الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

النمر و المجرفة

2017-04-14

لقاء الجمعة

النمر و المجرفة
كان يا ما كان رجل فلاح عجوز فقير يعيش في القرية مع ابنه الوحيد. و كان الفلاح يحب ابنه كثيرا و ىريده ان ينمو ويكبر ليصبح رجلا عظيما. حتي انه لم يسمح له ان يعمل او يبذل اي جهد في الزراعة معه . فقط جعله يدرس و يقرا الكتب و يقضي كل وقته في التعلم و قراءة الكتب . ليس هذا فقط ، بل ان الاب قرر ان يتحمل كل التكاليف و الاعباء المادية كي يرسل ابنه الي العاصمة سيول لكي يتلقي افضل تعليم . و بالفعل ذهب الابن الي سيول و بذل كل وقته و مجهوده في قراءة الكتب و اكتساب العلم كي يحقق امنية ابيه و يكون رجلا عظيما عالما و ليس فقط مجرد فلاح فقير يزرع و يحصد.

و بعد مرور سنوات عديدة من الدراسة و قراءة الكتب المختلفة . قرر الابن انه الان مستعد للعودة الي بلدته و مساعدة اسرته و قاربه بعلمه و معرفته. و لكن قبل مغادرته سيول تلقي خطابا من ابيه يطلب منه شيئا ما يحضره معه و هو غي طريق عودته من سيول . و كان هذا الشيء هو الجرافة التي تستخدم في الزراعة . فقد علم الاب ان الجرافة المصنوعة في سيول هي جرافة جيدة و هي الافضل في الاستخدام في الزراعة. و لكن المشكلة هنا ان الابن لم يعرف ما هي الجرافة! فهو لم يعمل ابدا في الزراعة و لا يعرف ما معني هذه الكلمة.فرجع الي كتبه و بدا يبحث عن معني كلمة جرافة . و كلمة جرافة باللغة الكورية هي ( هو - مي ) و هي كلمة مكونة من مقطعين ( هو ) و تعني نمر باللغة الصينية القديمة ، و ( مي ) و تعني ( زيل ) . و هنا ظن الابن ان ابيه يريد منه ان يحضر له ( زيل النمر ) . بحث الابن في كل مكان عن مكان يبيع هذا النوع من الاشياء و بالفعل وجده و دفع فيه مبلغ باهظ من النقود و اشتراه كي يعطيه هدية لابيه الحبيب. و عندما راي الاب الهدية الغالية و كيف انه ابنه تكبد عناء البحث و النقود كي يحضر له هذه الهدية الغالية فلم يستطيع ان يرفضها او حتي ان ينتقدها و اخذها بسعادة و شكر ابنه الحبيب عليها.

في المنزل، واصل الابن الدراسة. وبينما كان يقرأ الكتب في وقت متأخر من الليل، سقط المصباح بالخطأ على البطانية، التي اشتعلت فيها النيران. كان الابن مروع وسرعان ما بدأ البحث في الكتب لمعرفة كيفية اخماد الحريق. في الخارج، رأى الأب النار وسرعان ما جلب دلو من الماء. ثم ألقى الماء على النار لاخماد الحريق.
فنظر اليه ابنه بابتسامة و قال . "رائع يا ابي ! . يقول الكتاب إنه يجب التعامل مع الحريق بالماء. لقد فعلت عملا رائعا ". مرة أخرى، كان والده مندهشا تماما. لكنه لم يقل شيئا لابنه. و اكتفي بالصمت.

وبعد بضعة أيام، في حين كان المزارع يثبت جدار حجري في الفناء، انهار الجدار فجأة. في لحظة، اصبح الرجل تحت كومة من الصخور. بدا الرجل يصرخ و يستغيث بابنه. . "ساعدوني . النجدة !" من داخل الغرفة، أجاب الابن بهدوء. "يا ابتي !، أنا أدرس الآن". و حاول الاب ان يكافح للخروج من تحت الأنقاض، صاح بكل ما لديه من قوة "يا ولدي ! أنا محاصر تحت الانقاض . ارجوك ساعدني ". خرج الابن من الغرفة، نظر إلى والده ثم رجع مرة أخرى قائلا" يا ابتي ، انتظر ثانية. سأبحث في الكتب للعثور على وسيلة لإنقاذك ". بعد فترة من الوقت، خرج ابن مرة أخرى وقال:" أنا آسف يا والدي . ولكن الكتاب يقول أنه لا يجب علي ان ارفع الانقاض بيدي فتكون متسخة و ربما خطيرة و انه يجب ان انتظر المتخصصين في . ازالة الحجارة غدا ". تمزق قلب المزارع المحبط و حزن علي ثمرة تعبه و كبده و قال، "ابني المتعلم ليس عنده احساس او شعور حتي كمزارع جاهل مثلي. من الآن فصاعدا، سأجعله يتوقف عن قراءة الكتب و ساعلمه الزراعة بدلا من ذلك. "
الدرس المستفاد من الحكايات الشعبية اليوم يخبرنا أن المعرفة دون عمل يمكن أن تكون عديمة الفائدة وأحيانا خطيرة

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;