه الذين كانوا يحاولون الهروب من الواقع فقد ظل مصمما على معايشة ذلك الواقع ويؤمن بأن الفن الحقيقي لا يتولد إلا من خلال الالتحام بين الفن والواقع. له عدة دواوين أهمها " الحنين إلى الوطن ورفقاء الحانة" و"صورة نورس" و"مصباح من ورق". يقول في قصيدته "الطيور":
في مهب الريح .. ترفرف في السماء
وفي ظلال الأشجار، وبحفيفها الهامس، تغرد الطيور
وهي لا تدري إنها تغرد
ولا تعترف بأنها تحب
طائران .. منقار كل منهما غائر في ريش الآخر
مبتهجان بتبادل دفء حرارة جسديهما
تغرد الطيور لكن لا من أجل المغنى
وتمارس الحب ليس حبا في الرياء
وللطيور أسماء
كأسماء الوحوش كاليمامة والجرو والأرنب والحمار والغزالة
حين يرحل الشتاء ويأتي الربيع
تخضّر جوانب التلال ذات النجوم المضيئة
وأهيل التراب عليها
لتغطي التربة الخضراء جوانب القبور.
**
والقصيدة الثانية بعنوان "البحر" للشاعر Yu Yong المولود في 1917 وهو شاعر وأكاديمي مرموق وله أطروحات عديدة عن شاعر الهند المغني "طاغور" و" ملحمة ميلتون" وأشهر دواوينه " الشمس والقمر" و" قصيدة إلى السماء والأرض" و" أغنية من أجل الإنسان". يقول:
يندفع البحر نحو اليابسة
يسرع كي يعود
ليندفع ثانية نحو اليابسة
قبل أن يعود تارة أخرى
البحر سيزيف ابدي
منذ فجر الوجود ظل البحر يكافح
كي يصل اليابسة
لا لشيء إلا لكيّ يتراجع
وأخيرا يحوّل البحر نفسه إلى سحب عائمة
ثم يتساقط مطرا
كي يعود سريعا إلى موطنه.
وحده الله يعلم مقدار معاناة البحر
فالبحر سيزيف أبدي.
وإلى المزيد من النماذج والإضاءات في الحلقة القادمة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;