تتأهب كوريا خلال الأيام القليلة القادمة للاحتفال بمناسبة وطنية مرتبطة بالاستقلال ويسميها البعض الحركة من أجل الاستقلال أو حركة الفاتح من مارس أو "ساميل" حسب الاسم الكوري وهي اول حركة مقاومة منظمة ضد الاحتلال الياباني ولهذه المناسبة بالذات رصيد شعري وغنائي كبير في كوريا وقد كتب عدد من أعظم الشعراء الكوريين قصائد خالدة تمجيدا لهذه الحركة. وبمناسب تلك الذكرى القادمة نقدم لكم اليوم قصيدة من وحي الاستقلال تتردد على شفاه الكثيرين في مثل هذا الوقت من كل عام. .
في وادي جبلي موحش
يرقد جندي منفردا، لا ينطق لا يتحرك
عيناه مقفلتان..
نحو الأفق الأعلى تتجهان
كانت رتبته ملازم ثانٍ
مرتديا الزي الكاكي فخرا للجمهورية
دمه يتقاطر بين جوانحه
وعبير الورد يفوح من بين جوارحه
انحنيت عليه كي ابكي فيه شبابا غضا مفقودا
وأصخت السمع لآخر كلمات يلفظها
لا تبكيني... قال
بل أبكي مجد الجمهورية
آه لك يا وطني،
استحلفكم يا أبناء الوطن،
و يا إخوة محبوبة قلبي الحلوة
أناشدكم سحق الأعداء
فتلك هي راحة نفسي، فيها تعويض لشبابي المهدر
فتراجعكم أكثر عارا من استسلام وعبودية
يا جيش الجمهورية .. قاتل حتى النصر
موتوا شرفاء كي نحفظ شرف الأمة.
إن نحن خسرنا فسلام يا ارض الأجداد
قاتلوا ببسالة حين يحين موعد القتال
وموتوا شرفاء حين ينادي منادي الموت
فعلينا أن نبقى أقوى من كيد الأعداء
أو نموت لإنقاذ الأمة من حد هلاك قادم
فالموت دفاعا عن أمة
أفضل من خِزي واستسلام وهزيمة
ما أطيب الموت حين يستلقي جسدي الغض
يداعبه عليل الوطن ويضمد جرحه ملح الأرض.
كنت أحثّ الخطو قُدما ليل نهار
كي أنقذ هذي الأمة من كارثة ودمار
كانت خطواتي تتقدم
كي تتخطى كل حدود .. كل سماء
وتطلعت إلى سحق الأعداء
وغدوت كعاصفة هوجاء
من أجلك يا وطني
وهو مقطع من قصيدة طويلة وكل حرف فيها ينضح بحب الوطن والاستعداد للشهادة في سبيله من أجل حماية الأرض والعرض والقتال حتى آخر قطرة دم وهي قصيدة حافلة بالروح البطولية والشهادة والتصميم على الحرب حتى آخر قطرة دم رغم أن من قالها هي امرأة شابة لم تخض يوما غمار معركة حقيقية ولم تحب أو تعشق أو تتزوج لأن الوطن كان هو الحبيب الذي ملك قلبها والفارس الوحيد الذي حلمت بأن يتم زفافها إليه وهو ما حدث فعلا عندما توفت في ريعان الشباب.